فرنسا: المجلس السوري محاورنا الشرعي
غليون (يسار) وجوبيه في باريس قبل أسبوعين (الفرنسية) |
اعترفت فرنسا بالمجلس الوطني السوري “محاورا شرعيا”، وتحدثت عن ممراتٍ آمنة لحماية المدنيين تدرس إقامتها في سوريا، حيث بلغ النظام “نقطة اللاعودة” حسب الرئيس التركي عبد الله غل، في وقت دعا فيه معارضٌ سوري بارز “الجيش السوري الحر” للعب دور دفاعي حصرا، بينما هاجمت دمشق قرارا للجنة حقوق الإنسان الأم…
غليون (يسار) وجوبيه في باريس قبل أسبوعين (الفرنسية) |
اعترفت فرنسا بالمجلس الوطني السوري “محاورا شرعيا”، وتحدثت عن ممراتٍ آمنة لحماية المدنيين تدرس إقامتها في سوريا، حيث بلغ النظام “نقطة اللاعودة” حسب الرئيس التركي عبد الله غل، في وقت دعا فيه معارضٌ سوري بارز “الجيش السوري الحر” للعب دور دفاعي حصرا، بينما هاجمت دمشق قرارا للجنة حقوق الإنسان الأممية أدان “حملة القمع”، جاء قبيل اجتماع عربي يبحث فرض عقوبات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه -في مؤتمر صحفي اليوم بباريس أعقب لقاءه برئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون– إن بلاده تعتبر هذه الهيئة المعارضة “شريكا شرعيا” تريد العمل معه وتسعى ليحظى باعتراف دولي.
لكن باريس لم تتحدث بعدُ عن اعترافٍ بالمجلس “ممثلا شرعيا وحيدا” للشعب السوري، كما فعلت مع الانتقالي الليبي.
وكان جوبيه دعا الأسبوع الماضي المعارضة إلى تنظيم صفوفها لتستطيع باريس الاعتراف بها، علما بأن المجلس الانتقالي الليبي هو الجهة الوحيدة التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري “ممثلا شرعيا للشعب السوري”.
ممرات آمنة
وفي المؤتمر الصحفي نفسه استبعد جوبيه تدخلا عسكريا على الطريقة الليبية، لكنه تحدث عن خيار إقامة ممرات آمنة لحماية المدنيين، وهي فكرة قال إن باريس ستطرحها على شركائها الأوروبيين.
وراجت تكهنات الأشهر الأخيرة بأن تركيا وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) -مثل فرنسا- يبحثون فرض حظر جوي، لكن لم يؤكد ذلك أي مصدر رسمي، لذا كان كلام جوبيه أولَ إشارة إلى أن خيارا مثل هذا قد يُبحَث.
سلمية الاحتجاجات
وتزامن اعتراف باريس بالمجلس -الذي يقول إنه يتحدث باسم المعارضة في الداخل والخارج- مع دعوة من مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى المعارضة بأنْ تلتزم بوضوح نهجا سلميا غير طائفي، وبأنْ يكون لها منبر يضم كل الأديان والمجموعات الإثنية، وبأن تحافظ الاحتجاجات على سلميتها.
أردوغان للأسد: لِمَ لمْ تقاتلْ حتى الموت من أجل الجولان الذي تحتله إسرائيل؟ (الفرنسية) |
ودعا غليون من باريس “الجيش السوري الحر” -المكوَّنَ من عسكريين منشقين- إلى الالتزام حصرا بالدفاع عن المتظاهرين السلميين والعسكريين الفارين، وعدم المبادأة بمهاجمة قوات الأمن.
وتحدثت تقاريرُ لجان التنسيق المحلية مؤخرا عن هجمات متزايدة يشنها “الجيش السوري الحر” على قوات الأمن ومقرات للاستخبارات وحزب البعث.
“نقطة اللاعودة”
وتقود باريس وعواصم غربية -كلندن وواشنطن- الضغوط الغربية على نظام بشار الأسد، الذي يواجه أيضا ضغوطا متزايدة من تركيا، التي تشترك مع سوريا في حدود طولها 900 كلم.
وتحدث الرئيس التركي عبد الله غل اليوم من لندن عن نظام سوري “بلغ نقطة اللاعودة”، محذرا من أن “القلاقل وحمام الدم” في سوريا قد تمتد إلى الشرق الأوسط كله.
وقبل ذلك بيوم وبنبرة حادة جدا، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسد بـ”الجبان”، وتهكم على تأكيده أنه “سيقاتل حتى الموت” إن فرضت عليه الحرب، بقوله “أنت تتحدث عن القتال حتى الموت. لِمَ لمْ تقاتلْ حتى الموت من أجل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل؟”.
عقوبات عربية
كما يواجه نظام الأسد ضغوط الجامعة العربية، التي يلتقي وزراء خارجيتها في القاهرة هذا الخميس، في اجتماع تغيب عنه سوريا التي عُلِّقت عضويتها، عقابا لها على عدم تطبيق مبادرة عربية نصت أساسا على سحب الجيش من المدن، والسماح بنشر مراقبين، ومحاورة المعارضة.
ويدرس الاجتماع فرض عقوبات تشمل حظر سفر المسؤولين السوريين وتجميد الأصول البنكية والمشاريع العربية في سوريا، حسبما ذكره لأسوشيتد برس دبلوماسي عربي رفض كشف هويته، مسجلاً أن أعضاء مجلس التعاون الخليجي في مقدمة الدول التي تملك استثمارات في الأراضي السورية.
وحتى الشهر الماضي فقط، قتل حسب الأمم المتحدة 3500 مدني سوري على الأقل، لكن الناشطين يتحدثون عن أرقام أكبر بكثير.
وأدانت لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس الحملة ضد المحتجين، في قرارٍ انتقدته سوريا بشدة لتجاهله “الجماعات المسلحة التي تعبث بأمن المواطنين”، واتهمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأنها “جزء من تصعيد العنف”، وبأنها تنفذ خطة العقل المدبر فيها هو الولايات المتحدة، حسب تعبير مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.