افادت منظمة حقوقية مقتل 22 شخصا الخميس بينهم 9 قضوا برصاص الامن فيما سقط 11 عنصرا امنيا وعسكريا خلال اشتباكات مع منشقين قتل من بينهم اثنان، في محافظة حمص، وسط سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه “قتل اربعة مدنيين برصاص قوات الامن ثلاثة منهم في حيي البياضة ورابع في كرم الزيتون”.
واضاف “كما تسلم ذوو شهيد جثمانه بعد 18 يوما من الاعتقال في باب تدمر”.
وفي ريف حمص، ذكر المرصد “اسفرت الاشتباكات بين الجيش والامن النظامي وعناصر منشقة في تلدو التابعة لمنطقة الحولة (ريف حمص) عن مقتل 11 عنصرا من الامن والجيش”.
واكد المرصد ان “ذوي شاب اعتقلته القوات الامنية منذ ايام تسلموا جثمانه صباح اليوم في الحولة” في محافظة ريف حمص.
من جهتها، اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الخميس الى ان “عناصر من الجهات المختصة اشتبكت اليوم مع مجموعة ارهابية مسلحة حاولت الاعتداء على قوات حفظ النظام في بلدة تلدو بريف حمص ما ادى الى مقتل ثلاثة مسلحين بينهم قناص ومصادرة اسلحتهم”.
ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة حمص “ان العملية تمت دون اي اصابات في صفوف الجهات المختصة او عناصر حفظ النظام”.
واضاف المرصد “تشهد مدينة الرستن قصفا بالرشاشات الثقيلة اعقب اشتباكات بين الجيش وعناصر منشقة عنه”، مشيرا الى ان الاشتباكات جرت بين الساعة الخامسة والسادسة صباح اليوم (3,00 و4,00 تغ).
واوضح المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “الاشتباكات اسفرت عن مقتل منشقين اثنين فيما جرح 13 منشقا اخر بينهم ضابط”.
كما سقط مدني من تل ذهب باطلاق رصاص عشوائي من قبل الامن، بحسب المصدر نفسه.
واكد المرصد “مقتل اربعة مدنيين برصاص قوات الامن السورية خلال حملة مداهمات نفذتها في قرية غرناطة الواقعة بين الرستن وتلبيسة (ريف حمص) بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية”.
واشار الى حملة المداهمة اسفرت عن اعتقال 73 مواطنا.
وتتحدث اوساط المعارضة السورية عن حدوث انشقاقات في الجيش النظامي السوري اثر استخدام السلطات السورية للعنف في قمع الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد منذ منتصف اذار/مارس الماضي ما اسفر عن سقوط اكثر من 3500 قتيل بحسب حصيلة للامم المتحدة.
وتتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” بارتكاب اعمال عنف في البلاد.
واشارت سانا الى تشييع “جثامين 12 شهيدا من عناصر الجيش وقوى الامن والشرطة استهدفتهم المجموعات الارهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في ريف دمشق وحمص وحماة”.
واضافت ان “الجهات المختصة في درعا تمكنت خلال ملاحقتها للمجموعات الارهابية المسلحة من القاء القبض على عدد من الارهابيين وضبط كميات من الاسلحة بريف المدينة”.
وافاد المرصد فجر الخميس ان “احراجا في محيط بلدتي البارة واحسم في جبل الزاوية بمحافظة ادلب (شمال غرب) تعرضت لقصف بالرشاشات الثقيلة، في حين هزت انفجارات بلدتي ابلين وابديتا المجاورتين، كما افاد المرصد.
واضاف في بيان لاحق ان “اصوات الانفجارات هزت قريتي ابلين وابديتا بجبل الزاوية مع استمرار القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات الجيش السوري في بلدتي البارة واحسم باتجاه الاحراج المجاورة لهما منذ الساعة الثالثة فجرا بتوقيت دمشق (01,00 تغ).
وتأتي هذه التطورات غداة يوم دام شهد مقتل عشرة مدنيين برصاص قوات الامن في مناطق سورية عدة، بحسب حصيلة جديدة اوردها الخميس المرصد السوري لحقوق الانسان مؤكدا في الوقت نفسه حصول حملات اعتقال شملت عشرات المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد.
