قالت الكاتبة السعودية بدرية البشر إن تسمية أو تقديم أي حزب نفسه للجمهور على أنه إسلامي خطأ كبير، لأنه بهذه التسمية يريد أن يفهم الناس بأنه بمجرد أن يصل للحكم والسلطة سيصبح أعضاء هذا الحزب وكلاء الله على الأرض، وبالتالي تصعب مناقشتهم، بينما نحن كبشر فهمنا للدين قابل للصواب والخطأ.
وتعقيبا على مقالها “الإسلام هو الحل لكن أنتم المشكلة!” الذي نشرته صحيف…
قالت الكاتبة السعودية بدرية البشر إن تسمية أو تقديم أي حزب نفسه للجمهور على أنه إسلامي خطأ كبير، لأنه بهذه التسمية يريد أن يفهم الناس بأنه بمجرد أن يصل للحكم والسلطة سيصبح أعضاء هذا الحزب وكلاء الله على الأرض، وبالتالي تصعب مناقشتهم، بينما نحن كبشر فهمنا للدين قابل للصواب والخطأ.
وتعقيبا على مقالها “الإسلام هو الحل لكن أنتم المشكلة!” الذي نشرته صحيفة الحياة اللندنية قبل يومين، قالت البشر في مقابلة مع “العربية” بثتها اليوم الأربعاء إن الاسلام هو الحل، لأنه دين الحرية والكرامة، ولكن المشكلة في التطبيقات الواقعية على الارض.
وضربت مثالا بالنسخة الليبية والتي أعلنت أن مرجعيتها الإسلام، ولم تجد أفضل من إلغاء قانون يحد من تعدد الزوجات، أما في تونس فإن المتحدثة باسم حزب النهضة الفائز بالانتخابات غير محجبة، الحديث يدور عن أزياء النساء واحترام حقوق المرأة وفقا للقانون التونسي، وتساءلت عما إذا كانت النسخة سوف تتكرر في مصر في حال نجاح نائبات من التيار السلفي في الانتخابات المقبلة.
وقالت البشر إن المعطيات التي حدثت حتى الآن وتاريخ أحزب إسلامية في السودان وإيران توحي بان المشكلة في تطبيق اصحاب التيارات الاسلامية، ووفقا لتلك المعطيات لماذا لا تتحدث الأحزاب الإسلامية الفائزة عن الآليات الديمقراطية لتسيير البلاد والمشاريع التنموية وعن الاقتصاد، لماذا يقتصر الحديث عن الأزياء وغيرها والتي تندرج في بند الحريات الشخصية .
وكانت البشر قد ذكرت في مقالها أن الجماعات الإسلامية التي تزعم أنها جاءت لإنقاذ البلاد، بعد ما حاق بها من ظلم وقهر ونهب للثروات، ترفع شعار الإسلام لتكسب الجمهور الذاهب لصناديق الاقتراع. شعار الثوار الليبيين بأن المرجع الأساسي للحكم هو الإسلام، لم يجد أفضل تفسير له سوى بتعطيله قانون الزواج من أربع، أما الحزب الإسلامي في تونس الذي فاز بأغلبية فقد تمدن حتى صار ليبرالياً نزولاً عند رغبة الجماهير، فالمتحدثة باسم حزب النهضة امرأة غير محجبة والمرشح الذي تحدث للتلفزيون في القناة الأوروبية، قال إنه لا يشرب الخمر، لكنه لن يمنعها فهذه حرية شخصية، كما قدم الحزب وعوداً بأن لا تمس مكتسبات المرأة في مدونة الأحوال الشخصية، وما فيها من مساواة مع الرجل.
هل هذه البادرة من حزب إسلامي «ملاغاة» للشارع، لأن الحزب التونسي كما يقولون لن يستطيع في مجتمع تربى على العلمانية نصف قرن أن يقبل نسخة ليبيا أو مصر؟
ومضت للقول: ما أود قوله أن الشعار الإسلامي الذي ترفعه الأحزاب الإسلامية يقربها من الجمهور، لأنه شعار بسيط يفهمه الناس، ويميلون إليه بحكم انتمائهم الثقافي، وقد سمعنا الناخبين في تونس يصرحون أنهم اختاروا حزباً إسلامياً، لأنه سيخاف الله فيهم، كما فعل الفلسطينيون مع «حماس»، لكن الشعب لا يفهم أن الشعارات الإسلامية هي مجرد دعاية، والدعاية عادة أفضل من السلعة، وهذا الخيال الذي يربيه السياسيون والدعاة، هو إسلام لا يرتبط بجوهر الإسلام الخاص، ومنهج أنتم أعلم بشؤون دنياكم، وأن الحكم والسياسة مفاهيم مدنية ترتبط بالدنيا، وليس بالآخرة. وأن الثقة المطلقة يجب أن لا تمنح للبشر فالبشر يخطئون متى استفردوا بالحكم، وما لمسوه خير دليل، وأن الثقة يجب أن تمنح لحكم المؤسسات، التي تتمتع بسلطات مستقلة تراقب وتحاكم وتتقبل النقد.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إن أفضل ما يحدث اليوم للشعوب العربية هو أن تفوز الأحزاب الإسلامية، لأننا نريد أن ننتهي من تربية الأوهام في عقول الناس، فهذه الأحزاب ستجد نفسها أمام خيارين لا ثالث لها، إما أن تتبنى حكماً علمانياً ديموقراطياً، كما في الحزب التركي الإسلامي، لتخسر بهذا ما كانت تتمايز به عن الأحزاب الأخرى وتخسر قداستها، أو تعاند الحقائق وتصطدم بحائط العناد والفشل، وننتهي من هذه الحكاية رغم فداحة الثمن، ويعرف الناس أين أوصلهم خيارهم. يرد أحد الساخرين على الإخوان المسلمين الذين يرفعون شعار الإسلام هو الحل، قائلاً: صحيح الإسلام حل لكن أنتم المشكلة!