أرشيف - غير مصنف

واشنطن تتودد لباكستان بعد الغارة


استنفرت الولايات المتحدة دبلوماسيتها وعسكرها في محاولة على ما يبدو لإصلاح ما هشمته الغارة التي شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على نقطتي تفتيش عسكريتين في شمال غرب باكستان، وأسفرت عن مقتل 28 جنديا باكستانيا، مما أدى إلى تفاقم أزمة العلاقات الأميركية الباكستانية. وقدمت واشنطن تعازيها ودعمت تحقيقا أطلسيا شاملا في محاولة لتهدئة غضب باكستان وخف…

استنفرت الولايات المتحدة دبلوماسيتها وعسكرها في محاولة على ما يبدو لإصلاح ما هشمته الغارة التي شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على نقطتي تفتيش عسكريتين في شمال غرب باكستان، وأسفرت عن مقتل 28 جنديا باكستانيا، مما أدى إلى تفاقم أزمة العلاقات الأميركية الباكستانية. وقدمت واشنطن تعازيها ودعمت تحقيقا أطلسيا شاملا في محاولة لتهدئة غضب باكستان وخفض منسوب التوتر الموجود أصلا على خلفية قتل قوة كوماندوز أميركية لزعيم تنظيم القاعدةأسامة بن لادن في مايو/ أيار الماضي دون إعلام السلطات أو طلب إذنها. وردت الحكومة الباكستانية على الغارة الأطلسية بالطلب من واشنطن إخلاء قاعدة شامسي الجوية التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في شن غارات بطائرات من دون طيار على مناطق الحدود بين باكستان وأفغانستان. وقررت الحكومة أيضا إغلاق جميع المعابر الحدودية التي تستخدم لنقل ما يقرب من نصف احتياجات الحلف من الإمدادات لأكثر من مائة وثلاثين ألف جندي أميركي وأطلسي يقاتلون بأفغانستان، معلنة عزمها مراجعة كل أوجه التعاون الدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي مع واشنطن والناتو. بانيتا وكلينتون دعما إجراء تحقيق فوري وقدما التعازي لعائلات القتلى (الفرنسية)استنفار أميركي
هذا الرد الباكستاني “الصاعق” استدعى بيانا مشتركا أصدره وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان ليون بانيتا وهيلاري كلينتون قدما فيه خالص التعازي لعائلات الجنود القتلى. وأكد البيان أن كلينتون وبانيتا يتابعان من كثب التقارير عن الحادث ويدعمان تماما عزم الحلف على إجراء تحقيق فوري، مشيرا إلى أهمية الشراكة بين الولايات المتحدة وباكستان والتي تصب في “مصلحة الشعبين”. بدوره صرح مسؤول كبير بإدارة الرئيس باراك أوباما بأن مسؤولين أميركيين اتصلوا بنظرائهم الباكستانيين ليبدوا رغبتهم في العمل معا لتحديد ما حدث “والتزامنا بالشراكة الأميركية الباكستانية التي تعزز مصالحنا المشتركة بما في ذلك محاربة الإرهاب في المنطقة”. أما عسكريا، فقد أمر قائد قوات إيساف الجنرال الأميركي جون ألين بإجراء تحقيق شامل ومفصل لكشف ملابسات الواقعة، مقدما تعازيه لأسر الجنود الباكستانيين الذين “ربما قتلوا أو أصيبوا”. كما دعا كل من كلينتون والجنرال ألين ورئيس
هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرالمارتن ديمبسي نظراءهم للاجتماع لمناقشة الأحداث الأخيرة. وأعلنت قوات الناتو بأفغانستان أنه “من المرجح جدا” أن تكون طائرات الحلف تسببت بمقتل الجنود الباكستانيين عندما شنت غارة على المناطق الشمالية الغربية من باكستان. وقال المتحدث باسم قوات إيساف الجنرال كارستين جاكوبسون إن الأخيرة وقوات من الجيش الأفغاني كانت تقوم بعملية مشتركة بالجزء الشرقي من ولاية كونار الأفغانية المتاخمة للحدود الباكستانية، واضطرت لاستدعاء دعم جوي. ضابط باكستاني: الناتو هاجم الموقع وقتل الجنود وهم نيام (الفرنسية) الغارة الأطلسية
ووصف الجيش الباكستاني الهجوم “بالعشوائي وغير المبرر” وقال ضابط كبير طلب عدم نشر اسمه “لقد هاجموا دون أي سبب موقعنا وقتلوا الجنود وهم نيام”. بينما اعتبرت الحكومة الغارة بأنها تمثل “تعديا صارخا على سيادتها، وتجاوزا للخطوط الحمر” مضيفة أن الغارة “تنتهك القانون الدولي ويمكن أن تكون لها عواقب خطيرة” على التعاون بين باكستان من جهة والولايات المتحدة والناتو من جهة أخرى. ولكن اللافت أن الغارة جاءت بعد محادثات أجراها القائد الأميركي لقوة إرساء الأمن بأفغانستان الجنرال جون الين مع رئيس الأركان الباكستاني الجنرال أشفق كياني حول تنسيق الجهود بالمنطقة الحدودية. يُشار إلى باكستان سبق وأغلقت طريق إمدادات الناتو في سبتمبر/ أيلول 2010 11 يوما بعد اتهام الحلف بقتل ثلاثة جنود باكستانيين في هجوم آخر بالمناطق الشمالية الغربية، ولم يفتح إلا بعد اعتذار أميركي رسمي. وخلال محادثات بإسلام آباد الشهر الماضي، ناشدت كلينتون باكستان التحرك “في غضون أيام أو أسابيع” للقضاء على ما سمتها الملاذات الأمنة للمسلحين فيها وتشجيع طالبان على الانخراط في محادثات سلام. ويتهم المسؤولون الأميركيون إسلام آباد منذ وقت طويل بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية للتصدي لأنشطة المسلحين بالمنطقة الحدودية.

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى