مشعل بات يرى أن مساحة الاختلاف مع فتح أصبحت أقل بعد خطاب عباس الأممي وبعد صفقة تبادل الأسرى (الفرنسية-أرشيف) |
عوض الرجوب-الخليل
قال مصدر فلسطيني مواكب لحوارات المصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) إن الأخيرة أبدت ليونة فيما يتعلق بالمقاومة الشعبية ودعمها فترة محددة، وإن التوافق تم على أغلب القضايا ا…
مشعل بات يرى أن مساحة الاختلاف مع فتح أصبحت أقل بعد خطاب عباس الأممي وبعد صفقة تبادل الأسرى (الفرنسية-أرشيف) |
عوض الرجوب-الخليل
قال مصدر فلسطيني مواكب لحوارات المصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) إن الأخيرة أبدت ليونة فيما يتعلق بالمقاومة الشعبية ودعمها فترة محددة، وإن التوافق تم على أغلب القضايا الخلافية. لكنه حذر من تأثير الضغوط الهادفة لإفشال المصالحة.
وبينما رفض مسؤولون من حماس التعليق على هذه المعلومات التي تسقط الخيار العسكري في البرنامج السياسي، استبعد مسؤول بفتح الخلاف مع حماس حول هذه النقطة، مشيرا إلى “نضوج سياسي” لدى حماس.
المقاومة الشعبية
ووفق المصدر –الذي فضل عدم ذكر اسمه- فإن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أبدى خلال لقائه وفد مجموعة دعم المصالحة الفلسطينية بالقاهرة قبل نحو شهر استعداد حركته للذهاب إلى برنامج سياسي يركز على خيار المقاومة الشعبية فترة محددة، وتم نقل هذا الموقف لفتح التي فوجئت به.
مشعل اشترط أن تكون هذه المقاومة جدية وحقيقية وشاملة وأن يجري التوافق على نطاقها وكيفية تأطيرها دون أن يلغي ذلك حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال المقاومة |
وأضاف أن مشعل اشترط “أن تكون هذه المقاومة جدية وحقيقية وشاملة وأن يجري التوافق على نطاقها وكيفية تأطيرها دون أن يلغي ذلك حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال المقاومة”.
وقال المصدر إن مشعل بات يرى أن مساحة الاختلاف في الموضوع السياسي مع فتح أصبحت أقل بعد خطاب الرئيس محمود عباس بالأمم المتحدة وبعد صفقة تبادل الأسرى، وإن هناك مجالا للتوافق السياسي على عدد من القضايا لا سيما في ضوء انسداد أفق المفاوضات.
وأكد المصدر أن حماس تدعم برنامجا سياسيا يؤكد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه تم التوافق على كيفية ممارسة المقاومة بشكل عام وتوظيفها بما يخدم الشعب الفلسطيني، وخاصة فيما يتعلق بتعميم الهدنة لتشمل الضفة الغريبة وقطاع غزة.
وذكر من التوافقات أيضا تشكيل حكومة تكلف أساسا بالتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني، وكذلك البرنامج السياسي، ودور لجنة منظمة التحرير وخاصة تشكيل الإطار القيادي لها خلال الفترة المقبلة.
وأكد المصدر أن التقدم الذي تم إحرازه بالتوافقات السياسية جرت صياغته على الورق ولم يعد شفويا، بما فيها التوافقات بشأن التحرك السياسي الفلسطيني على المستوى الدولي. لكنه حذر من الضغوط الهائلة التي يقول إنها تهدد التقدم الجوهري الذي تم إحرازه في اللقاءات التمهيدية بين فتح وحماس وخاصة موضوع الحكومة، في إشارة إلى تمسك أطراف بالسلطة الفلسطينية بسلام فياض رئيسا للوزراء، رغم استبعاده من قبل الرئيس عباس، إضافة إلى الضغوط الأميركية والإسرائيلية.
وشدد على أن المصالحة تقتضي توفر إرادة بين الطرفين من أجل إنجاح اللقاء المرتقب بين مشعل وعباس بالقاهرة لتحقيق اختراق في تنفيذ الاتفاق، محذرا من العودة مرة أخرى لأشكال من المماطلة والعرقلة من خلال إحالة عدد من القضايا إلى لجان يستغرق البحث فيها وقتا طويلا دون الشروع عمليا في تنفيذ الاتفاق.
القواسمي: المقاومة الشعبية أحد أهم الخيارات المطروحة خلال المرحلة القادمة (الجزيرة نت)
فتح متفائلة
من جهتها جددت فتح تمسكها ببرنامج مقاوم يخدم المشروع السياسي الفلسطيني، ويوحد ويخدم التوجهات السياسية في ظل الظروف الراهنة.
وبخصوص ما تردد عن قبول حماس بالاقتصار على خيار المقاومة الشعبية خلال المرحلة المقبلة، قال الناطق باسم فتح أسامة القواسمي إن المقاومة الشعبية هي أحد أهم الخيارات المطروحة خلال المرحلة القادمة لدورها في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتجنيب الشعب ويلات الحروب.
وأضاف “هناك نضوج سياسي عند حركة حماس وجميع الأطراف من أجل إعلاء المصالح الوطنية العليا”، مشيرا إلى “قواسم مشتركة بين كافة فصائل العمل الوطني على الساحة الفلسطينية والإسلامية على برنامج سياسي مشترك يقوم على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 67”.
واستبعد القيادي في فتح أي خلاف مع حماس خلال لقاء القاهرة، وقال “نحن نعلق آمالا كبيرة على هذا اللقاء ويمكننا تجاوز كثير من العقبات، لكن أهم ما في القضية مفهوم الشراكة السياسية الحقيقية وتداول السلطة عن طريق صناديق الاقتراع”.