نفى الرئيس التركي عبد الله غول التخطيط لهجوم عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ووصف إيران بأنها بلد هام جداً في المنطقة.
وقال غول (61 عاماً)، الذي يصل الأحد إلى لندن في زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام، بمقابلة مع صحيفة (صندي تليغراف)، “إن تركيا لها دور مهم في سوريا المجاورة، لأن وجهات نظرها تحمل وزناً أكبر من وجهات نظر المنتقدين من خارج المنطقة”.
واضاف “اعتقد بقوة أنه لا يوجد أي مكان بعد الآن للأنظمة الإستبدادية وأنظمة الحزب الواحد التي لا تملك المساءلة أو الشفافية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط”.
وقال غول “إن الرئيس الأسد يجب أن يكون قادراً على فهم هذا الجانب، كشخص درس بالمملكة المتحدة وعاش فيها، ولديه هذه النظرة إلى العالم.. ونصحناه بقوة بتسريع وتيرة الإصلاحات، وحذّرنا من أن الأمور ستكون سيئة للغاية بالنسبة له بحال لم يفعل”.
واضاف “حين تكون لأية حركة جذور بين الناس وتسقط جدران الخوف، فإن النتيجة النهائية واضحة جداً”.
وصعّدت تركيا الأسبوع الماضي الضغوط على النظام السوري وهددت بقطع امدادات الكهرباء واعلن رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان أنه “لا يمكن للرئيس الأسد أن يبني مستقبلاً على دماء المظلومين”، فيما أوردت تقارير بأن انقرة تدعم ضمنياً المعارضين السوريين المسلحين الذين يستعدون لمهاجمة نظام الرئيس الأسد عبر الحدود.
ونفى الرئيس التركي التخطيط لهجوم عسكري، لكنه قبل بأن تركيا “رحّبت بمعارضي النظام السوري”.
وقال “نكرر بصوت قوي وواضح إن المطالب المشروعة من قبل الشعب (السوري) تحظى بدعمنا، ونحن نمكّن المعارضة من عقد اجتماعاتها ومناقشاتها في بيئة حرة ونقدّم لها منبراً دبلوماسياً”.
واضاف غول “أن تركيا هي مركز الإلهام لبلدان الشرق الأوسط وتتابع جميع دول المنطقة عن كثب التطورات فيها لكونها بلداً مسلماً، واذا كانت تركيا قادرة على تحقيق المعايير الديمقراطية وسيادة القانون والنجاحات بالحياة الاقتصادية، فإن هذه الدول تتساءل لماذا لا تفعل ذلك هي أيضا؟”.
وحول ايران، قال الرئيس التركي إنها “بلد مهم جداً في المنطقة مع امكانات تاريخها وثقافتها، لكن الوضع في طريق التحول إلى حقبة أخرى من الحرب الباردة معها، ولهذا نحاول القضاء على انعدام الثقة بين ايران والعالم الغربي بمحاولة لبناء الثقة والعمل كمحفز بما يتعلق بالقضية النووية”.
واضاف غول “موقفنا يركز على اجراء محادثات مفتوحة وصادقة جداً مع ايران، وحين نقول ايران لا نعني الحكومة، فهناك العديد من مراكز السلطة داخل ايران، واعتقد أن قدرتنا على اجراء مناقشات مع مختلف هذه الدوائر هي ذات قيمة كبيرة”.
واعتبر غول أن بلاده هي “جزء طبيعي من اوروبا، لكونها عضواً بمجلس أوروبا وفي المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وواحدة من أقدم الأعضاء بمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
واتهم الدول الأوروبية التي تعارض انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي بـ”اثارة مخاوف مصطنعة”، مشيراً إلى “أن بعض الناس الذين يفكّرون في نطاق ضيق ويفتقدون إلى المنظور الاستراتيجي، يعتبرون عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي عبئاً”.