الدارالبيضاء- خديجة الفتحي
قال عبد الوهاب الرامي الأستاذ بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط، في تقييمه للحصص التي خصصتها الدولة للأحزاب المغربية في وسائل الاعلام العمومية لتقديم برامجها السياسية، لم تتسم بالأخذ والرد، بقدر ما كانت في اتجاه أحادي، وهو في رأيه، اتصال نازل من الأحزاب في اتجاه المواطنين.
أسلوب لم يعد ناجعا، كما جاء على لسانه، لأن ا…
الدارالبيضاء- خديجة الفتحي
قال عبد الوهاب الرامي الأستاذ بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط، في تقييمه للحصص التي خصصتها الدولة للأحزاب المغربية في وسائل الاعلام العمومية لتقديم برامجها السياسية، لم تتسم بالأخذ والرد، بقدر ما كانت في اتجاه أحادي، وهو في رأيه، اتصال نازل من الأحزاب في اتجاه المواطنين.
أسلوب لم يعد ناجعا، كما جاء على لسانه، لأن العالم حسبه، يتطور كله في اتجاه المشاركة، المساءلة في الاتجاهين.
وأوضح الباحث، أن هذه الطريقة التقليدية في تقديم البرامج الانتخابية للأحزاب على قنوات الإعلام العمومي أصبحت في نظر عدد من المتخصصين متجاوزة، معتبرا أن البرامج السياسية الكبرى في الغرب هي تلك التي تحقق ” الفرجة السياسية”، بمعنى أنها تحذب المواطنين، وتثير اهتمامهم وتحمسهم للمشاركة السياسية، وتجعلهم يستقرون من خلالها على رأي انتخابي واضح، مبني على أساس اقتناع بأن هذا المرشح أو ذاك هو الأفضل للمرحلة الراهنة، يقول الرامي.
وأكد الخبير الإعلامي، على أن برامج الأحزاب التي لا تنبني على صراع الأفكار وصقلها على محك أفكار الآخرين، لا يمكن أن تؤدي إلا للضبابية والارتباك، معتبرا أن انعدام الجرأة الكافية للتميز عن الآخرين، وكذا جو المجاملة العام الذي يطبع العمل السياسي بالمغرب، يعدان العاملين الأساسين اللذان يجعلان في طرح الخطاب السياسي لدى الأحزاب المغربية “فوضويا وضبابا”.
غير كافي للتكهن بالنتائج
من جهته، قال الحسين بن أحمد المالقي، المنتح السينمائي والفاعل الجمعوي، في حديث لـ “العربية نت”، إن الأحزاب، وإن نجحت في تقديم مرشحين يتوفر ما يقارب منهم النصف على شواهد جامعية ،حسب وزارة الداخلية ، كمؤشر على تغيير بعض النخب القديمة بالجديدة، فإنها مع ذلك لم تستثمر بشكل جيد وسائل الاعلام العمومية في تسخين الحملة الانتخابية، وإبراز الاختلاف فيما بين برامجها، مما قد يساعد في نظره، على استجلاء الجهة التي يمكن أن تميل لها الكفة اعتمادا على استقراء تعاطف الناخبين، معتبرا أن الاستنادعلى حجم نسبة تغطية الأحزاب للدوائر الانتخابية غير كافي للتكهن بالنتائج.
وتابع الحسين، إن حزب الاستقلال والعدالة والتمنية اللذان يحتلان الصفوف الأمامية على مستوى التغطية، الأول مطوق بحصيلة الحكومة التي كان يرأسها وهي ضعيفة في رأيه، تبعا للكثير من المواطنين، ويقول عن العدالة والتنمية التي كان لها العديد من رؤساء المجالس المحلية في الفترة الحالية، بأنه هو الآخر سقط في عدة مطبات خاصة موقفه الرافض للأمازيغية باعتبارها لغة وطنية في الدستور والتي تعامل معها تبعا للمتحدث باستهجان ، مما جعل الأوساط المعنية بهذه اللغة تخرجه من اهتمامها، على غرار العديد من فئات المجتمع المغربي التي ترفض بدورها في أن يمارس عليها حزب من الأحزاب الوصاية والأبوة.
استبعاد وصول الإسلاميين إلى السلطة
وبالتالي يستبعد المنتح السينمائي والفاعل الجمعوي وصول العدالة والتنمية إلى السلطة لأنه في حاجة إلى عقد تحالفات لا ترغب فيها الأحزاب الأخرى، على عكس حزب النهضة في تونس الذي تحقق له ذلك لأنه يقول المتحدث، كان واضحا في اختياراته من مسألة الدولة المدنية، عكس العدالة والتنمية المغربي، وبأن الأول عاش تحت وطأة القمع والحضر العملي، وهو ما جعل الناس يتعاطفون معه بعيداعن منطق الشعبوية و الاتهامات المجانية لخصومه.
ودعا المنتح السينمائي والفاعل الجمعوي، الأحزاب المغربية لكي ترضى بنتائج الانتخابات، لأنه لم يعد مسموحا لها أن تتهم مرة أخرى وزارة الداخلية، بالتآمر لصالح هذا الحزب أو ذاك، لكونها أبعدت كل المسؤولين من المناطق التي ترشح فيها أقربائهم، ووضعت الآليات الكفيلة بإنجاح العملية الديمقراطية، من تصحيح اللوائح إلى التصويت ببطاقة الهوية، والقبول بمتابعة الاستحقاقات من طرف حوالي 4000 آلاف ملاحظ وطني ودولي، وذلك لضمان شفافيتها بما يساهم تبعا له، في دخول المغرب مرحلة جديدة من حياته السياسية، بعد أن حقق اللعدالة الانتقالية، واستجاب لمطالب التغيير من خلال تبنيه لدستور جديد ومتقدم.
ويرى المنتح السينمائي والفاعل الجمعوي أن نسبة المشاركة في استحاقات 25 نوفمبر ستناهز 75 في المائة على غرار استفتاء التعديل الدستوري في شهر يوليوز المنصرم .