قال وزيرالخارجية العراقي هوشيار زيباري الاثنين، إن موقف بلاده بعدم التصويت على قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، كان “سليماً ومستقلاً وجريئاً”.
ووصف زيباري، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، عدم تصويت بلاده على قرار الجامعة العربية حول الأزمة السورية، بأنه كان موقفاً “سليماً ومستقلاً وجريئاً”، معتبراً أنه “لم يكن سهلاً إطلاقا كما يتصوره البعض، في خضم علاقات العراق الدولية والإقليمية والعربية”.
وقال إن “امتناع العراق عن التصويت على قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة، هو قرار بحد ذاته، ولم يتخذ نتيجة خوف أو تردد”، مشيراً الى أن “وفد العراق وبتوجيه من الحكومة، تمكّن من الإلتزام بموقف مستقل خارج التكتلات”.
وأضاف أن “العراق يتخذ قراراته باستقلالية تامة، وليست هناك أية إملاءات خارجية عليه، وأن هذا الموضوع سيتم عرضه غداً الثلاثاء على اجتماع مجلس الوزراء العراقي”.
وقال زيباري إن سوريا “دولة شقيقة وجارة مهمة في المنطقة، ولدينا علاقات تاريخية ومتميزة معها واستضافت عشرات ومئات الآلاف من العراقيين في ظروف صعبة”، مؤكدا أن لبلاده إلتزامات دوليةً وعربيةً لا يمكن تجاوزها.
وأضاف أن “جامعة الدول العربية تتخذ للمرة الأولى مثل هذه الإجراءات العقابية ضد دولة مؤسسة وعضو فيها، واصفاً قرار مجلس الجامعه بأنه “شديد وجاء أكثر من توقعات العديد من الدول”.
واعتبر موضوع سحب السفراء العرب من دمشق “سابق لأوانه، ويجب أن يكون متروكاً لكل دولة كي تتخذ قرارها بنفسها”.
ويعد موقف زيباري مخالفاً لموقف التحالف الكردستاني الذي ينتمي إليه والذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسين (الإتحاد الوطني الكردستاني) بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني و(الديمقراطي الكردستاني) بزعامة مسعود البارزاني، الذي يؤيد إجراء تغيير جذري في سوريا.
وكان مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، قرّر في اجتماعه الذي عقد في القاهرة السبت الفائت، تعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة والمنظمات التابعة لها الى حين تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية، كما دعا الدول العربية الى سحب سفرائها من دمشق.
يذكر أن الحكومة العراقية قالت الأحد، إن قرارالجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا “غير مقبول، وخطر جداً”، وأشارت الى أن هذا الأمر لم يتخذ إزاء دول أخرى لديها أزمات أكبر، معتبرة أن “العرب يقفون وراء تدويل قضاياهم”.