تمر الجمعة الذكرى السنوية السادسة لوفاة المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي وافته المنية في 11 نوفمبر 2005.
وقد ولد مصطفى العقاد في 1 يوليو 1935 وهو مخرج ومنتج سينمائي سوري المولد أمريكي الجنسية، ولد في حلب بسوريا ثم غادرها للدراسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة كاليفورنيا، وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته.
واشتهر كمخرج سوري عالمي في هوليوود ومن أشهر أفلامه “الرسالة” الذي يتحدث عن نشأة الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة، و”أسد الصحراء” يتحدث فيه عن عمر المختار الذي حارب الاستعمار الإيطالي لليبيا في أوئل القرن العشرين، وتم إنتاج الفيلمين من قبل ليبيا والمغرب مع دعم من قبل الملك الراحل الحسن الثاني. إلا أن الأخير تخلى عن دعمة للمشروع بعد ضغط مارسته السعودية بسبب رفضها لمحتوى الفيلم ، الذي كان من المفترض أن يتم تصويره في المغرب. لكن بسبب التهديد السعودي بقطع العلاقات مع المغرب، تم الانتقال إلى ليبيا لاستكمال التصوير. كما قام بدور البطولة في كلاهما الممثل أنطوني كوين، إلى جانب ممثلين عالميين وعرب آخرين.
وعند إخراجه لفيلم الرسالة، استشار العقاد علماء الدين المسلمين لتفادي إظهار مشاهد أو معالجة مواضيع قد تكون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي ورأى الفيلم كجسر للتواصل بين الشرق والغرب وخاصة بين العالم الإسلامي والغرب ولاظهار الصورة الحقيقية عن الإسلام. ذكر في مقابلة أجريت معه عام 1976 “لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب.”
وتوفى مصطفى العقاد في 11 نوفمبر 2005 مع ابنته جراء الانفجار الذي حصل في فندق جراند حياة – عمان. وكانا قد حضرا إلى عمان لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء، ووقع الانفجار الناتج عن عملية انتحارية، لحظة وجود العقاد في بهو الفندق واستقباله لابنته القادمة للتو من السفر، توفت ابنته ريما في الحال، بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثرا بجراحه.
وكان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد يحضر لعمل فيلمين سينمائيين أولهما يتحدث عن فتح الأندلس والآخر يتحدث عن صلاح الدين، يوازيان جودة الأعمال السابقة.
وقال العقاد عن فيلمه الذي يتحدث عن صلاح الدين: …صلاح الدين يمثل الإسلام تماما. الآن، الإسلام يصور كدين إرهابي، حصل الدين كله على هذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين ارهابيين إذا كان هناك دين ممتلىء بالارهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية لكننا في الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك، هذه هي رسالتي.. وكان من المفترض أن يجسد شخصية صلاح الدين الفنان العالمي شون كونري رغم شيخوخته.