من منا لم يقرأ رواية شيكاغو للكاتب علاء الأسوانى فقد فاته حقا كتاب رائع وليست روعته فقط فى الحبكة المعروفة لعلاء الأسوانى صاحب عمارة يعقوبيان ولم يفته فقط التفاصيل الجميلة غالبا و المغرقة أحيانا فى المشاهد الحميمية والتى أتحفظ عليها رغم روعة الرواية ولكن فاته الأهم من معلومات مخيفة وجوهرية تخص المصريين المقيمين بالخارج ..
معلومة مرعبة ربما يعرفها الكثيرون وسمعت ما يثبتها بالأحداث والأدلة من أصدقاء مغتربين عاديين ويسمعها المغتربون من بعضهم البعض أيضا.. وبعضهم على صلة وثيقة بسفاراتنا ومكاتبنا وقنصلياتنا بالخارج ” أيام المخلوع ” التى غرقت بالفساد الذى يزكم الانوف .
وامتلأت سفاراتنا بجيش من الموظفين الوصوليين و” الذين يعملون سرا فى أمن الدولة والأمن القومى بقيادة الحاج عمر سليمان ” وجهرا كموظفين وقناصل بل وأساتذة جامعة وغيره من المهن التى يمتهنها المصريون بالخارج وكل هؤلاء لاشغل لهم ولا هم إلا كتابة التقارير عن الجاليات المصرية ونشاطاتها ومن يعادى النظام ومن يجاهر بمعاداته تلك وهكذا..
عالم ملوث امتلأت به سفاراتنا فى عهد المخلوع والوزير أحمد ابو الغيط الذى تم خلعه بالمرة مع المخلوع ومن سار على هديه قبله وبعده…
لم تكن سفاراتنا تهتم بمواطنينا شأنها شأن حكومات المخلوع على مدى ثلاثين عاما بل كان جل هم ” معظم سفرائنا وخبرائنا وقناصلنا ” هو التبضع والتسوق والتنطع على أثرياء المصريين فى هذه البلد أو تلك..
كان مواطنونا بلا ظهر وبالتالى كانوا يضربون على بطونهم ووجوههم “ويجلدون” ويسجنون ظلما ويسامون كافة أنواع العذاب بلا رحمة فى كل مكان…فهل تغير السفراء والقناصلة والموظفون بعد الثورة؟؟؟ الله أعلم…
حقيقة لا أدرى وليس لدى معلومات عن وصول الثورة للخارجية إذ أنها لم تصل لباقى الوزارات أصلا ..فقط حد علمى أنها وصلت لوزارة الداخلية والدفاع فتكسّب الضباط فى الوزارتين أيما كسب فزادت مرتباتهم الضعف وزادت حوافزهم وامتيازاتهم وجلسوا يشربون الشاى فى بيوتهم فى جو حميمى رائع يستمتعون فيه برؤية الشعب المصرى وشباب الثوار يتضررون من ثورتهم الشريفة بقطع أرزاقهم وتهديدهم بالعجلة بل ويتم التنكيل بهم من قبل البلطجية الرسميين وغير الرسميين …
لذا فلى سؤال غير برىء بالمرة ..هل المصريون العاملون بالخارج على ثقة من أن أصواتهم لن يتم التلاعب بها من أحباب الحاج عمر سليمان ومن بعض السفراء الذين لايضمرون للثورة إلا كل حقد ..ويسبون الثوار فى سرهم وربما فى جهرهم ..؟؟
هل المصريون فى الخارج يضمنون أن ملايين الأصوات المغتربة ستعود لأرض الوطن بالسلامة فى أحضان سفاراتنا التى اشتهر معظمها بالحب والوله والتأليه للمخلوع وأسرته وعهده البائد ؟؟؟ هل نحتاج لرقابة دولية على أصوات المغتربين وحراسة لتلك الأصوات طيب كيف نأمن على أصواتنا والذئاب ترعى بيننا ؟؟؟ كيف وقد تتحول لسيف مسلط على رقابنا يتم التحكم به وتبديله وتزويره لصالحهم بمنتهى السهولة؟؟
هل سيأتى يوم نجد فيه الفلول قد نجحوا بفضل ملايين الأصوات التى تغرد فى الخارج لكنها سرقت واستبدلت بأصوات أخرى قبيحة تطالب باسم ما من أسماء الفلول أو تؤيد انتخاب السيد الشفيق أحمد شفيق فنصحو يوما فإذا هو رئيسنا الذى حدثت فى عهده البائد موقعة الجمل ووعدنا بالبونبون حيث يتم بعدها توزيعه على كل الشعب ؟؟
وربما نذهب لأبعد من هذا فنجد الحاج عمر سليمان المخابراتى المخضرم صديق غرف التعذيب وشريك الفساد والتنكيل بالشعب وصديق اسرائيل المقرب على مدى ثلاثين عاما يعود لنا كرئيس للجمهورية بوجهه الذى لا أرى عليه سوى غضب الله ولا أنسى ملامحه الشائخة وهو يزف لنا خبر التنحى والألم يعتصره ..
فهناك أكثر من شخص يروج للإثنين على الإنترنت بكل فجاجة وبدون مراعاة لمشاعر من شاركوا بالثورة ويعلمون جيدا أن الشفيق والحاج عمر كانوا من أنصار وأحباب وعترة المخلوع ..
هذه الهواجس السيئة ظلت تحيك فى صدرى وأكره أن يطلع عليها الناس ولكننى فوجئت بالكثيرين لديهم نفس جنون الإرتياب الذى أصابنى بعد الثورة وفى نفس الموضوع بالذات وكل لديه قصصه وادلته المرعبة بفضل مجلسنا الموقر الذى ” َسجّدنا ” بحديثه عن حماية الثورة وحبه للثورة وقبلاته التى يرسلها للثورة ..
