دمشق ترفض قرار حقوق الإنسان
جلسة الأمس من اجتماع مجلس حقوق الإنسان بشأن الوضع السوري (رويترز)وصفت السلطات السورية اليوم السبت قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأنه سياسي ويحرض على استمرار “أعمال الإرهاب” ضد النظام، وذلك في أول رد فعل من جانب دمشق على القرار الذي أدان انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام بشا…
جلسة الأمس من اجتماع مجلس حقوق الإنسان بشأن الوضع السوري (رويترز)وصفت السلطات السورية اليوم السبت قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأنه سياسي ويحرض على استمرار “أعمال الإرهاب” ضد النظام، وذلك في أول رد فعل من جانب دمشق على القرار الذي أدان انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام بشار الأسد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر في الخارجية السورية قوله إن قرار مجلس حقوق الإنسان “جائر ويتصف بالتسييس الصارخ، ويهدف إلى التحريض على استمرار أعمال الإرهاب“.
يأتي ذلك بعدما ندد مجلس حقوق الإنسان أمس الجمعة بـ”الانتهاكات الواسعة والمنهجية والجسيمة” لحقوق الإنسان والحريات الأساسية في سوريا من قبل السلطة الحاكمة، وقراره إحالة تقرير لجنة التحقيق إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتحديد “التحرك الملائم“.
وخلص المجلس، المؤلف من 47 دولة في قرار اعتمدته أغلبية كبيرة (37 مقابل 4 معترضين و6 ممتنعين عن التصويت)، إلى استحداث منصب “مقرر عام لحقوق الإنسان لسوريا”، وأوصى بضرورة إطلاع المنظمات الدولية الأساسية على التقرير.
وتزامن القرار مع توسيع الاتحاد الأوروبي نطاق عقوباته على النظام وقائمة الشخصيات المشمولة بها لتشمل 12 شخصية جديدة، بينها وزير المالية محمد جليلاتي والاقتصاد محمد نضال الشعار، بالإضافة إلى عسكريين بينهم الجنرال فهد الجاسم.
وكان ممثلو الدول قد تعاقبوا على الحديث حول الشأن السوري، حيث أدانت ممثلة الولايات المتحدة شامبرلين دوناهيو بأشد العبارات عمليات الاعتقال العشوائية المتواصلة والتعذيب للمتظاهرين السلميين، بينما اعتبر المندوب الروسي فاليري لوشخشينين أن المجتمع الدولي يتلقى صورة أحادية الجانب عما يجري في سوريا.
مطالب وتحذيرات
نافيبيلاي تتحدث مع رئيس لجنة التحقيق
في الوضع السوري باولوبينهيرو (رويترز)
وفي السياق ذاته، دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي -في كلمتها الافتتاحية- المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات “عاجلة وفعالة” لحماية الشعب السوري، محذرة من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية.
وقالت بيلاي إن حربا أهلية بكل الأبعاد ستندلع في سوريا “إذا لم تتوقف الآن عمليات القمع القاسية المستمرة من جانب السلطات السورية“.
غير أن المتحدث باسم المسؤولة الأممية روبرت كولفيل أوضح للجزيرة في وقت سابق أن من الصعب توصيف الوضع في سوريا على أنه حرب أهلية، إلا أنه يتجه بالتأكيد نحو ذلك.
وتحدثت بيلاي عن التقرير الذي قدمته لجنة التحقيق الدولية التي فوضها المجلس الاثنين وخلص إلى أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات الأمن السورية، معتبرة أنه “يعزز الحاجة الملحة لمحاسبة” النظام في دمشق.
واتسقت هذه الدعوات مع مطالبة نائب الرئيس الأميركي للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، وإشادته بقيادة تركيا المجاورة، وقال جوزيف بايدن -في مقابلة مع صحيفة حريت التركية- إن “الموقف الأميركي من سوريا واضح، لا بد من أن يوقف النظام السوري قمعه لشعبه، وعلى الرئيس الأسد التنحي“.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة فقد قتل أكثر من أربعة آلاف مدني منذ مارس/آذار الماضي في سوريا، من بينهم 307 أطفال، بينما تؤكد الحكومة السورية أن 1100 من رجال الشرطة والجيش قتلوا خلال هذه الفترة أيضا.