د. فايز أبو شمالة
لماذا أنتم حاقدون على السيد سلام فياض؟ لماذا لا تكفون عن مهاجمة شخص الرجل الذي ارتقى بفلسطين، وصعد فيها إلى أرقى درجات الأمن والاستقرار والازدهار، وانتقل بالشعب الفلسطيني إلى مصاف المجتمعات الكبرى؟ ما الذي عبأ صدوركم حقداً إلى الإنسان الذي يقطر في شرايين فلسطين الحنان، والرواتب بانتظام؟
هكذا يفجر البعض براكين سوء الظن، ويحسب أن منطلقات الاعتراض على سياسية السيد فياض تحركها أحقاد شخصية، وتستهدف شخصاً بعينه، وهنا لا بد من التنويه إلى أن معظم المنشغلين بالسياسة، ومنهم كتاب المقالات اليومية لا يلتفتون كثيراً للأشخاص بصفتهم الشخصية، وإنما يهتمون بمواقفهم الفكرية، وآرائهم السياسية، وأفعالهم الميدانية. وهذا ما يدركه كل من احتك بالسياسة، ويدركه كل من تناول الشأن العام بالرأي والتحليل، ويدركه رجل الشارع الفلسطيني الذي يقدر المسافة الفاصلة بين خط المقاومة وخط المساومة.
إن الخصوم السياسيين الذين ينقضون على سلام فياض بالنقد، والتشريح، ويرفضون تسلمه رئاسة الوزراء من جديد، لا يأتون على صفاته الشخصية، ولا يتناولونه من زاوية الوجود الحياتي على أرض فلسطين، وإنما يهاجم الرجل لأنه شخصية سياسية عامة، ولأنه صاحب قرار نافذ، ولأنه فُرِض على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وزيراً للمالية في ظروف استثنائية، ولأن جميعنا شاهد على الزمن الذي انصاع فيه ياسر عرفات للإرادة الأمريكية، ورضي مكرهاً بالرجل وزيراً، وهو يدرك حجم الترابط السياسي والتنسيق الميداني الوثيق بين أمريكا وإسرائيل!.
إن ثنائية العلاقة الإسرائيلية الأمريكية لتفرض علينا الإجابة على السؤال التالي: هل نحن أصدقاء إسرائيل أم أعداء لها؟ هل إسرائيل مغتصبة لأرض فلسطين أم طرف آخر؟
أما من يرى في إسرائيل طرفاً آخر، وليس عدواً، فهو لا يرى عيباً في فرض سلام فياض وزيراً للمالية، ثم رئيساً للوزراء بعد ذلك، ومتربعاً على رأس القرار السياسي الفلسطيني!. أما من يرى في الكيان الصهيوني مغتصباً لأرض فلسطين، وعدوا للعرب والمسلمين؛ فإنه يرى في شخص سلام فياض ممثلاً لإرادة الأجنبي، ويخدم في سياسته الداخلة والخارجية طموح إسرائيل، ويحقق أحلام المستوطنين.
فأين حقد فصائل المقاومة على الشخص سلام فياض؟ وهل من يعتز بفلسطينيته، ويرفض التفريط بالثوابت الوطنية، ويأبى الخضوع لشروط إسرائيل، ولا يقبل صداقة أمريكا، ويتنكر لنصائحها الدبلوماسية، هل مثل هذا الفلسطيني يحقد على شخص سلام فياض؟ أم يحتقر المال الأمريكي الذي فاض سلاماً وهمياً من بين يدي السيد سلام فياض؟!.