وفى نفس الوقت يضربها فى عمقها بكل قرار يتخذه وقد حلا له الكرسى الوثير الأثير وحلا له سجن 12 ألف من الشباب وإرسالهم إلى ” س 28 ” ليكونوا عبرة لذلك الجيل الأبى العصى الذى لا يوقر كبير ولا يحترم إلا نفسه فقط ..فيرعوى ولا يذكر الثورة مرة أخرى وينسى التحرير ونسوا ان التحرير كتب فى ذاكرة البشرية ولن تنساه الأمم جميعا ومازال يلهمها فى كل مكان واسألوا وول ستريت…!
لقد تيقن الشباب من أن الكبار جميعا أصبحوا كالذئاب العجوزة الشرهة التى لم يكفها ثلاثين عاما من النهش فى جسد الوطن فيريدون أن يكملوا نهبهم لآخر نفس كما قال المخلوع منذ عام فى إحدى خطاباته الكيديه التى كان يبصقها فى وجوهنا بكل برود وثلامة..وهاهى خطابات المجلس تحمل لنا نفس المعانى ونفس التغابى والاستعلاء..!
الآن أصبح الشعب المصرى كالمرأة التى تزوجت رجلا سامها سوء العذاب فلما طلقت منه أو ” خلعته ” بمعنى أصح تقدم لها شاب…لالالا رجل عجوز طيب ..عليه أمارات الورع والتقوى وعرض عليها أن يحميها حتى تجد ابن الحلال …
ولكن الرجل ” العجوز ” طلع نسخة طبق الأصل من المخلوع بل وأكثر شراسة فمنع عنها الماء والهواء لأنه اكتشف جمالها وروعتها ومدى روعة أن يكون سيدها ورئيسها فجلس ينكل بكل محبيها ومريديها من الشباب ولم يقرب منها ومنه إلا العواجيز أمثاله ذوى الوجوه القبيحة التى اعتادت مجالسة زوجها الغابر المخلوع…يا إلهى…خدعوها فقالوا والله..
طيب والحل فى هذه المرأة سيئة الحظ ؟؟ الحل أن يصوت المصريون بالخارج ونرى ما يمكن أن يحدث وربما من النتيجة نستطيع أن نستشف ما تضمره حكومتنا السنية خاصة ونحن نعرف أن حكومتنا عندها ” شرف ” فهل سيحمى الشرف أصوات أبناء وطنى من بقايا عصابة المخلوع عديم الشرف الذين تناثروا هنا وهناك شرقا وغربا ليكونوا عيونا وبصاصين وكاتبى تقارير للحاج عمر الذى تاب وأناب بعد حجته تلك؟؟ خاصة وهو فى أشد الإحتياج لملايين الأصوات التى ستضمن له كراسى المجلس وربما كرسى الرئاسة؟؟؟؟
والكارثة الأسوأ وأضل سبيلا هى إدلاء اللواء الروينى بمعلومته التى أثارت الثوار أكثر وأكثر وهى أن المجلس الذى نصوت له غدا وبعد غد ليس له أى صلاحية ولاسلطة على الحكومة فلا يملك إقالتها أو حتى نقدها ولا تشكيلها وليس له صلاحية فى وضع قائمة واضعى الدستور الجديد..أى عناد هذا وأى تطاول على حق الشعب فى تقرير اخص دقائق حياته ومصيره.؟؟
يعنى مجلس بلا فائدة ولا نفع مجرد مناورة جديدة لإلهاء الشعب ولسحب السلطات كلها منه بحيث لايفتح فمه إلا ليأكل هذا إن وجد الطعام فلا يفتحه إلا ليتثاءب ايقاعا على ريتم وزارة الجنزورى أعزه الله والذى اختاروه لأنه من مفاخر ” التاريخ ” لأنه حسب ” الأساطير ” كان شريفا…!!
الغريب أن معظم رجال حكومته الغابرة أيام المخلوع هم ضيوف ” بورتو طرة ” وكأننا لانطلب من رئيس وزراءنا إلا أن يكون شريفا لمجرد أنه عارض مبارك مرة كموظف مطيع ولكنه شريف ..بصرف النظر عن السن الطاعنة والكفاءة وكأن مصر مازالت تحكم من طره ..والرجل ليس له أى لمسة واقعية فى حياتنا ..
ما علينا فإن الجنزورى ليس هو مشكلتنا ولا حلها بالعكس إنه انعكاس لعناد المجلس وإصراره على الاتيان بسكرتارية وليس حكومة محترمة ” صوتها من رأس الشعب وليس من رأس المجلس النكبة “…إنه لا يؤمن بالتغيير ومصمم على شخصيات من المتحف المصرى ..ليته اختار النحاس باشا لكان ذلك أفضل ..!!
إنه نفس العند والإلتفاف على إرادة الشعب والتلاعب بمقدراته فى فترة عصيبة خوفا من أن يلاقى نفس المصير حيث تم قتل وتعذيب الثوار بالضبط مثل آخر أيام المخلوع ولا عزاء لشرفاء التحرير الذين يتم تشويه سمعتهم بدس عناصر بلطجية مدنيين بينهم لإحداث الفتن والتحرشات فى حين تنعم العباسية وروكسى بمظاهرات هادئة لطيفة تحظى بحب ورعاية المجلس النكبة..
يا الهى…صوتوا يا مصريين ..صوتوا والأمر لله..” فنحن كل شىء لنا زايد. “.و…ليس لها من دون الله كاشفة…لابد من خوض التجربة ومن التورط فيها لنتعلم ..فمن منا يتعلم دون مقابل؟؟؟ لا أحد…!!