أميركا اللاتينية: قارةٌ باكملها عددُ سكانها يتجاوز ستمئة مليون نسمة. اقتصادها لم يتأثر كثيرا نتيجة للأزمة المالية التي هزت اميركا و أوروبا، و درجات نموها الاقتصادي عالية، رغم هذا فالتبادل التجاري و الثقافي بين العالمين العربي و اللاتيني ضئيل، خاصة ان تمت ازالة تجارة البترول من المعادلة.
الان تريد مجموعة من العرب اللاتينيين، مثل مصطفى أبو نبعة، و هو…
أميركا اللاتينية: قارةٌ باكملها عددُ سكانها يتجاوز ستمئة مليون نسمة. اقتصادها لم يتأثر كثيرا نتيجة للأزمة المالية التي هزت اميركا و أوروبا، و درجات نموها الاقتصادي عالية، رغم هذا فالتبادل التجاري و الثقافي بين العالمين العربي و اللاتيني ضئيل، خاصة ان تمت ازالة تجارة البترول من المعادلة.
الان تريد مجموعة من العرب اللاتينيين، مثل مصطفى أبو نبعة، و هو رجل أعمال فلسطيني يقطن في جمهورية الدومينيكان أن يغير من ذلك، حيث افتتح أبو نبعة بالتعاون مع مجموعة من المنظمات المدنية و الجامعات هذا الاسبوع مؤتمر يهدف الى جسر الهوة بين شعوب و منظمات المجتمع المدني في اميركا الجنوبية و العالم العربي.
منظمو المؤتمر، -و الكثير منهم من اللاتينيين من أصل عربي- يقولون إن العالم العربي اهمل اميركا اللاتينية طويلا. مشيرين إلى أن “دول العالم العربي لا تستغل اكثر من خمسة بالمئة من العلاقة الممكنة بينها و بين العرب الموجودين في دول اميركا اللاتينية منذ اكثر من مئة عام”
المشاركون في المؤتمر ضموا الرئيس الحالي لجمهورية الدومينيكان ليونيل فرنانديز، بالاضافة إلى وزير الخارجية البرازيلي الأسبق و رؤساء جامعات من دول عربية.
وقال فرنانديز “للعربية”: “إن قمة جنوب أميركا و دول الكاريبي المقامة في كاراكاس ستبحث في دعم لليونيسكو نتيجة للعقوبات التي لحقت بالمنظمة بسبب موافقة الدول الأعضاء على انضمام فلسطين للمنظمة، وكانت الإدارة الاميركية قد أعلنت انها، و بسبب قوانين الكونغرس، ستضطر إلى سحب التمويل من المنظمة إذا قامت بالاعتراف بانضمام فلسطين “كدولة” لها.
وأضاف ” سنبحث على الاغلب قضية ايجاد تمويل بديل لليونيسكو نتيجة للعقوبات التي لحقت بالمنظمة لإعتراف أعضائها بانضمام فلسطين لها.”
ويقول ابو نبعة، و الذي التقيناه في القسم التاريخي من مدينة كارتاهينا، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل سفير منظمة التحرير السابق إلى الولايات المتحدة و المغرب، حسن عبد الرحمن يريدون إقامة مركز لزيادة التعاون بين المنطقتين. الهدف الاول: تبادلات ثقافية و تعليمية بين طلبة الجامعات العربية و جامعات أمريكا اللاتينية، وهم يقولون إن الوقت لفعل ذلك هو الآن بسبب الثورات التي تحصل في العالم العربي و التي مرت بها دول اميركا الجنوبية سابقا.
سياسيا تم اهمال اميركا اللاتينية من قبل الدول و المنظمات العربية كما يقول المراقبون، رغم انهم أقرب لتطلعات الشعوب العربية.
وقال سعد أبو رحمان وهو مدير مؤسسة فلسطين الدولية ومشارك في المؤتمر: “إن فترة اوسلو أدت إلى إهمال الراوبط مع أميركا الجنوبية والتركيز بدلا من ذلك على الولايات المتحدة، و الأن يعود التركيز إلى أميركا الجنوبية مرة أخرى، ولو جزئي، بعد ان فشلت العلاقة مع اميركا في انشاء دولة فلسطينية.
مؤخرا قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة لمجموعة من دول أمركا اللاتينية لاقناعها بالتصويت لصالح فلسطين في مجلس الامن. كولومبيا و التي لها مقعد غير دائم في مجلس الأمن قالت إنها لن تصوت لصالح القرار، فكولومبيا هي أكبر متلق للمساعدات العسكرية الاميركية خارج الشرق الاوسط. خلال الأعوام العشرة الماضية، حيث حصلت على ثمانية مليار دولار، ووافق الكونجرس الاميركي هذا العام على اتفاقية تجارة حرة مع كولومبيا.
رغم هذه التحديات فهناك فرصة سياسية و اقتصادية و ثقافية بين المنطقتين يجب ان لا تفوت كما يقول عبد الرحمن “الحركات التي كانت مساندة للفلسطينيين والتي كانت تعمل ضد الحكومات في اميركا اللاتينية قبل عقود اصبحت الان هي الحكومات” و بالتالي داعمة لطموحات الفلسطينيين.