لبنان: لن نؤيد اية عقوبات قد تتخذها الجامعة العربية بحق سوريا
واعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان بيروت “لن تؤيد” اية عقوبات قد تتخذها الجامعة العربية بحق دمشق، فيما يتحضر وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع طارئ حول سوريا اليوم في القاهرة.
وقال منصور امام الصحافيين الاربعاء ان لبنان “لن يؤيد اية عقوبات قد يتخذها مجلس وزراء خارجية الدول العربية” في اجتماعه الطارئ الذي يعقد بعد ظهر اليوم الخميس في القاهرة.
وردا على سؤال عما اذا كان لبنان سيعارض قرار العقوبات ام سيمتنع عن التصويت، قال منصور، الذي غادر الى القاهرة الخميس للمشاركة في الاجتماع، “سنقرر ذلك خلال الاجتماع في ضوء ما سيطرح”.
ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا الخميس في القاهرة لبحث تطورات الوضع في سوريا.
وسيبحث وزراء الخارجية في اجتماعهم الخطوات الواجب اتخاذها بعد رفض الجامعة العربية التعديلات التي طلبت سوريا ادخالها على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة ارسالهم الى سوريا لانها “تمس جوهر الوثيقة” و”تغير جذريا طبيعة مهمة البعثة”، بحسب ما اعلنت الامانة العامة للجامعة العربية في بيان الاحد.
وتعد سوريا المنفذ البري الوحيد للبنان في ظل اغلاق الحدود بينه وبين اسرائيل التي لا يعترف بها لبنان وهو رسميا في حالة حرب معها.
ويتمتع حزب الله وحلفاؤه بغالبية الوزراء في الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي.
وينقسم اللبنانيون اجمالا بين مناهضين للنظام السوري ومعظمهم من قوى 14 اذار المعارضة، ومؤيدين لدمشق ومعظمهم من قوى الثامن من اذار وابرز اركانها حزب الله.
وانتقدت المعارضة وابرز اركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بشدة موقف الحكومة بالتصويت الى جانب سوريا واليمن ضد 18 دولة عربية قررت تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
جوبيه: اقامة “ممرات انسانية” في سوريا دونه شروط عدة
من جهة ثانية اقر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس بان اقامة “ممرات انسانية” في سوريا دونه شروط عديدة منها خصوصا موافقة النظام والحصول على تفويض دولي.
وصرح الوزير لاذاعة فرانس انتر غداة اجتماعه ببرهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، الذي يضم غالبية تيارات المعارضة في سوريا، ان “المجلس الوطني السوري قال لي +لا بد ان تقترحوا ممرات انسانية لان هناك مشكلة انسانية اليوم بسبب ندرة السلع الاساسية”.
واوضح ان هذا الموضوع سيبحث مع كل من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية “لنرى كيف يمكننا اقامة ممرات انسانية” ولان “ذلك يعني، كما فعلنا في ليبيا، اقامة ممرات تمكن المنظمات الانسانية، كالصليب الاحمر مثلا، من ارسال الادوية”.
واضاف الوزير الفرنسي ان “ذلك يقتضي امرين محتملين: الاول ان يتوصل المجتمع الدولي والامم المتحدة والجامعة العربية الى الحصول من النظام على موافقة باقامة تلك الممرات الانسانية، وقد حصل هذا في اماكن اخرى”.
وتابع “اذا لم يحصل ذلك فيجب النظر في حلول اخرى. من الممكن حماية القوافل الانسانية (عسكريا) لكننا لم نصل الى هذا الحد”، مشيرا الى ان هذه الحماية “من مراقبين دوليين” سبق وان حصلت في ليبيا.
وذكر جوبيه بانه “بالنسبة لنا لا يمكن التدخل، حتى لو كان التدخل انسانيا، بدون تفويض دولي بطبيعة الحال”، مجددا التاكيد على ان الخيار العسكري الدولي في سوريا ليس مطروحا الان.
واقترحت الجامعة العربية مؤخرا على دمشق ارسال بعثة من 500 مراقب الى سوريا من منظمات حقوق الانسان ووسائل الاعلام والمراقبين العسكريين للتأكد من حماية المدنيين في المناطق التي تشهد اعمال عنف.
لكن هذا الاقتراح لم يلق طريقه الى التنفيذ بعد ان طلبت دمشق تعديل بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية حول هذه البعثة، وهو ما رفضته الجامعة نهاية الاسبوع الماضي.