قالت شيرين عبادي الناشطة الايرانية الفائزة بجائزة نوبل للسلام ان النساء يجب ان يطالبن بحقوقهن خلال الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي لتفادي الاهمال من جانب الحكومات التي يجري تشكيلها بعد الثورات.
كما أعربت عبادي عن أملها في ان يتعلم الرجال والنساء العرب من الثورة الايرانية التي قامت عام 1979 عندما أدت الاطاحة بالشاه الى إقامة جمهورية إسلامية فرضت قوانين مستقاة من الشريعة تعتبرها نساء كثيرات مقيدة لحقوقهن.
وقالت عبادي لرويترز في مقابلة أُجريت عبر الهاتف “اعتقد ان الوقت مبكر جدا للحديث عن الربيع العربي الذي يجب ان يستغل عندما تقوم الديمقراطية ويمكن للناس ان يقرروا مصيرهم ويحصلوا على المساواة والحرية. ولا يمكننا ان ننسى نصف المجتمع — النساء.
“اذا لم تتمكن النساء من الحصول على المساواة والحق في تقرير مصيرهن فلن تكون ثورة حقيقية ولن تؤدي الى الديمقراطية.
“خبرتنا في ثورة ايران عام 1979 تؤكد ذلك. رأينا كيف تخلص الشعب من ديكتاتور لكنه بدلا من الديمقراطية حصل على الاستبداد الديني وأقر العديد من القوانين الخاصة بتعدد الزوجات وسلطة الرجل في التطليق… والرجم.”
ويخشى كثيرون وخاصة الغرب منذ الاطاحة بحكام مصر وتونس وليبيا ان يؤدي التغيير الى سيطرة الجماعات الاسلامية على السلطة.
واعرب بعض النساء في تونس ان قلقهن بشأن فوز حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات الشهر الماضي على الرغم من ان قادة الحزب قالوا انهم لن يغيروا القوانين التي تضمن للمرأة حقوقا متساوية مع الرجال في التطليق والزواج والميراث.
وقالت عبادي ان النساء في العالم العربي يجب ان يطالبن بحقوقهن بسرعة والا كانت النتيجة ان تهمشهن الحكومات الجديدة.
وقالت عبادي التي تعيش خارج ايران منذ عام 2009 “يجب على النساء ان يقدمن مطالبهن في المساواة وعلى الشعب ان يقدم مطالبه المدنية بسرعة ويلزم الجماعات الطامحة الى السلطة باجابتها.
“يجب إثارة هذه الموضوعات مبكرا والا أصبح الوقت متأخرا بعد ان يفوز حزب ما بالسلطة.”
ودعت الناشطة المصرية المدافعة عن حقوق المرأة نوال السعداوي النساء الى التحرك بسرعة من اجل تأمين حقوقهن في الوقت الذي تسعى فيه جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الى كسب التأييد في الانتخابات البرلمانية التي تجرى في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقالت عبادي “الخطأ الذي ارتكبه المدافعون عن حقوق المرأة والجماعات السياسية في ايران كان تأجيل المطالبة بمساواة المرأة لحين الاطاحة بالشاه… لكن مشكلات النساء لم تحل وساءت الامور اكثر بعد تغيير النظام.
“الدفع الى الشفافية هو افضل طريقة لذلك. على الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة ان تسأل الاحزاب مباشرة هل تؤيدون تعدد الزوجات.. نعم ام لا….. او يسألوا.. هل تؤيدون المساواة في الميراث بين الرجال والنساء.. حتى يعرف الناس موقف الاحزاب من المسائل الحقوقية قبل ان تتولى السلطة.”