العالم في عيون الأسد : أميركا لا تضغط عليه وإسرائيل تريده في الرئاسة ودول الخليج شريرة ومصر ضجيج بلا طحين
نشرت صحيفة زمان التركية مقالا للباحث “زيا ميرال” عن رؤية الرئيس السوري بشار الأسد لمحيطه في ظل الحراك الشعبي الذي تعيشه سورية منذ تسعة أشهر.
واعتمد الكاتب في مقاله على تصريحات ولقاءات الأسد الإعلامية وعلى تصريحات الأشخاص الذين زاروا سوريا والتقوا الاسد شخصياً، ليبني صورة لما أسماه، كيفية رؤية بشار الأسد لما يحدث حوله.
الأسد وفق الكاتب ميرال واثق من موقفه، ولا يرى حتى الأن نهاية نظامه!.
وبحسب البنود التي اوردها الكاتب / الباحث، فقد وصف رؤية الأسد كالتالي:
أولاً: هو يعتقد أن البيت الأبيض يخدع المواطنين الأميركيين بحيث يعلن تجميد أموال الأسد وعائلته فيما لا يقوم بضغط حقيقي على سورية. ويشير الأسد إلى أنه لا يوجد لديه أموال أو أملاك في أميركا وأن الرئيس باراك اوباما يعرف هذا أيضا. كما يرى الأسد أن الولايات المتحدة غير مستعدة لزعزعة حكمه والاعتماد على الدول الأخرى في المنطقة مثل تركيا.
ثانياً: يعتقد الأسد أن إسرائيل تريده أن يبقى في سدة الرئاسة وهي لن تدعم أي حملة قوية ضده.
ثالثاً: يرى الأسد أن الضغوط التركية على بلاده محدودة وأن ردود الأفعال القوية التي يظهرها حزب العدالة والتنمية هي موجهة للجمهور فقط. ولا يعتقد ان هناك ما يمكن أن تقوم به تركيا أكثر من ذلك. ويعتقد أيضاً أن العسكر في تركيا لا يزالون القوة الرئيسية في البلاد ولن تسمح للإسلاميين أخذ تركيا إلى الحرب.
رابعاً: لا يزال انعدام ثقة الأسد العميق تجاه دول عربية قوية في الشرق الأوسط مستمراً. إذ يرى الأسد أن مصر ليست بلدا في الشرق الأوسط، بل هي دولة شمال افريقية. مصر بالنسبة له تصدر الضجيج فقط لكنها لا تمتلك نفوذاً حقيقياً في المنطقة.
ويرى الأسد دول الخليج بمثابة دول شريرة ويعتقد أن مصير جميع الدول المزدهرة حالياً هو الانهيار خصوصا بعد نفاذ أموال النفط وأنهم ليسوا دول حقيقية. ويرى السعودية تشكل تهديدا خطيرا بتمويلها اللامنتهي للجماعات الأصولية.
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبلدان العربية غير جديرة بالثقة من وجهة نظر الأسد. وهو يقول ان التهديدات من جامعة الدول العربية لا ترهبه.
وأشار الكاتب ميرال ايضاً إلى أن الخطاب السياسي للرئيس الأسد لايزال يتحدث عن العروبة المثالية لا الوطنية السورية. يتحدث عن قوة وحدة العرب، ويحاول، مثل والده، أن يستحضر القومية العربية في مختلف أنحاء العالم العربي، لكنه فشل في تحقيق ذلك. وفي الواقع، وبحسب ميرال، فإن الأسد يدرك أن خطاب الوحدة العربية لا يتخطى تقريباً حدود لبنان وسورية.
ويختم الكاتب بأن قلق الأسد الأول وحذره الحالي هو من أن سيطرة القوى الإسلامية على سورية، كما يوجد لديه قلق من الاتحاد الأوربي وأميركا. ويقول أن الأسد لا يزال يبني على هذه المخاوف في محاججته لإضفاء الشرعية على القمع الوحشي الذي يمارسه بحق المحتجين..
وأضاف الكاتب أنه وبخلاف ما نراه في الإعلام فإن الأسد لديه مستويات هامة من الدعم المحلي… ويرجعه الكاتب إلى الخوف من الجماعات السنية المتطرفة ليس فقط خوفا من أن تحكم البلاد، بل ايضاً خوفاً من فرض الإسلام على الناس وهو أمر شائع حتى بين المسلمين السنة المحافظين في سورية. كما أشار الكاتب إلى خوف المسيحيين والعلويين من الحكم الإسلامي القادم.
ويخلص الكاتب إلى أن الانتفاضة السورية لم تصل لكتلة قادرة بعد على زعزعة سلطة الأسد وأن لا تغيير فوري كبير يلوح في الأفق، على الاقل حتى الآن.