العمل الفني الخاص بسومي والذي أطلق عليه اسم نابلس جبل النار وتظهر فيه قطع من الصابون النابلسي المحفور والمضاء باستخدام زيت الزيتون بحيث تحولت القطع إلى شموع (الجزيرة نت)عاطف دغلس-نابلس
اختار الفنان التشكيلي الفلسطيني ناصر سومي مصبنة عرفات داخل البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربي…
العمل الفني الخاص بسومي والذي أطلق عليه اسم نابلس جبل النار وتظهر فيه قطع من الصابون النابلسي المحفور والمضاء باستخدام زيت الزيتون بحيث تحولت القطع إلى شموع (الجزيرة نت)عاطف دغلس-نابلس
اختار الفنان التشكيلي الفلسطيني ناصر سومي مصبنة عرفات داخل البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية ليضع لوحته الفنية، ولا سيما أنها تتقارب إلى حد بعيد مع طبيعة المكان وعراقته.
ولوحة الفنان سومي -التي تعكس عملا فنيا تركيبيا- تعد ضمن أعمال فنية مختلفة عرضت في سبعة مواقع أثرية وتراثية في مدينة نابلس، ضمن معرض المدن الثالث “بين عيبال وجرزيم” الذي افتتح قبل أيام ويستمر لأسبوع كامل.
وجسد سومي عمله الفني الذي أطلق عليه “نابلس جبل النار” واقعا، حيث حول قطعا من الصابون النابلسي الشهير التي وضعت داخل صندوق خشبي شموعا مضاءة بزيت الزيتون.
تعد نابلس من أقدم المدن بالعالم ويزيد عمرها عن ألفي عام وتعاقبت عليها عدة حضارات (الجزيرة نت) |
وأوضح للجزيرة نت أنه أراد بعمله هذا التأكيد على رمزية الزيت والزيتون بالنسبة للفلسطينيين، كما أن اختياره للمكان وللمادة التي صنعت منها الشموع وهي الصابون لفت نظر الزائرين إلى صناعة مهمة وأماكن عريقة ما زالت تنبض بالحياة رغم كل محاولات الطمس.
وأضاف أن هذا المعرض يعد كأي عمل ثقافي أو فني شكل إنارة على الأماكن، وعكس ارتباطا روحيا ومعنويا بتلك المحطات التي أقيم بها المعرض.
إرث حضاري
وأضفى المعرض شيئا جديدا إلى الفنانين المشاركين -كما يقول سومي- خاصة فيما يتعلق بمدى عكسه لمقتنيات المدينة وإرثها الحضاري، ومحاولة كل فنان أن يربط عمله بهذا الإرث.
واستقى القائمون اسم المعرض “بين عيبال وجرزيم” نسبة لأعلى جبلين بالمدينة، واللذين يصنفان على أنهما من أعلى جبال فلسطين أيضا.
وشارك بإعداد الأعمال الفنية 15 فنانا فلسطينيا وعالميا، تنوعت زواياهم بين العمل الفني التشكيلي والفلم القصير والأعمال الصامتة والورشات الفنية وغير ذلك.
ورأى نصير عرفات مدير مركز تنمية وإحياء التراث الثقافي بمدينة نابلس أن هذا المعرض شكل بطاقة تعريفية هامة لأماكن تراثية وتاريخية بالمدينة، عبر زيارة الوفود المتعددة.
كما شكل فائدة متراكبة من ناحية تثقيفية للسكان وإظهار التراث الحضاري للمدينة ومن جهة ثانية أتاح فرصة للفنانين كي يعرضوا أعمالهم على مستوى حضري وليس مكانيا محددا.
عرفات: المعرض عكس نابلس كلوحة فنية متكاملة (الجزيرة نت)
سبعة مواقع
ولفت عرفات إلى أن معرض المدن الثالث قدم حالة تعريفية وتثقيفية بالأماكن وأعاد النبض إليها “وعكس المدينة كلها كلوحة فنية متكاملة”.
وما ميز المعرض -الذي نظمه متحف جامعة بيرزيت وبلدية نابلس- أن أعماله طافت سبعة مواقع أثرية وتراثية داخل المدينة، وأحيت بطرق فنية هذه الأماكن وشجعت على زيارتها.
وأشار عرفات في حديثه للجزيرة نت إلى أنهم أرادوا بذلك تنشيط الحياة الثقافية بمدينة نابلس، خاصة وأن معظم المواقع الأثرية بالمدينة تعرضت لتدمير مخطط على أيدي قوات الاحتلال خلال ثماني سنوات من انتفاضة الأقصى الثانية.
وأضاف أن قوات الاحتلال دمرت بالكامل أكثر من مائتي مبنى، بينما شمل التدمير الجزئي أربعة آلاف مبنى من مباني البلدة القديمة بالمدينة.
الفن يلفت
بدورها، بينت السيدة إيناس ياسين، مديرة متحف جامعة بيرزيت أن المعرض يعزز دور الفن بالخروج إلى الأماكن العامة، وبناء علاقة متجددة مع المكان في المدن الفلسطينية.
وأشارت ياسين إلى أن هذا المعرض قد سبق وتم تنظيمه حول مدينة القدس في متحف جامعة بيرزيت بعنوان “القدس بيتنا” عام 2009، وحول مدينة رام الله عام 2010 بعنوان “رام الله الأكثر فتنة”، وسيتوجه معرض المدن إلى مدينة أخرى في العام 2012.
يشار إلى أن مدينة نابلس -كبرى مدن شمال الضفة الغربية- تحوي أكثر من ألفين و337 مبنى يصنف على أنه حضاري تراثي، أهمها نابلس القديمة “البلدة القديمة” التي يزيد عمرها عن ألفي عام وتعاقبت عليها عدة حضارات هي الرومانية والبيزنطية والعهد الإسلامي الأول والصليبية والأيوبية وآخرها العثمانية.