للمرة الأولى منذ دخوله العمل السياسي، يتحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في إطلالة تلفزيونية ، بحدة وانفعال وصوت عال، في سياق دفاعه عن نفسه، في طريقة التعاطي الحكومي مع الموضوع السوري.
وقد لاحظ محاوره مارسيل غانم، الذي كان يكثر من التعليق على كلام ميقاتي بعبارة “صحيح” أن ميقاتي قد أدمعت عيناه.
وأكثر نجيب ميقاتي من الكلام على أن ضميره مرتاح.
وكان ميقاتي ، في السابق يتحدث بصوت منخفض ونغمة “مونوتونية”، تمنع في بعض الأحيان، متابعيه ، من قدرة الإستماع.
ميقاتي إعتبر أن المهرجان الذي سيقام في طرابلس يوم 27 تشرين ثاني، سيكون حاشدا، ولكن يوم الأحد سيكون يوما آخر، وكأن شيئا لم يكن.
ولكن سرعان ما أعلن بوضوح أن عدم تمويل المحكمة سيدفعه الى الإستقالة. إستقالة لن تكون في وجه أولئك الذين سيقفون بوجه المحكمة، إنما على اعتبار أن الإستقالة تحول دون فرض عقوبات قاسية على لبنان.
وردا على سؤال عن قول الحريري إنه لن يستقيل إلا إذا سقط معلمه، سأل:” من هو معلمي. لدي رب العالمين، وشقيقي طه يمون عليّ، فقط.
ميقاتي رجا مواطنيه ألا يطلقوا الرصاص من أجله ، لأن هناك أطفالا ينامون.
المواقف
ومما قاله ميقاتي:
– وعدت بمدينة طرابلس منزوعة السلاح، ولكن لأكون صريحا، دون هذا الأمر عقبات، لأنه ليس بالسهل أن تتخلى أطراف عن سلاحها.
– إن من يطرح نزع سلاح “حزب الله” ألا يعيش في البلد. أن ضد السلاح في الداخل، على الرغم من أنني أحترم جدا سلاح المقاومة في الجنوب.
_ أنا آمل ألا نضع الإستقالة على الطاولة ويأتي التمويل.إنني أتأمل من الوزراء على طاولة مجلس الوزراء أن يضعوا حسهم الوطني على الطاولة. حزب الله لن يتغيّر موقفه، ولكننا الآن 12 وزيرا ويمكن التكلم مع 4 – 5 وزراء ليصوّتوا لمصلحة المحكمة.
– حول تبلّغه من رئيس المحكمة الدولية أنه أمام لبنان إما التمويل او العقوبات: في 5 أيلول قابلت رئيس قلم المحكمة وقال انه ينتظر التمويل، وقال إنه قدّم رسالة لي يطلب التمويل في آخر 2010، سألته لماذا لم يتم التمويل؟ قال ان هناك حديث ومفاوضة بالموضوع، سألته عن استحقاق الدفع وطلبت منه مهلة، وسألته عن آخر مهلة يمكن أن يتحملها لبنان، فقال بداية كانوان اول 2011، وبعدها ابلغني الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن آخر مهلة في بداية كانون الاول 2011، وأنا التزمت أن لبنان سيموّل وسوف تمر بالطرق الدبلوماسية، وأبلغت الرئيس نبيه بري أنه لدينا إلى بداية 2011 كانون الأول، واليوم أتى التاريخ، وأنا قدّمت نوع من التزام وبحثت هل هناك إمكانية لتمويل المحكمة، فرأيت ان افضل طريقة هو ان تكون على طاولة مجلس الوزراء، وأنا أقوم بذلك انطلاقاً من الالتزام بالعدالة والكل يتحمل مسؤولياته. وهل تعتقد ان رئيس وزراء يمكن له ان يتغاضى عن العدالة بمقتل رئيس وزارة سابق؟ أي رئيس وزارة لا يمكنه ان يتغاضى.
