الأوروبيون يفضلون الضغط على إيران
حوار بين عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل بدء اجتماعهم في بروكسل (رويترز) |
توافق وزراء الخارجية الأوروبيون على مواصلة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي دون التخلي عن الخيارات الأخرى، في وقت اعتبر وزير الخارجية الروسي أن مسار العقوبات ضد إيران بات مستهلكا، مجددا موقف بلاده المعارض لمثل هذه الخطوات.
فقد أعلن عدد من وزراء خا…
حوار بين عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل بدء اجتماعهم في بروكسل (رويترز) |
توافق وزراء الخارجية الأوروبيون على مواصلة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي دون التخلي عن الخيارات الأخرى، في وقت اعتبر وزير الخارجية الروسي أن مسار العقوبات ضد إيران بات مستهلكا، مجددا موقف بلاده المعارض لمثل هذه الخطوات.
فقد أعلن عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبيل عقد اجتماعهم اليوم الاثنين في بروكسل تأييدهم لمواصلة الضغط على إيران بشأن ملفها النووي وسط خلافات بشأن الاتفاق على اللجوء للخيار العسكري.
وأكد من جانبه وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أن بلاده لن تشارك في أي نقاش حول ضربة عسكرية ضد إيران، مشيرا إلى أن مجرد النقاش في خيارات من هذا القبيل سيكون لها مردود سلبي.
بيد أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وفي رد على أسئلة الصحفيين قبل دخوله مقر اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال إن بريطانيا لا تدعو للجوء للخيار العسكري ضد إيران في الوقت الراهن، لكنه عاد وأشار إلى أن جميع الخيارات ستبقى متاحة في هذا الملف.
وأضاف أن الاتحاد سيواصل خلال المرحلة المقبلة الضغط السلمي على إيران في إطار سياسة ثنائية المسار تشمل فكرة تشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية. فرنسا وهولندا من جانبه، طالب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف صارم عبر تشديد العقوبات على طهران في الوقت الذي قال دبلوماسيون إن بيان الاتحاد الأوروبي سيتضمن اتهاما صريحا لإيران بانتهاك الأنظمة والقوانين الدولية ذات الصلة بمنع الانتشار النووي.
هيغ (يسار) وجوبيه في حديث منفرد (رويترز)
وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال أن مسألة فرض الاتحاد الأوروبي المزيد من العقوبات على إيران أمرٌ مفروغ منه، لكنه طالب الاتحاد بعدم استبعاد الخيارات الأخرى ومن بينها الخيار العسكري. ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين خطة لتشديد الإجراءات العقابية على إيران على خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذريةالأخير الذي أشار لأول مرة إلى وجود مخاوف جدية من سعي إيران لامتلاك سلاح نووي. الموقف الروسي ومن موسكو كانت الخارجية الروسية واضحة في موقفها الرافض لتشديد العقوبات على طهران كما جاء على لسان الوزير سيرغي لافروف الذي اتهم أطرافا دولية باستغلال تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوتير الأزمة مع إيران وتحريض الرأي العام بهدف فرض عقوبات أحادية الجانب عليها. وأضاف أن تقرير الوكالة لم يضف جديدا معتبرا أن سلوك مسار العقوبات ضد إيران بات مستهلكا ولن يقدم أي حل للأزمة النووية ومجددا موقف بلاده الرافض لأي عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية. اللافت للنظر أن تصريحات لافروف جاءت قبل عقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وبعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده وروسيا والصين تتشارك نفس الهدف بشأن الموقف من إيران، مشيرا إلى أنه سيجري المزيد من المشاورات مع موسكو وبكين بهذا الشأن. وجاءت تصريحات أوباما في مؤتمر صحفي عقده الأحد عقب محادثات مع قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في هونولولو بجزيرة هاواي الأميركية عندما تحدث عن الملف النووي الإيراني بقوله إن بلاده ستعمل على استكشاف كافة الخيارات المتاحة وإمكانية حل هذه المشكلة عن طريق القنوات الدبلوماسية. المعارضة الإيرانية وفي طهران صرح الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي على موقعه الإلكتروني اليوم الاثنين بأن المعارضة الإيرانية ستتحد مع الحكومة في حال تعرض المنشآت النووية الإيرانية لأي هجوم. وقال خاتمي- الذي يعد أحد أشد منتقدي الرئيس محمود أحمدي نجاد- “إذا تعرضت إيران لأي تدخل عسكري فإن جميع الفصائل بعض النظر عما إذا كانت إصلاحية أو غير إصلاحية سوف تتحد وتتصدى للهجوم”. وكان خاتمي يشير إلى تهديدات إسرائيل بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية بعدما اتهم تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران باستخدام تكنولوجيتها النووية لصنع رؤوس نووية. وفي نفس السياق، ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن طلاب الجامعة يعتزمون تشكيل سلسلة بشرية حول محطة تخصيب اليورانيوم في أصفهان بوسط إيران. وأفادت الوكالة أن السلسلة البشرية المقرر أن يشكلها الطلاب غدا الثلاثاء تمثل بادرة رمزية من جانب المنظمات الطلابية للتأكيد أن الإيرانيين على استعداد للتضحية بحياتهم إذا تعرضت المواقع النووية لهجوم من جانب إسرائيل.