قتيل بمصر وقلق بشأن الانتخابات
التحرير رفض تكليف الجنزوري |
قتل متظاهر وأصيب آخر في اشتباك بين الشرطة ومحتجين حاصروا مقر مجلس الوزراء في مصر لمنع رئيس الوزراء المكلف كمال الجنزوري من الدخول وسط حالة من الجدل المتصاعد بشأن إمكانية تشكيل حكومة إنقاذ وإجراء انتخابات برلمانية قبل أقل من 48 ساعة من موعدها المقرر.
وأطلقت الشرطة الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين حول مقر الحكومة وك…
التحرير رفض تكليف الجنزوري |
قتل متظاهر وأصيب آخر في اشتباك بين الشرطة ومحتجين حاصروا مقر مجلس الوزراء في مصر لمنع رئيس الوزراء المكلف كمال الجنزوري من الدخول وسط حالة من الجدل المتصاعد بشأن إمكانية تشكيل حكومة إنقاذ وإجراء انتخابات برلمانية قبل أقل من 48 ساعة من موعدها المقرر.
وأطلقت الشرطة الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين حول مقر الحكومة وكذلك مبنى البرلمان القريبين من ميدان التحرير، حيث يحتشد آلاف المتظاهرين وسط دعوات لمليونية جديدة لرفض تكليف الجنزوري الذي عمل رئيسا للوزراء من قبل أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال ناشطون إن أحد المحتجين ويدعى أحمد سيد (21 عاما) قتل نتيجة اصطدامه بسيارة أمن، وهذه هي أول حالة وفاة منذ هدنة بين الشرطة ومحتجين يوم الخميس في شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير أعقبت أعمال عنف أسفرت عن سقوط 41 قتيلا في القاهرة وغيرها من المحافظات.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر أمني قوله إنه “حدثت حالة من الارتباك الشديد واصطدمت إحدى السيارات بطريق الخطأ بالمواطن أحمد سيد سرور أثناء رجوعها إلى الخلف”. من جانبها نفت وزارة الداخلية المصرية أن تكون قد حاولت فض اعتصام المحتجين أمام مجلس الوزراء.
مصير الانتخابات
يأتي ذلك بينما يواصل مئات المتظاهرين بميدان التحرير اعتصامهم وسط دعوات لقوى سياسية للمشاركة باحتجاجات جديدة تلقي بظلالها على ترتيبات الانتخابات التي تبدأ أولى مراحلها الاثنين المقبل.
ورفض المحتجون بالميدان تكليف الجنزوري (78 عاما) الذي تولى من قبل منصب رئيس الوزراء من عام 1996 إلى العام 1999 وصفوه بأنه وجه آخر من الماضي، مشيرين إلى أن اختياره يعكس مقاومة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للتغيير.
وقال أحد المحتجين لرويترز “لماذا يختارون الجنزوري الآن؟ هذا يوضح عدم رغبة الجيش في تسليم السلطة، هذه الحكومة لن تكون لها أي صلاحيات، لماذا إذن يتم اختيار شخص موال لهم؟”.
وقد تحدث الجنزوري لوسائل الإعلام فور تكليفه، وقال إن مهمته ستكون صعبة، وأضاف أنها “تحد كبير، لأن أي مسؤول حاليا أفضل له أن يجلس في منزله”. وأعلن أن أولوياته ستكون إعادة الأمن إلى الشارع المصري وإنعاش الاقتصاد.
آلاف أكدوا تأييدهم للمجلس العسكري بميدان العباسية (الأوروبية) |
وذكر مراسل الجزيرة أن الجنزوري بدأ لقاء مع عدد من القوى السياسية وائتلافات شباب الثورة لاستطلاع رأيهم في تشكيل الوزارة الجديدة والأسماء التي يرشحونها لتولي حقائب وزارية.
وقال المراسل إن الجنزورى سيلتقي أكبر عدد من القوى الثورية المشاركة في اعتصام ميدان التحرير طوال اليوم لمعرفة الآراء المختلفة في تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني. ويعقد الجنزروى اجتماعاته بمقر معهد التخطيط نظرا لمحاصرة المعتصمين مقر مجلس الوزراء.
بدوره أعلن رئيس حزب الغد أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية تأييده للجنزوري، وقال إنه “كانت له مواقف في مواجهة مبارك الذي تعامل معه بغلظة وعنف وحاصره في منزله، وأعتقد أنه شخص لا يمكن أن يُرفض بدعوى أن له علاقة بالنظام السابق”.
وأكد نور في مداخلة هاتفية لقناة “الجزيرة مباشر مصر” مساء أمس الجمعة أن الجنزوري “لديه خبرة جيدة في أمور الموازنة العامة والأمور الاقتصادية.
وأضاف “من واجبنا أن نستمع جيدا للبيان الذي ألقاه الجنزوري، وأشار فيه إلى أنه حصل من المجلس العسكري على صلاحيات كاملة”.
من ناحية أخرى رددت حشود في الميدان “الشعب يريد إسقاط المشير”، في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الإطاحة بمبارك في 11 فبراير/شباط الماضي. وكان الآلاف قد تجمعوا أمس في ميدان العباسية تأييدا للمجلس العسكري ولتعيين الجنزوري.
وبينما يتواصل الجدل بشأن مصير الانتخابات، قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس إجراء التصويت في كل مرحلة من المراحل الثلاث للانتخابات البرلمانية على مدى يومين بدلا من يوم واحد لإتاحة الفرصة لجميع المصريين للإدلاء بأصواتهم.
وطالب بعض المحتجين بتأجيل الانتخابات البرلمانية، بينما طالبت قوى سياسية أخرى على رأسها جماعة الإخوان المسلمين بالالتزام بالموعد المحدد.
الآلاف شاركوا بالإسكندرية تضامنا مع المحتجين بميدان التحرير |
الإسكندرية منقسمة
أما في الإسكندرية فقد ساد هدوء حذر بعد اشتباكات أمس بين محتجين والشرطة بجوار مديرية الأمن. وردت الشرطة في الاشتباكات بقنابل الغاز المدمع، حيث تحدثت تقديرات عن سقوط قتيلين على مدى ستة أيام من الاحتجاجات.
في المقابل نظم مئات الناشطين مسيرة أمام قصر رأس التين غرب المدينة دعما للمجلس العسكري. ووضع المتظاهرون هذا التجمع تحت شعار “الحفاظ على هيبة الدولة وعودة الاستقرار”.
واشنطن تضغط
على صعيد آخر وصل القاهرة وفد أميركي يرأسه رئيس لجنة الشراكة الديمقراطية بمجلس النواب لمتابعة الانتخابات البرلمانية الأولى بعد ثورة 25 يناير.
في غضون ذلك جددت الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات للجيش المصري منذ عشرات السنين مطالبتها بسرعة تسليم السلطة للمدنيين ومنح الحكومة الجاري تشكيلها برئاسة الجنزوري سلطات حقيقية “فورا”.
في السياق بدأت سلطات مطار القاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت في ترحيل الطلبة الأميركيين الثلاثة المتهمين بمهاجمة مبنى وزارة الداخلية المصرية إلى بلدهم بعد قرار النيابة المصرية بالإفراج عنهم.