– مش مهم من يخسر ومن ينتصر. لتنكسر رقبة نجيب ميقاتي. المهم لبنان.
– ما أقوم به صحيح، وأنا أؤكد على موقعي الوسطي وليسمح لي الطرفان، لكل واحد منهما مشروعه، لكن ليقل لي أحد أين مصلحة لبنان؟ فمصلحة لبنان تكون بالسلم الأهلي ووحدة لبنان، وأمام كل العاصفة بالمنطقة التي تجري الآن، لبنان لا يزال يحافظ على استقراره، هذه العواصف بدأت منذ بداية العام أي قبل أن أتولى رئاسة الحكومة، وفلعاصفة بدأت في تونس، وأنا كنت في نيوريوك ورأيت ماذا يحصل في موضوع الاستفتاء على تقسيم السودان فقد انطلقت الشرارة منذ استفتاء السودان، وقلت للجميع إننا مقبلون على أمر جديد في المنطقة.
– الشعوب العربية من حقّها ان تنتفض وآن لها ذلك، لكن هل تحركها تلقائي؟ في كل حال هناك تغيير يحصل بالمنطقة، وأنا أتمنى الاستقرار للدول العربية، وما يهمني ان أُبعد لبنان عن الكأس المر.
– تعليقاً على مهرجان تيار المستقبل وقوى 14 آذار الأحد في طرابلس: أهلاً وسهلاً بالجميع في طرابلس وهي تفتح ذراعيها للكل، ويا ليت يأتون إلى بيتي، أما المهرجان الذي يحصل تحت شعار الاستقلال، فهل نحن ضده؟ وهل نحن ضد ان يكون السلاح بيد الدولة؟ لكن ما يحصل “فلسفة”، هم يريدون رئاسة الحكومة بمنطق “أنا أو لا أحد”، ومنذ ان تكلّفت برئاسة الحكومة كل ما يقال هو فقط ضد الحكومة، فيما نحن قلنا اننا نمد يدنا للجميع ونريد الجميع من اجل مصلحة لبنان.
– سياسة لبنان النأي عمّا يحصل في سوريا، هي ما نسير به، ونحن منذ ان عرض البيان الرئاسي بمجلس الأمن حول سوريا نأينا بنفسنا عن التدخل، وبجامعة الدول العربية لنا وجود وحصل سوء فهم بتفسير موضوع تصويتنا، فنحن ضد عزل سوريا من الدول العربية، والمعلومة كانت أن لا يكون عزل، وتصويتنا الرافض كان على موضوع ان نرفض تعليق العضوية، أما الامور الاخرى من تأييد المبادرة العربية ووقف الدماء فنحن معها.
– اليوم هناك امور سيادية تخص سوريا، وكذلك مسألة سحب السفراء والعقوبات الاقتصادية، ونحن واضحون بالنأي عن التصويت، وعندما يؤخذ القرار سننفّذ القرار، ومصلحتنا ان نكون مع الاجماع العربي، لكن الكل يتفهّم وضعنا، وعلينا ان نرى أين مصلحتنا، وهناك نقطة فرق بين المغامرة والمقامرة، فنحن لا يمكن ان نأخذ رهانات ورهاننا هو على كيفية تثبيت الاسقترار بلبنان.
– علينا ان يكون لدينا حكمة، فإلى أين يذهب الوضع في لبنان؟ وبالتالي أين ذاهبون؟ وليقولوا لي أين هي مصلحة لبنان؟ نحن ندعو في أي أمر إلى حوار، لكن هناك أشخاص لا يرون الطائف.
– عن مهرجان طرابلس: حتماً سيكون حشود والانتخابات تكشف الامور، لكن بالنسبة لي اليوم التالي للمهرجان هو يوم آخر.
