عمليات الإخلاء على جدران مدينة صفيح “مترو مانجيرا” في ريو دي جانيرو بالبرازيل (الألمانية) |
حتى في أعظم الأشياء التي لا يختلف أحد على مدى السعادة التي تجلبها للأغلبية، دائما ما تظهر فئة متضررة، أحيانا تكون منسية، وتتحول في النهاية إلى ضحايا متعة الآخرين.
هذا هو حال أكثر من 300 عائلة فقيرة تعيش بمدينة صفيح “مترو مانجيرا”، التي تقع على بعد كيلومتر…
عمليات الإخلاء على جدران مدينة صفيح “مترو مانجيرا” في ريو دي جانيرو بالبرازيل (الألمانية) |
حتى في أعظم الأشياء التي لا يختلف أحد على مدى السعادة التي تجلبها للأغلبية، دائما ما تظهر فئة متضررة، أحيانا تكون منسية، وتتحول في النهاية إلى ضحايا متعة الآخرين.
هذا هو حال أكثر من 300 عائلة فقيرة تعيش بمدينة صفيح “مترو مانجيرا”، التي تقع على بعد كيلومتر تقريبا من إستاد ماراكانا في مدينة ريو دي جنيرو البرازيلية، حيث لا يمثل مونديال 2014 لكرة القدم أو دورة الألعاب الأوليمبية 2016 حلما بالنسبة لها, بل كابوسا ثقيلا جدا لأسباب عديدة.
خلال العام الماضي أجبر أكثر من ألف شخص من أهالي “مترو مانجيرا” على الرحيل عن منازلهم لتوفير المساحة اللازمة لمشروع مدينة المنطقة الذي يقوده مجلس البلدية، والذي لا يتوقف عن عمليات هدم البيوت التي رحل عنها سكانها.
ولا يزال بعض هؤلاء السكان -الذين تخلوا عن منازلهم- يقيمون في الجوار بالقرب من الحي وهم مرعوبون من المستقبل، وسط أنقاض المنازل التي تم هدمها بالفعل، وتراكمت بجانبها القمامة والمخلفات انتظارا لإزالتها مع بدء عمليات التطوير.
وجه آخر قبيح
وظهر وجه آخر قبيح لهذه العملية، حيث إن الأنباء عن قرب الهدم الكامل لهذا الحي جذب مدمني المخدرات لاستغلال المساحات التي أصبحت خالية من المنازل للاختباء بين أنقاضها وتعاطي المواد المهلوسة.
وقال إيومار فريتاس -وهو أحد سكان “مترو مانجيرا”- لوكالة الأنباء الألمانية إنه اضطر للرحيل عن منزله عقب ست غزوات متتالية قام بها اللصوص على البناية التي يقطنها، وأضاف “لقد أخرجت باقي الأثاث من المنزل، وكل ما لدي الآن هو مرتبة وتلفاز وثلاجة، لقد سرقوا كابلات الطاقة ولهذا أستخدم كهرباء مستعارة من جاري”.
خلال العام الماضي أجبر أكثر من ألف شخص من أهالي “مترو مانجيرا” على الرحيل (الألمانية) |
ووفقا لرئيسة جمعية أهالي “مترو مانجيرا” فرانسيكليدي كوستا فإن الإحساس بالانفلات الأمني قوي للغاية بسبب غياب التنسيق في عملية إخلاء الحي من السكان، لدرجة أنه في بعض الأحيان يتم ترك منزل قائم وسط مجموعة من الأنقاض.
يذكر أن عمليات الإخلاء بدأت بنقل 100 عائلة إلى مجمع مساكن شعبية بحي كوزموس، الواقع على بعد 50 كيلومترا من ماراكانا.
ووفقا لمدير مركز التحركات الشعبية، مارسيلو براجا فإن الأعمال التي تجري حاليا ضمن استعدادات ريو دي جانيرو لمونديال 2014 وأولمبياد 2016 ستنتهي بإجلاء 25 ألف عائلة فقيرة، أي ما يوازي 100 ألف شخص تقريبا.
ويتهم المسؤول مجلس البلدية بتجاهل حقوق أهالي الحي للاهتمام بمصالح أصحاب السلطة، الذين يرغبون في الحصول على منفعة اقتصادية من وراء عمليات التطوير الجارية لاحتضان الحدثين الرياضيين الأهم في العالم.
ويقول إن “الكثير من هذه النقود جزء من لعبة كبيرة، والبعد الاقتصادي كبير للغاية، بل ويمتد لما هو أخطر من ذلك”، في تلميح إلى “عملية إعادة تسعير الأراضي”.
من خلال القضاء
وفي المقابل, قال رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد ريو 2016 كارلوس نوزمان إن عمليات نقل السكان من المناطق التي تشملها الأعمال تتم “عن طريق اتفاق بين الطرفين أو من خلال القضاء البرازيلي”.
وأوضح نوزمان أن مشروع ريو لاستقبال أولمبياد 2016 تمت الإشادة به من الجميع، بمن فيهم مستشار الأمم المتحدة الخاص للرياضة من أجل التنمية والسلام، الألماني ويلفريد ليمكي.
كما ينفي مجلس بلدية ريو دي جانيرو وجود عمليات إخلاء قسرية، بل ويؤكد أن الهدف من ورائها هو تحسين ظروف معيشة من يحيون في بنايات تكون أكثر عرضة للمخاطر بسبب الكوارث الطبيعية.
وفي السياق ذاته، قال بير باتيستا نائب وزير الإسكان في ريو دي جانيرو إن “عملية إعادة التسكين تتم بعد حوار طويل، وقد أعدنا تسكين حوالي 50 ألف شخص منذ 2009، ولهذا فمن الطبيعي أن تظهر بعض الشكاوى ولكنها غير مبررة”.
وأضاف باتيستا “لن يظل أحد في الشارع دون مأوى أو أي خيار آخر، والإرث الاجتماعي للأولمبياد والمونديال سيكون ولادة مدينة جديدة أفضل كثيرا”.