أرشيف - غير مصنف

إيران هددت حماس بوقف المساعدات العسكرية والمعونات المالية بعد قراراها بمغادرة دمشق

 

زعمت صحيفة ‘هآرتس’ الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الاثنين أن قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدأت بمغادرة العاصمة السورية، دمشق، في الأيام الأخيرة، وبالمقابل تقوم القيادة بفحص إمكانية الاستقرار في إحدى العواصم العربية، وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنها تلقت المعلومات من مصادر فلسطينية وصفتها بالعليمة، وتابعت أن قرار قادة حماس جاء على الرغم من الضغوطات الجمة، التي تُمارس عليها من قبل النظام الإيراني بضرورة إبقاء القيادة في دمشق، وعدم طعن الرئيس السوري، د. بشار الأسد، بالظهر، وبحسب المصادر عينها، فإن إيران مررت رسالة واضحة لرئيس الدائرة السياسية في حماس، خالد مشعل، جاء فيها أنه في حال مغادرة قيادة حماس دمشق والاستقرار في عاصمة عربية أخرى، فإن الحكومة الإيرانية ستُوقف المساعدات والمعونات المالية والعسكرية التي تُقدمها منذ سنوات عديدة للحركة.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنه في هذه الفترة بالذات يقوم المسؤولون من حركة حماس، الذين يُصنفون على أنهم من قيادات الصف الثاني والثالث بترك العاصمة السورية، في ما يُواصل قادة الحركة، وفي مقدمتهم مشعل، زيارة العاصمة السورية من حين إلى أخر لعدم فضخ القضية، على حد تعبير المصادر الفلسطينية التي تحدثت للصحيفة الإسرائيلية، كما لفتت المصادر نفسها إلى أن قادة الحركة التقوا في دمشق بقيادات التنظيمات الفلسطينية، التي لا تنضوي تحت إطار منظمة التحرير.

وبحسب التقرير الصحافي الإسرائيلي فإن القادة الذين تركوا العاصمة دمشق هم أعضاء الدائرة السياسية في حماس، وأيضًا قادة الجناح العسكري في الحركة، الذين كانوا حتى قبل وقت قصير يتخذون من سورية مقرًا لهم، وأشارت المصادر إلى أن من تركوا دمشق، فعلوا ذلك برفقة أبناء عائلاتهم، ومنهم منْ وصل إلى قطاع غزة، وزعمت المصادر أنه في حقيقة الأمر، فإن ما فعلته حركة حماس، كان عمليا هروبا من دمشق، بسبب خشية قادة الحركة من سقوط النظام السوري على خلفية الاحتجاجات التي تعم سورية منذ عشرة أشهر، وأن هذه الخطوة هي بمثابة ترك الرئيس الأسد، الذي كان وما زال الحليف الأهم للحركة في العالم العربي، على حد وصف المصادر الفلسطينية.

وساقت المصادر قائلةً، كما أفادت الصحيفة العبرية، أن قادة دمشق وطهران حاولوا فحص هذه الظاهرة، أيْ مغادرة دمشق إلى غير رجعة، إلا أن القادة نفوا نفيًا قاطعًا أنْ يكونوا قد قرروا مغادرة دمشق بصورة نهائية. ولكن صالح العاروري، من قادة حركة حماس في الخارج قال للصحيفة الإسرائيلية أمي ردًا على الأنباء التي ترددت عن مغادرة قادة الحركة لدمشق، إنه لا أساس من الصحة لهذه الأنباء، وأنه لا يوجد قرار لدى الحركة بمغادرة العاصمة السورية، مع ذلك، أضاف العاروري، أنه من المحتمل أن بعض العائلات من حركة حماس قامت بالسفر من دمشق لدوافع شخصية وليست سياسية، ولا تتعلق بما يحدث في سورية، وإنما الحديث يدور عن أمر طبيعي، ليس إلا.

وزاد القائد الحمساوي، وهو من أعضاء المكتب السياسي للحركة قائلاً إن قادة حماس يتواجدون في دمشق، وأن العلاقات مع النظام ممتازة، وكذلك العلاقات مع الشعب السوري ممتازة، لافتًا إلى أن حماس تحترم جميع السوريين، ولا توجد أي نية دلى حركة حماس بالتدخل في الشؤون الداخلية في سورية، ولكن المصادر الفلسطينية أصرت في حديثها للصحيفة الإسرائيلية على الزعم بأن عددا من قادة حماس في قطاع غزة طالبوا مؤخرا القيادة السياسية للحركة بالتنصل من العلاقة مع سورية بسبب سفك الدماء والمس السافر لمواطني الدولة السورية.

واستطردت الصحيفة الإسرائيلية قائلةً إنها علمت من مصادر فلسطينية وصفتها بعالية المستوى أن حركة حماس اتخذت القرار بمغادرة دمشق دون إبلاغ القيادة السورية بذلك، لافتةً إلى أن القرار تم اتخاذه بعد الانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها الحركة بسبب موقفها من النظام السوري، وزادت المصادر إن مواصلة النظام قتل المواطنين الأبرياء والعزل، واستمرار المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري أدخلت قادة الحركة في قضية شائكة، وبعد دراسة الموضوع، قررت الحركة مغادرة دمشق، وبذلك الإعلان عن تمسكها بحركة الإخوان المسلمين، التي تعتبر حركة حماس جزءا منها، وترك الرئيس الأسد، على حد قول المصادر.

وجاء أيضا أن قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سورية وفرض العقوبات الاقتصادية عليها، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير من قبل حركة حماس، وعليه، أضافت المصادر، تم اتخاذ القرار بسرية تامة من قبل قادة حماس بمغادرة سورية، ولكن الحركة قررت إبقاء القادة الكبار في العاصمة السورية، والمحافظة على علاقة ما مع النظام السوري، حيث يقوم القادة وفي مقدمتهم مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق والعاروري وعزت الرشق بمغادرة سورية ومن ثم العودة إليها، على حد زعم المصادر.

وتابعت الصحيفة العبرية قائلةً، نقلاً عن المصادر الفلسطينية نفسها، إن النظام الحاكم في طهران مارس ويُمارس ضغوطات جمة على حركة حماس للبقاء في سورية، كما أنه هدد أنه في حال عدم رضوخ القيادة لهذا المطلب، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستُوقف المساعدات المالية للحركة، كما أنها ستُوقف مد الحركة بالعتاد والأسلحة العسكرية، وأيضا إلغاء التدريبات التي يُجريها عناصر الحركة في إيران، وإلغاء التدريبات التي يُديرها عناصر من الحرس الثوري الإيراني في قطاع غزة، وأوضحت المصادر أن التهديد الإيراني كان حادا للغاية وغير قابل للتأويل، ولفتت إلى ما كان قد صرح به رئيس المجلس الوطني السوري، د. برهان غليون، لصحيفة أمريكية بأن النظام الجديد في سورية بعد إسقاط نظام الأسد، لن يُحافظ على الحلف الإستراتيجي بين سورية وإيران.

زر الذهاب إلى الأعلى