صحفية بولندية تروى حقيقة حفل الهرم المثير للجدل الملغى
حفل غامض عند منطقة الأهرامات كان سبباً فى إثارة الرأى العام المصرى على مدار أيام مضت..طالته الاتهامات بـ”الماسونية” وتعالت بسببه الأصوات المناهضة لأفكار “الشعوذة والدجل وعبادة الشيطان”، وتخللته شخصيات غامضة أبت أن تظهر بواطن الأمور، بينما كان ظاهرها -عند الشعب- تسهيل احتفالات اليهود على مقابر…
صحفية بولندية تروى حقيقة حفل الهرم المثير للجدل الملغى
حفل غامض عند منطقة الأهرامات كان سبباً فى إثارة الرأى العام المصرى على مدار أيام مضت..طالته الاتهامات بـ”الماسونية” وتعالت بسببه الأصوات المناهضة لأفكار “الشعوذة والدجل وعبادة الشيطان”، وتخللته شخصيات غامضة أبت أن تظهر بواطن الأمور، بينما كان ظاهرها -عند الشعب- تسهيل احتفالات اليهود على مقابر الفراعنة، وكانت النتيجة، تساؤلات مبهمة حول الجهة المسئولة عن هذا الحفل الذى انتهت مراسمه قبل أن تبدأ، وأغلقت بسببه أبواب الدخول إلى الأهرامات فى وجه “أحفاد الفراعنة” أنفسهم.
تعددت أصابع الاتهام، وانطلقت سهامها تجاه هيئات ووزارات عدة، فالسياحة منحت التأشيرة الأولى لقيام الحفل، وتفننت وسائل الإعلام فى طبيعة تناوله إما مرئي أو مسموع أو مقروء، بينما وقف “الأعلى للأثار” فى المنتصف ليرصد بواطن وظواهر الأمور، ولم يطلق صافرة النهاية إلا بعد الحرب الشرسة التى طالت رموزه ومسئوليه، بينما ظهرت وزارة الداخلية فى آخر مشهد لتعلن إغلاق منطقة الأهرامات بالكامل، وتنهى الشوط الأول من هذا المارثون بلا نتيجة أو حقيقة صريحة.
هنا انتهى دور من أخفوا الحقيقة، وبدأت “بوابة الأهرام” الشوط الثانى فى هذا المارثون بلقاء سابينا كاميلك المتحدثة الرسمية باسم أحد هذه الوفود وهى بولندية الجنسية، وهو اللقاء الذى تم بناء على اتصال تليفونى من أحد الوسطاء أملا فى إظهار الحقيقة التى لم يرغب المسئولون فى كشفها للرأى العام لأسباب مازالت مبهمة.
وقبل أن نترككم مع هذه وجهة النظر، نريد أن ننقل لكم الشعور الذى سيطر علينا طيلة فترة لقاء الفتاة البولندية التى ظلت تتحدث عن حبها لمصر ورغبتها فى الاستمتاع بمعالمها السياحية والأثرية وكل مكان فيها خاصة بعد الثورة التى أذهلت العالم كله بتميزها، كل ذلك كان جيدا للغاية، حتى بدأت تتحدث عن شعورها وأصدقائها بأنه تم خداعهم لعدم تبلغيهم بعدم تمكنهم من إقامة ما تكبدوا عناء السفر من أجله وهو ما لم يتوقعوا حدوثه من مصر وأهلها، هنا تبدل الشعور تماما من الإحساس بالفخر بالحديث عن عظمة الشعب المصرى ومشاركة العالم نجاح ثورته، إلى شعور بالخزى من الوصول لهذه المرحلة التى تجعل الأجانب يبررون ما حدث معهم بأن من يقف وراءه أفراد من الحكومة القديمة، مما أدى الى إدخالهم طرفا فى صراع ليسوا طرفا فيه.
وعلى قدر صعوبة الموقف حاولنا توضيح الصورة قدر إمكاننا وقدر فهمنا لما حدث، وهو ما جعلها وهى تودعنا فى نهاية اللقاء تقول لنا “أنتم أحسنتم الرؤية شوية، وغيرتم انطباعنا عما حدث بعض الشىء”.
وهنا نعتذر عن الإطالة ولكن وددنا إدخالكم فى الجو الذى فرضته علينا هذه التجربة، ونعود إلى الحوار المنشور أيضا بالفيديو باللغة الإنجليزية لمن يريد مزيدا من الاطلاع.
طلبنا منها فى البداية أن تعرفنا بنفسها، وتحدثنا بشكل مفصل عن تفاصيل الحفل والأسباب التى دفعتها للقدوم الى مصر، فقالت ” أنا اسمى سابينا كاميلك صحفية بولندية، والمتحدثة الرسمية باسم إحدى “المجموعات” السياحية التى قدمت إلى مصر للمشاركة فى احتفالية تحت سفح الهرم، أنا مذهولة من حالة الغموض التى تحوم حول الحفل لأنه لم يكن متوقعا حدوث ذلك”.
وأضافت كاميلك “دعينا نتحدث فى البداية عن مصر، فنحن فى بولندا نتابع باستمرار ما يجرى فى مصر وخاصة بعد أحداث ثورة 25 يناير، وكان ذلك أحد أسباب مجيئنا هو إعلان تضامن بولندا مع مصر – شعبا وبلدا- فى ثورتها ولمساندتها فى المرحلة الحالية التى تمر بها، عن طريق دعم السياحة والترويج بأن مصر مازالت آمنة، ونحن فى بولندا مررنا بنفس تجربة الحرية والاستقلال التى تمر بها مصر منذ عام 1918، وقمنا بثورتنا من أجل العيش بحرية والتمتع بأسواق حرة، لذلك حرصنا على القدوم لمصر لرؤيتها بعد ثورة الحرية، ونحن كلنا آمال أن تجتاز مصر هذه الفترة، وهذا يعد أول الأسباب وراء حبنا لمصر”.
