على مدى أيام قليلة دخل على مدونة فتاة مصرية أكثر مليون ونصف زائر وعداد المدونة يتحرك بسرعة البرق. كل مافعلته أنها نشرت صورا عارية في المدونة وعلى رأس تلك الصور صورتها كما ولدتها امها. التعليقات على الصورة تجاوزت 3000 تعليقا !! الصحف والمواقع العربية والغربية وطبعا المصرية لا موضوع لها الا حكاية علياء المهدي ابنة العشرين التي أعلنت تمردها والحادها وانتماءها للثورة، يرافقها صديق اسمه كريم عامر يبدو انه اعلن الحاده قبلها ونشر ما يسيء للدين الاسلامي واعتقل في وقت ما بسبب ذلك. نال الاثنان الشهرة من خلال جسدها. الغريب انه لم ينشر صورته عاريا!! هذه صورتهما المحتشمة:
علياء وكريم
البنت متمردة واسم مدونتها (ذكريات ثائرة) (اقرأ قصتها هنا) وكانت قد افتتحتها في 2008 (هنا) بكلمات ومواضيع تناقش الحياة والوجود والدين ، وكانت اولى الخواطرالتي نشرتها تقول:”سامضي في طريقي وافتح كل الأبواب المغلقة، وأحطم علامات الاستفهام وأسجل انتصاري على تلك العلامات المقيتة التي طالما قيدتني” ثم أهملت المدونة في 2009 . واخيرا في 23 تشرين اول 2011 عادت الى اطلاق مدونة بنفس الاسم وعليها الصور العارية. شيء غريب ويثير التساؤل، أليس كذلك ؟ مصر مقبلة على الانتخابات، وهناك صراع شديد بين الاسلاميين (متمثلين بالاخوان المسلمين والسلفيين) وبين من يطلق عليهم تسمية اللبراليين والعلمانيين، وفجأة تتجلى علياء بعريها وهي المحسوبة على النوع الاخير. الاستنتاج الطبيعي الذي سوف يصل الى الناخب المصري العادي هو أن هذا هو المصير الذي سيؤول اليه المجتمع المصري اذا لم ينتخب الاسلاميين، وأن هذه هي الحرية التي يدعو لها اللبراليون والعلمانيون!! طبعا اسرعت حركة 6 ابريل التي قيل ان الفتاة وحبيبها ينتميان اليها، بالتبرؤ منهما، ولكن الاثر الذي فعلته الصور لن يمحى كما اعتقد. في رأيي أن هذه حركة بروباغندا مقصودة او غير مقصودة تصب في صالح الاسلاميين، وكأنما عري علياء حسم الأمر لهم، مع انها تعلن في مدونتها القديمة والحديثة عداوتها للاسلام، حتى انها تضع شعارا تتضامن فيه مع الدنمارك في دفاعها عن حرية التعبير (ايام الرسوم الشهيرة). يبدو وكأن الأمر بفعل فاعل.
الخروج من الملابس لإثبات فكرة او للمطالبة بشيء، يذكر المرء بالرسامة السورية هالة الفيصل التي تعرت في نيويورك عام 2005 احتجاجا على غزو واحتلال العراق وفلسطين ، وكتبت على جسدها (اوقفوا الحرب) ووقفت عارية تماما في ساحة واشنطن سكوير بارك. ولكن الشرطة اعتقلتها ثم اطلقت سراحها بعد ساعة. هالة تنحدر من مدينة حمص وابنة وزير اتصالات سابق وقد قالت في حديثها مع صحيفة نيويورك تايمز “فعلت ذلك لأن ما يحصل فوق المعقول والدم الذي يهدر كل يوم والتاريخ يدمر وهذا لا يعود ابدا ، اما لماذا التعري لأني فنانة وهذا استعارة وكل شخص له طريقته وبقدر ما اعرف ان هذا ضد تقاليد مجتمعي بقدر ما اقف بقوة ضد الحرب. وشددت هالة على ان ظهورها عارية هو اشارة الى ان “الشخص العاري هو الشخص الحقيقي ولايمكن ان يقوم بالحرب وهو ضعيف لا يحمل اسلحة”. هالة كان عمرها 47 سنة في ذلك العام. – المصدر هنا.
عري هالة لم يوقف الحرب، وعري علياء كما يبدو اشعل حربا.