– عن تخوين البعض له، قال ميقاتي: أنا مخلص للبنان حتى آخر لحظة، وأعمل لجمع الشمل في لبنان من ارض وشعب ومؤسسات، ولا يمكن ان أهاجم أي رأي آخر، لكن وبوصلتي واضحة، ثم من يقول انني خائن لطائفتي؟ الكل يعلم مدى التزامي بطائفتي، وهناك ثوابت وضعت في دار الفتوى فليقولوا لي أين حِدت عن هذه الثوابت، أنا ذهبت إلى الطائفة السنية لأنّها ضامنة لوحدة البلد، وثوابت الطائفة السنّية هي الثوابت الوطنية.
– عن المطالبة باستقالته: “شو أنا غب الطلب؟”، لكن إذا كانت مصلحة لبنان تقتضي ان استقيل سأعلن استقالتي.
– عن عدم نية الرئيس سعد الحريري التحالف معه بالانتخابات المقبلة: هذا الأمر سابق لأوانه، وأحترم الرئيس سعد الحريري والنواب في طرابلس، لكن يكفي أن نبث النفور في طرابلس، وطالما أنا موجود فأنا سأقاتل عن طرابلس وليس في طرابلس.
– أنا جمبت لبنان وحميت المعارضة، تذكروا ماذا كان حصل في 9 كانون الأول، وأين الفتنة السنية – الشيعية.
– يمكن أن تعود ، ولكن لا يستطيع نجيب ميقاتي أن يحمل كل شيء على ظهره.
– كان المبلغ الخاص بتمويل المحكمة مستحقا في شهر 12 من العام 2010، وكان في رئاسة الحكومة الرئيس سعد الحريري، ونقل عن رئيس القلم في المحكمة أن سبب عدم سداد الحريري هو المفاوضات حول الـسين- سين، وأعاني مهلة أخيرة للدفع في كانون أول المقبل.
-المحكمة وضعتُها على طاولة مجلس الوزراء آخر الشهر، وأبلغت الوزراء بذلك بالجلسة السابقة، وأتمنى على الجميع أن يتحمّلوا مسؤولياتهم على طاولة الحكومة، وهذا أمر له علاقة بالتزامات لبنان.
– عن عدم معرفته بأنه سيعترض لصعوبات: أنا حاولت دائماً أن أسعى للوصول الى الاستقرار في لبنان، وأترك موضوع ما يقال بأني ميت المعارضة خلال التسعة أشهر الماضية لحكم الناس، وحميت لبنان، وأنا لا أمنّن أحداً، لكن أين اصبحنا من الفتنة السنية الشيعية التي كانت مطروحة؟
– عن وضعه غير المرتاح اليوم لا مع المعارضة ولا مع الموالاة: أنا “لا مع دي ولا دا”، ولا أسأل “لا عن دي ولا عن دا”، وليقولوا جميعهم أين انتقصت من السيادة الوطنية او الطائف؟
– كان من الممكن أن يسامح الرئيس سعد الحريري في موضوع المحكمة، لكن انا لا أسمح بالمحكمة الدولية.
– عن حمايته الموظفين التابعين للرئيس سعد الحريري: انا لا اتشفى من احد ولا انتقم من الموظفين، فهل أنا وُجدت في رئاسة الحكومة لأنّ طولي 195 سنة أو لأني سنّي؟
– إذا لم يمول لبنان المحكمة: أنا اقول اذا موّل لبنان المحكمة يكون لبنان حافظ على التزاماته وبقرارات الدولية بما فيها 1701، وكذلك حافظ على مطالبتنا للامم المتحدة بالمحافظة على حدودنا في المياه، وسيكون لنا التزام بالعدالة التي هي أساس وعلى علاقات لبنان، ونكون عملنا استقراراً، ومنعنا الفتنة السنية الشيعية بالبلد، وإذا حصل التمويل نكون حمينا المقاومة، وإذا لبنان قوي فالمقاومة قوية واذا لبنان ضعيف المقاومة ضعيفة.