مدت الايادِ ألاثمه كما هي كل مرة لتخطف الإبطال وتنقلهم شهداء إلى ربهم بعد معاناة الدنيا وثقل الحمل لينتقل إلى جوار ربه راضيا بما قسم الله له ، ولكن تبقى اللعنة تطارد أولئك الخفافيش الظلمة الذين مدت أيديهم إلى رجل يملك كل مقومات الرجال.
هكذا كانت الحكاية حكاية الدرب للإبطال والمسيرة التي مشى عليها كل المضحين في سبيل الله ولا نحصرهم هنا ولا نريد إن نذكر احد فننسى الآخرين ،بل نقول : إن العين تدمع والقلب يحزن وهي سنه الله قد ذهب الشهيد وفاز بما حصل ولكن سوف يتعب من بعده الآن هو يتنعم بما حصد وكانت زرعته سنابل
فوصل بعد نهاية المسيرة وقدم كل ما يملك وكان دوؤبا نشط في عمله حريصا على إخوانه متفاني لخدمتهم كان طليق الملقى بشوش الوجه والمحيا، لا يرد احد طرق بابه، يقف مع كل أصدقائه وإخوانه يعطي جل وقته لدعوته وإخوته يشهد له القاصي والداني بما يملك من روحه المرحة ، والتي تغمر كل ما عاشرة ومشى معه ، لم يؤذ يوما احدا حتى ولو بكلمه وكان يحب مساعده كل الناس دون استثناء وحبه للخير لا يقف عنده حدود كان سباق في مجال الإبداع وتقديم كل ما يستطيع من اجل أحبته ولا يمكن للتاريخ إن ينسى بطولاته التي سوف تذكر ويكون التاريخ سجلا حافلا له كما سطر للإبطال الذين كتبوا بماء الذهب تاريخهم الناصع الذي لا يمكن تجاهله بل هو شيء مشرف نفتخر نحن إن نكون معهم في يوم ما آو نتمنى إنهم ذكرونا في يوم عندما حصلوا على هذه المكانة العظيمة التي لا ينالها أي واحد .
لقد اتعب من خلفه، وهو فاز بمنزله كبيرة ورفيعة عندما نال الشهادة تذكرت أيام قضيناها معا في أحلك الظروف وأصعبها وكان لا يبالي ويقول “خليها على الله ومياخذ الروح إلا إلي منطيها” وكان يحب المزح ودائما يستقبلنا بوجه بشوش ضاحك فكان اسما على مسمى ضياء وهو ضياء ذلك الشاب الذي وقف وقفات في درب الحق وعرف الدين واتبع النهج القويم ولم يتوان في ذلك ، وسخر وقته ونفسه من اجل ذلك وكان حريص كل الحرص على الإخوة ويتمتع بشخصية شفافة ،متحركا وكان يهتم بشؤون الآخرين ويقدم الخير فيجده ، تمنى إن يلحق بإخوته وكان يقول هذه جنازة أخوته يتمنها كل واحد وتمنى ان تكتب به قصيدة وهذا ما حصل، وهناك الكثير من المواقف التي تعرضنا اليها معا.
أخيرا نقول الى جنات الخلد يا آخانا ضياء وإنا لفراقك يا أبو عبدالله لمحزونون ندعو لك بالمغفرة والرحمة ونقول هنئيا لك الشهادة وندعوا الله اليك القبول وان يرحمك وترى خيرا من اهلك وصحبك وبيتك.
ونلتقي بأذن الله في جنات الخلد عند مليك مقتدر.