نتنياهو يعبر عن مخاوف (إسرائيل) ويطلب حماية معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر حصن في منطقة الشرق الاوسط يعمل البلدان على حمايته وذلك في الوقت الذي يواصل فيه محتجون مصريون تظاهرهم للمطالبة بسرعة الانتقال من الحكم العسكري إلى حكم مدني.
وتبرز هذه التصريحات مخاوف في إسرائيل التي تتزايد عزلتها من انتقال الحكم في مصر من الحكم العسكري الانتقالي إلى معارضة شعبية يهيمن عليها الاسلاميون الذين يرفضون اتفاقية السلام والتطبيع مع اسرائيل.
وقال نتنياهو للصحفيين في اشارة إلى قناة السويس التي دار قتال حولها في حروب بين مصر واسرائيل قبل عقد معاهد السلام بين البلدين في 1979 “هذا السلام يضمن الاستقرار في قلب الشرق الاوسط. وهو يضمن الحركة المنتظمة فيما قد يكون الممر الملاحي الاهم في العالم”.
واضاف نتنياهو “انه يضمن الاستقرار الاقتصادي وفرصة الازدهار الاقتصادي- لكل من مصر واسرائيل وكذلك بقية دول المنطقة. انه يضمن الهدوء… نحن نعمل مع مصر للحفاظ على السلام. نحن نعرف ان هناك الكثير جدا من العناصر التي تريد ان تخرق السلام حتى في هذا الوقت”.
وانزعجت اسرائيل بسبب موجة انتفاضات “الربيع العربي” الشعبية التي اطاحت هذا العام بحكام ظلوا في مناصبهم لعقود في كل من تونس ومصر وليبيا.
وفي خطاب منفصل القاه امام البرلمان الاسرائيلي امس الاربعاء اكد نتنياهو توقعاته بأن التحول السياسي في العالم العربي سيكون “موجة معادية للغرب ومعادية لليبرالية ومعادية لاسرائيل ايضا وفي النهاية ستكون موجة معادية للديمقراطية ايضا”.
ويتبنى الائتلاف المحافظ الذي يقوده نتنياهو هذه الرؤية في تفسير احجامه عن التخلي عن الضفة الغربية المحتلة للفلسطينيين وهو واحد من النزاعات المتعددة التي تعرقل عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.
وكانت مصر اول دولة عربية تعترف باسرائيل وفقا لمعاهدة سلام بين البلدين برعاية امريكية عادت في اطارها سيناء المحتلة إلى مصر.
ويتهم منتقدو نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه يفضل توطين الاسرائيليين في الضفة الغربية على الاتفاق على مبادلة الارض بالسلام وهي المبادلة التي تمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وشهدت شبه جزيرة سيناء الصحراوية اختلالا امنيا متزايدا منذ سقوط الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير شباط.
وفي اغسطس آب قتل متسللون ثمانية اشخاص في جنوب إسرائيل وقتل الجنود الإسرائيليون اثناء ملاحقتهم للمهاجمين خمسة من قوات حرس الحدود المصريين. واعتذرت حكومة نتنياهو عن مقتل الجنود الخمسة لكن جماعة من المحتجين اقتحمت السفارة الاسرائيلية في القاهرة في الشهر التالي مما اجبر الدبلوماسيين الاسرائيليين على الرحيل.
ويحاول الاسرائيليون منذ ذلك الوقت تصوير ما يحدث في مصر على انه امر لن يؤثر على العلاقات المصرية الاسرائيلية كثيرا على المدى الطويل.
وسارعت القوات المسلحة الاسرائيلية إلى نفي تقرير صحفي افاد بأن رئيس المخابرات الاسرائيلية اطلع حكومة نتنياهو على احتمالات انهاء اتفاقية السلام مع مصر.
وفي مثال على أهمية الاتصالات المباشرة قال الجيش الخميس انه تلقى اتصالات من مصر بشأن اشتباك وقع ليلا بين شرطة سيناء ومهربين بالقرب من موقع جرت فيه معركة مسلحة بين القوات الاسرائيلية ومن يشتبه بانهم مهربون على الجانب الاسرائيلي من الحدود.
ووقعت هذه الاحداث بفاصل ساعة واحدة وقال عاموس جلعاد المسؤول الاسرائيلي العسكري الرفيع انها لم تسبب ازمة بفضل الاتصالات الجيدة بين البلدين.
وقال “قامت قنوات التنسيق العسكري بشكل اساسي بدور رائع هنا… علينا في هذا الوقت بالتحديد ان نحافظ على افضل العلاقات الممكنة”.