وأوضحت سابينا أن السبب الثانى وراء زيارتهم فى هذا التوقيت 11/11 ، أنه يتزامن مع ذكرى عيد الاستقلال فى بولندا، وهو عطلة رسمية، لذلك فكر كثيرون فى قضاء إجازتهم فى مصر نظرا لاستمتاعهم بزيارتها وللتمتع بجمالها وسحرها، ومشاهدة التغييرات التى طرأت عليها بعد الثورة، وزيارة ميدان التحرير والأماكن التى شهدت أحداث الثورة المصرية.
وأضافت: “هذه هى المرة الأولى التى أزور فيها مصر ورأيت أن هذا الوقت مناسب للزيارة بعد أن تأثرت حركة السياحة فى مصر بشكل سلبى الفترة الأخيرة”.
وبسؤالها حول موقفها إزاء الأنباء التى ترددت بأن الاحتفال “دينى” مما أثار مخاوف الكثيرين، أكدت أن هذا كان أمرا غريبا للغاية بالنسبة لهم جميعا، وموقف غير مفهوم.
واستكملت موضحة: “لقد جئنا من بلدان مختلفة؛ كندا، بولندا، أمريكا، فرنسا للاحتفال بهذا اليوم من مصر، ولا يوجد لدى أى فكرة عما ذهب إليه البعض من أن الاحتفالية دينية، لأننا لم نأت هناك من أجل أغراض دينية، ولكننا جئنا للاستمتاع بما قاله المصريون فى السابق عن سحر وجمال الأهرامات والآثار الفرعونية المصرية، وأنا مندهشة بالفعل لأن من بين أصدقائنا المشاركين فى الحفل ديانات متعددة، منهم كاثوليك ومسلمون كانوا سينضمون إلينا فى الاحتفالية.. ومصر تمتلك أسبابا كثيرة تجذب إليها السياح من مختلف أنحاء العالم يأتون للاستمتاع بها”.
ولفتت سابينا إلى مدى أهمية السياحة لمصر حيث تمثل 25% من الدخل القومى، وخاصة فى هذه الفترة، وأن هذا الأمر يتطلب أن يشعر الناس أن مصر آمنة وجميلة، ولكن الآن بعد ما حدث فى هذه الاحتفالية مهما بلغ جمال الأماكن فى مصر لن يأتى السياح إليها دون وجود دفعة جيدة نحو السياحة، وشعور تام بالأمن، وترحيب من مصر بتواجد السياح.
وأشارت بصوابع الاتهام نحو فئة بعينها حيث قالت ” أظن أن أفرادا من الحكومة القديمة من أنصار زاهى حواس هم الذين سربوا هذه المعلومات بأن الحفل دينى وللماسونيين واليهود، ودخلنا نحن “السياح” فى صراع لسنا طرفا فيه”.
وبمواجهتها بالقرارات الرسمية التى اتخذتها مصر من إلغاء لمراسم الحفل وغلق للهرم الأكبر للصيانة، لم تجد سابينا ما تقوله، مؤكدة أن الوفود التى قدمت إلى مصر لهذا الحفل أصابتها حالة من الإحباط الشديد بعد علمهم بأنه لن يتمكنوا من دخول الأهرامات.
وأضافت “نشعر أنه تم خداعنا لأننا دفعنا أموالا مقابل هذه الرحلة والتى كانت الاحتفالية جزءا من برنامجها، وتكبدنا عناء السفر، وكان من المقرر مشاركة أكثر من 2000 سائح فى هذا الحدث، قادمين من بلدان مختلفة، ووفقا للإحصائيات فإن السائح الواحد يجلب وحده للبلد 150 يورو يوميا، وهؤلاء سيعودون إلى بلدانهم محملين بانطباعات سلبية من بينها أن السائح لن يرى أى شىء مميز فى مصر يأتى من أجله، لأن الصورة لا تزال غير واضحة فى مصر ولا توجد رؤية محددة للأمور، ومصر دائما نراها دولة رائدة فى القارة الإفريقية ونتمنى لها مزيدا من الرقى والتقدم خلال الفترة المقبلة”.
وأكدت الصحفية البولندية أنه فى حالة عرض الحكومة المصرية تعويضات للسياح بعد إلغاء الحفل، سيسعدهم مثل هذا القرار، وعلى الرغم من تشككها فى حدوث ذلك إلا أن هذا الموقف سيحسن الصورة والتأثير الذى أصبحوا معبأين به.
وأشارت سابينا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى تقام فيها احتفالية كهذه، وهو ما أثار تعجبهم، ومن أسلوب التعامل معهم فى هذا الحدث.
وفى نهاية لقائنا بها وجهت رسالة لمصر – شعبا وحكومة- قائلة: ” نحن نحبكم ونقدركم ونقدر ثورتكم، ونشعر بكامل التضامن معكم، وكنا نتابع ما يحدث فى مصر قبل الثورة ونأمل أن تصل إلى الاستقرار خلال المرحلة المقبلة، وأقول للحكومة المصرية حاولوا استغلال الطاقات الموجودة لديكم، والعقول الموجودة لديكم للنهوض بمصر”.
رابط دائم: