سيف الإسلام القذافي كان مذعورًا لحظة اعتقاله وخشي أن يقتل بالطريقة نفسها التي قتل فيها والده

ألقي القبض يوم السبت على سيف الإسلام القذافي، أهم شخصية باقية من النظام الليبي القديم، بالقرب من بلدة أوباري في جنوب غرب البلاد.
وبقي سيف، البالغ من العمر 39 عامًا، مختفيًا منذ سقوط النظام، وألقي القبض عليه مع عدد من أعوانه، بينما كان يحاول البحث عن طريق آمن إلى النيجر، حسب ما قال أحد قادة كتائب الزنتان، التي ألقت عليه في مؤتمر صحافي.
وتفيد التقارير، التي يجري تداولها حول عملية اعتقاله، أن معلومات وصلت إلى بعض قادة المنطقة عن وجوده بالقرب من أوباري. وقال متحدث باسم المجلس الثوري المحلي في سبها لقناة “الأحرار” الليبية إنه طلب من دليل، يدعى يوسف صالح المهدي، تهريب سيف الإسلام وجماعته إلى النيجر، إلا أنه خاطر بحياته، واتصل بالمجلس الوطني الانتقالي، وأبلغهم عن مكان وجود سيف الإسلام”.
وقال وسام الدوقلي، وهو من الكتائب التي ألقت القبض على سيف، لقناة “الأحرار: “وصلتنا معلومات تفيد أن سيف موجود في المنطقة منذ شهر، ولم يكن بإمكانه الفرار، لأنه كانت لدينا خطة محكمة”.
وقال أحمد عمار إنه و14 من رفاقه، على متن 3 مركبات، اعترضوا طريق سيف الإسلام ومرافقيه، الذين كانوا يستقلون عربتين ذات دفع رباعي في الصحراء، على بعد 70 كم من أوباري، في الساعة الواحدة والنصف من فجر الجمعة.
وقام المقاتلون بإيقاف المركبتين، وطلب الأوراق الثبوتية لركابها، فقال أحد الركاب إنه “عبد السلام”، لكن أحد المقاتلين سرعان ما اكتشف أنه سيف الإسلام. كان مذعورًا في البداية، لأنه كان يعتقد أنهم سيقتلوه، كما قال عمّار، لكن المقاتلين قاموا بتهدئته.
وقال الدوقلي إن سيف الإسلام سيبقى في الزنتان إلى حين تشكيل الحكومة، حيث سيسلم إليها، وأضاف إنه لم يتعرّض لأذى، وسيسلم إلى المحاكمة سالمًا. وقالت مراسلة رويترز، التي رافقت سيف الإسلام في الرحلة إلى الزنتان، إنه كان يرتدي زيًا تقليديًا، وإن لحيته كانت طويلة وكثة، وقد عصب إبهامه واثنين من أصابعه بالشاش.
الحكومة تتعهد بمحاكمة عادلة لسيف الإسلام
وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب السبت أن سيف الإسلام سيحظى بـ”محاكمة عادلة”. وقال الكيب من الزنتان، على مقربة من المكان الذي اعتقل فيه سيف الإسلام، “أعلن باسم الشعب الليبي أن سيف الإسلام سيحاكم محاكمة عادلة، وسيحظى بالحقوق التي يرعاها القانون، وهي الحقوق التي حرم منها شعبنا طيلة أربعة عقود”.
وأضاف الكيب “كلي أمل في أن يكون القبض على القذافي بداية مرحلة بناء دولة الحرية والقانون والشفافية”. وكان المسؤول الليبي بدأ كلمته بالقول “أعلن إلى شعبنا أنه تم القبض على سيف الإسلام القذافي، وهو الآن تحت سيطرة ثوار الزنتان”، مضيفًا “اتقدم بهذه المناسبة بالتهنئة إلى رجال ونساء وثوار ليبيا”.
وقال الكيب في وقت لاحق “إن النظام القضائي الليبي سيتصل بالمحكمة الجنائية الدولية للنظر في المكان الذي سيحاكم فيه سيف الإسلام”، مضيفًا إن “أي تعاون مع المنظمات الدولية مرحّب به”. وأوضح رئيس الحكومة الليبية “سنكشف لسيف الإسلام من نحن: نحن لسنا عصابات مسلحة، نحن أناس متعطشون للحرية”.
وأكد أن سيف الإسلام “سيعامل باحترام”. وأوضح من جهة ثانية أنه لن يسمح لوسائل الإعلام بالاتصال بسيف الإسلام “لأن ذلك يتعارض مع القوانين الدولية بشأن الأسرى”.
سيف الإسلام القذافي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
تتهم المحكمة الجنائية الدولية سيف الإسلام القذافي، الذي أعلنت السلطات الليبية الجديدة السبت اعتقاله، بأنه ساعد والده على وضع وتنفيذ خطة “لقمع” التمرد الشعبي في ليبيا “بكل الوسائل”.
وتشتبه المحكمة بأنه “شارك بشكل غير مباشر” مثل والده، في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهي قتل واضطهاد مئات المدنيين بأيدي قوات الأمن الليبية من 15 إلى 18 شباط/فبراير على الأقل، وخصوصًا في طرابلس وبنغازي ومصراتة.
وكان سيف الإسلام (39 عامًا) يعدّ رئيس الوزراء “الفعلي” في ليبيا، وجرى تقديمه في غالب الأحيان على أنه الخليفة المحتمل لوالده. ويشتبه بأنه “أشرف على أجزاء رئيسة في جهاز الدولة، بما في ذلك التمويل والجانب اللوجستي”، ونظم خصوصًا تجنيد مرتزقة وتعبئة مسلحين وتصفية معارضين سياسيين.
وهو متهم بأنه “توجّه علنًا إلى الشعب لتهديده وإخافة المتظاهرين وتعبئة أنصار معمّر القذافي”، كما ورد في مذكرة التوقيف الصادرة بحقه. ويرى القضاة أن مدنيين قتلوا برصاص قناصة وآخرين تعرّضوا للتعذيب، في إطار خطة تهدف إلى “قمع” الانتفاضة الشعبية في ليبيا “بكل الوسائل”.
وقالت المحكمة نقلاً عن “عدد كبير من المصادر” إن “من بين هذه الوسائل وضع أسلاك كهربائية على الأعضاء التناسلية للمعتقل وتمرير الكهرباء فيها”، و”ضرب أشخاص معلقين من أقدامهم بأسلاك كهربائية”. وصدرت مذكرتا توقيف في 27 حزيران/يونيو أيضًا ضد معمّر القذافي ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي.