أكد الفنزويلي كارلوس واسمه الحقيقي ايليتش راميريز سانشيز انه “ثوري محترف”، وذلك في بداية محاكمته الاثنين في باريس في قضية أربعة اعتداءات وقعت في فرنسا وأسفرت عن سقوط أحد عشر قتيلا وحوالى 150 جريحا قبل ثلاثين عاما.
وقال كارلوس (62 عاما) لرئيس محكمة الجنايات الخاصة في باريس اوليفييه ليران الذي بدأ الجلسة بسؤاله عن هويته “انا ثوري محترف”.
وبدأت الجلسة بعيد الساعة 10,15 (9,15 تغ) امام محكمة الجنايات الخاصة في باريس التي تضم سبعة قضاة محترفين ومكلفة محاكمة المتهمين بارتكاب اعمال ارهابية.
وبينما كان المحامون يتحدثون، كان كارلوس يتعرف على الاشخاص الذين اتوا لدعمه في القاعة ويحييهم بهدوء وهو يرفع قبضة الثورة الى الاعلى. وقد اثار تصفيقا حادا في القاعة عندما تحدث عن “الدولة العنصرية” إسرائيل و”الصهاينة المستغلين”.
وبدا كارلوس بلحيته البيضاء، هادئا وهو يتحاور مع مرافقيه او يجلس بارتياح وهو يبتسم.
ودان فرانسيس فويمان وايزابيل كوتان بير محاميا كارلوس محاكمته “غير العادلة”. وبعدما اكدا انهما لا يستطيعان “الافلاس” من اجل الدفاع مجانا عن كارلوس الذي تخلت عنه فنزويلا، اعلنا انسحابهما من القضية.
لكن رئيس المحكمة اجبرهما على مواصلة عملهما كمحاميين معينين لكارلوس.
اما محامي الادعاء المدني بول البير ايوينز فدان الخطب الثورية لكارلوس التي “باتت قديمة”. وقال “الاحظ انه عاد الى السبعينات الى التجمعات المعادية للامبريالية”.
واضاف “يجب على كارلوس ان يدرك انه هنا ليس لصنع الثورة بل ليحاكم”.
وامتلأت المقاعد المخصصة للاعلام بالصحافيين الفرنسيين والاجانب بينما يحاول حشد دخول القاعة، وفيه الفنان الساخر ديودونيه رئيس “لجنة دعم القائد كارلوس” الذي جاء يؤكد دعمه “لثورة” المتهم.
وكان ديودونيه ادين مؤخرا لتصريحات معادية للسامية ادلى بها.
ومن جهته، قال فيليب روو استاذ الرياضة الذي اصيب بجروح خطيرة في الاعتداء الذي وقع في شارع ماربوف في باريس في 1982 ان “الامور تجري كما قيل لنا تماما”.
واضاف “انه لاعب وثائر”، مؤكدا انه “مستعد نفسيا” لمواجهة ذلك. وتبنى كارلوس للمرة الاولى اكثر من مئة عملية اسفرت عن سقوط بين 1500 والفي قتيل بحسب قوله.
وردا على سؤال للصحيفة الفنزويلية (ايل ناثيونال) بشأن المدنيين الذين سقطوا ضحايا الاعتداءات التي دبرها، اكد كارلوس انهم “قليلون جدا”.
وقال في المقابلة التي اجريت هاتفيا في 27 و28 تشرين الاول/اكتوبر “قمت بحسابات تجنبنا بلوغ نسبة العشرة بالمئة. من اصل 1500 او الفي قتيل لم يسقط اكثر من مئتي مدني”.
والعمليات الارهابية التي يعتقد ان كارلوس يقف وراءها او نظمها او نفذها وقعت خلال عشر سنوات بين نهاية 1973 ومطلع 1984 واسفرت عن سقوط عشرين قتيلا على الاقل.
ولم يتبن كارلوس من قبل الا عملية احتجاز سبعين شخصا في مقر منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في فيينا في كانون الاول/ديسمبر 1975، التي قتل فيها ثلاثة اشخاص.
واكد كارلوس للصحيفة انه تولى “التنسيق” في “اكثر من مئة هجوم” نفذت “بشكل جيد جدا”، رافضا ذكر اي تفاصيل.
وقال انه يعترف “باخطاء صغيرة” وقعت في هذه الهجمات وذهب الى حد تشبيه نفسه بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي “قتل اكثر من هذا العدد من الناس”، على حد تعبيره.
ويمضي الرجل الذي اشتهر بعد عملية احتجاز الرهائن في مقر اوبك في فيينا في 1975، حكما بالسجن مدى الحياة في فرنسا لقتله شرطيين اثنين ومخبرا للشرطة في باريس في 1975.
وقد بدأت محاكمته اليوم بتهمة التورط في اربعة اعتداءات اودت بحياة احد عشر شخصا وادت الى جرح مئة آخرين في 1982 و1983.
ويفيد محضر الاتهام انه كان مدبر هذه الهجمات للمطالبة باطلاق سراح رفيقته ماغدالينا كوب والسويسري برونو بريغيه اللذين كانا عضوين في مجموعته.
واعتقل برونو بريغيه وماغدالينا كوب في شباط/فبراير في باريس وهما يحملان اسلحة ومتفجرات. وبعد ايام من اعتقالهما وصلت رسالة الى وزير الداخلية آنذاك غاستون ديفير، تطالب “بالافراج عنهما خلال ثلاثين يوما” وتهدد ب”شن حرب”. ورصدت بصمات كارلوس على الرسالة.
وبعد شهر وبالتحديد في 29 اذار/مارس 1982 استهدفت قنبلة قطارا في رحلة بين باريس وتولوز (جنوب غرب) ما اسفر عن سقوط خمسة قتلى.
وفي اليوم الاول من محاكمة كوب وبريغيه انفجرت قنبلة قرب مقر مجلة الوطن العربي في شارع ماربوف في باريس مما ادى الى سقوط قتيل.
ووقع الانفجاران الآخران في محطة سان شارل في مرسيليا وقطار سريع في تان-ليرميتاج (دروم) في 31 كانون الاول/ديسمبر 1983، وقد اسفرا عن سقوط خمسة قتلى بينما كان “الرفيقان” يمضيان عقوبة بالسجن اربع وخمس سنوات.
وينفي كارلوس تورطه في هذه الاعتداءات.