كلف العاهل المغربي محمد السادس عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الفائز في الانتخابات التشريعية ليوم الجمعة الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة بعد مرور يومين اثنين على إعلان النتائج النهائية لتشريعيات الخريف من قبل وزارة الداخلية.
واستعمل رئيس الحكومة المغربية الجديد عبارات الأمل في أن يتوفق في أداء مهامه لخدمة المغاربة، معرب…
كلف العاهل المغربي محمد السادس عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الفائز في الانتخابات التشريعية ليوم الجمعة الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة بعد مرور يومين اثنين على إعلان النتائج النهائية لتشريعيات الخريف من قبل وزارة الداخلية.
واستعمل رئيس الحكومة المغربية الجديد عبارات الأمل في أن يتوفق في أداء مهامه لخدمة المغاربة، معربا عن رغبته في أن يبر بالقسم العظيم الذي أداه أمام العاهل المغربي.
وولد عبد الإله بنكيران، في عام 1954 في العاصمة المغربية الرباط، ويسكن في حي الليمون فيها، وله 6 أولاد، والتحق بالشبيبة الإسلامية سنة 1976، وحصل على الإجازة في الفيزياء سنة 1979 ثم عين أستاذا بالمدرسة العليا للأساتذة في الرباط.
وتكليف العاهل المغربي لعبد الإله بن كيران إشارة لانطلاقة المشاورات مع الأحزاب السياسية المغربية لتشكيل الحكومة المقبلة، خاصة وأن النظام الانتخابي المغربي لا يمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية المريحة في البرلمان، ومشاورات بن كيران رئيس الحكومة الجديدة تنطلق من حزب الاستقلال الذي حل ثانيا في نتائج تشريعيات الجمعة الماضية، ولن تشمل المشاورات كل من حزب التجمع الوطني للأحرار الذي أتى ثالثا بسبب إعلان الحزب عن توجهه صوب المعارضة، ولن يتشاور رئيس الحكومة المكلف مع حزب الأصالة والمعاصرة الذي حل رابعا بسبب رفض الإسلاميين التعاطي مع هذا الحزب الذي يصفونه بالمتحكم ولاستئصالي.
وتشير تسريبات إلى رغبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكبر حزب يساري، والذي حل خامسا في التشريعيات، في التوجه صوب المعارضة، خاصة وأن قياديين من العدالة والتنمية شددوا على ضرورة عدم استوزار من سبق له أن كان في الحكومة، إلا أن حزب الوردة (نسبة لرمزه الانتخابي) لا يستبعد احتمال تحالفه مع الإسلاميين، وهو ما سبق لقياديين من الحزب اليساري أن عبروا عنه بشكل واضح حتى قبل إجراء تشريعيات الجمعة الماضية.
وفي داخل حزب التقدم والاشتراكية المنتمي لما تسمى بالكتلة الديمقراطية يسود تخوف، خاصة عند ذراعه النسائي، من الحكومة التي يصفونها بالإسلامية، والتي يتخوفون من معاداتها للحريات النسائية ونضالات الحركة النسائية، إلا أن قيادة الحزب ترغب في التحالف مع الإسلاميين، ويبقى فقط الحسم على مستوى المكتب السياسي للحزب الذي حل تاسعا في التشريعيات التي عرفها المغرب.
وعلى الجانب الثاني من المشهد الحزبي تشير الأخبار إلى انهيار متسارع للتحالف من أجل الديمقراطية وخروج حزب الحركة الشعبية اليميني الذي حل سادسا في الانتخابات من التحالف، وقد يتحالف مع الإسلاميين في الحكومة على اعتبار أنه حزب تعود على الأغلبية الحكومية، ولا يضبط إيقاع المعارضة.
المعلومات المتوفرة للعربية لحد الساعة تشير إلى أن التحالفات مفتوحة على جميع الاحتمالات، خاصة وأن الإسلاميين عبروا عن فتح باب المشاورات مع غالبية الأحزاب التي أتت من بعدهم في ترتيب تشريعيات الجمعة الماضية، ما عدا حزبين اثنين فقط ينتميان للتحالف من أجل الديمقراطية.