قال العقيد رياض الاسعد أحد المتمردين البارزين على الجيش السوري ان المنشقين يستهدفون القوافل العسكرية التي ترسلها حكومة الرئيس بشار الاسد لدعم الحملة الامنية على المحتجين لتنتقل المعركة بشكل متزايد الى القوات الحكومية ردا على ما وصفها بوحشية الدولة.
وقال الاسعد لرويترز ان المقاتلين في الجيش السوري الحر وهو تجمع فضفاض لعدد من الوحدات العسكرية تشكلت من الاف المنشقين على الجيش السوري طوروا قدراتهم الاستطلاعية بما يمكنهم من عرقلة تحركات الجيش.
وفي الشهر الماضي هاجم منشقون عن الجيش ودمروا أجزاء من قافلة من المدرعات في محافظة درعا الجنوبية وفتحوا النار على مركز للمخابرات على اطراف دمشق وقتلوا ستة طيارين في قاعدة للقوات الجوية.
وقالت جماعة ناشطة ان المنشقين قتلوا أمس الخميس ثمانية اشخاص في معركة استمرت ثلاث ساعات مع قوات الامن في مركز للمخابرات في محافظة ادلب الشمالية.
وكان هذا أحدث اشتباك ضمن موجة متصاعدة من العنف دفعت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان الى القول بأن سوريا تبدو وكأنها على شفا حرب أهلية.
وقال العقيد الاسعد ان الهجمات المتزايدة تأتي ردا على الحملة العسكرية التي يشنها الاسد ضد الاحتجاجات المستمرة منذ ثمانية اشهر والتي تقول الامم المتحدة انها اسفرت عن مقتل اكثر من 4000 شخص.
وقال في مقابلة عبر الهاتف من تركيا حيث لجأ ان القوات الحكومية لم تدخل بلدة او مدينة منذ أشهر دون ان تستخدم الاسلحة الثقيلة والمدرعات والدبابات ضد السكان مضيفا أن من حق القوات المنشقة ان تتدخل لوقف القوات التي تتحرك لارتكاب انتهاكات بحق الشعب.
وقالت لجنة تابعة للامم المتحدة هذا الاسبوع ان قوات الامن السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية من بينها القتل والتعذيب والاغتصاب.
وقال الاسعد ان الدفاع في مواجهة ما وصفها بهذه الوحشية التي ليست لها حدود حق طبيعي.
وتقول السلطات السورية انها تقاتل “جماعات ارهابية مسلحة” تحاول اشعال حرب اهلية وقتلت 1100 من قوات الشرطة والجيش منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار.
وتحدثت مصادر بالمعارضة عن تزايد العمليات التي قام بها متمردون ومنشقون في الايام العشرة الماضية في حمص وحماة بوسط البلاد حيث تجري اقامة خطوط امداد حتى لبنان والى محافظة ادلب الشمالية على الحدود مع تركيا.
والمعارضة للاسد أشد شراسة في هاتين المحافظتين وكذلك في محافظة دير الزور الشرقية قرب الحدود العراقية. ونشر الاسد قوات تدعمها الدبابات في هذه المناطق.
وتكبد المنشقون خسائر ايضا خاصة في بلدة الرستن بوسط سوريا قرب حمص حيث قالت مصادر بالمعارضة ان 22 من القوات المنشقة من بينهم ضابطان قتلوا في هجوم قادته الدبابات قبل نحو اسبوعين.
ورفض الاسعد الخوض في تفاصيل خاصة بالعمليات لكنه قال ان المنشقين غيروا أساليبهم منذ بدأوا تنسيق عملياتهم قبل نحو ثلاثة اشهر عندما كانت الهجمات تستهدف على حد قوله نقاط التفتيش التابعة للشرطة.
وقال ان القوات المنشقة لا تهاجم الجنود في ثكناتهم وان نصب الاكمنة لقوات الجيش مبرر لان الدبابات تظل دائما في قواعدها ولا تتحرك الا اذا كانت في طريقها للتدمير وقتل الناس.
واضاف ان هؤلاء الجنود الذين اقسموا على خدمة وحماية الناس يؤذونهم الان وعليهم ان يتركوا الجيش ويعودوا الى صفوف الشعب.
وقال ان المنشقين الذين يصل عددهم الى أكثر من عشرة الاف جندي يحاولون ايضا استهداف مجمعات الشرطة حيث قال ان الالاف من المعارضين للاسد محتجزون وكذلك مراكز القيادة التي تقود الحملة الامنية.
ومضى يقول ان هذه المراكز أهداف مشروعة في كل انحاء البلاد وانه يتعين عليهم مهاجمتها لانها هي التي تصدر الاوامر بقمع الشعب السوري.
وشكل الجيش السوري الحر الشهر الماضي مجلسا عسكريا من تسعة ضباط منشقين يرأسه الاسعد. واصدر المجلس اعلانا يتعهد فيه بحماية الاحتجاجات السلمية واسقاط النظام وحماية المدنيين من القمع والحيلولة دون حدوث فوضى بعد سقوط النظام.
وقالت عضو بارز في المجلس الوطني السوري جماعة المعارضة الرئيسية التي تشكلت أيضا في تركيا ان رئيس المجلس برهان غليون التقى مع الاسعد في اسطنبول هذا الاسبوع.
وقالت ريما فليحان عضو المجلس ان هذا اللقاء كان الاول بين الرجلين وانهما اكدا أن دور الجيش السوري الحر هو حماية المتظاهرين والشعب السوري من هجمات قوات النظام السوري.
لكنها اضافت ان المجلس الوطني السوري يؤيد الثورة السلمية فقط وان الجيش السوري الحر ليس تابعا للمجلس.
من خالد يعقوب عويس