أكد المخرج خالد يوسف في حواره مع “بوابة الأهرام” أن الشعب المصري إذا لم يأخذ كل حقوقه قبل حلول تاريخ 25 يناير 2012 سوف تمتلئ الميادين بالمتظاهرين مرة أخرى، نظراً لعدم تحقيق الثورة أهدافها الكاملة حتى هذه اللحظة بسبب المجلس العسكرى من ناحية وانشغال النخب السياسية بتحقيق مصالحها.
ورغم أن تأخير طرح فيلمه “كف القمر” امتد لعام، حيث كان من المقرر عرض…
أكد المخرج خالد يوسف في حواره مع “بوابة الأهرام” أن الشعب المصري إذا لم يأخذ كل حقوقه قبل حلول تاريخ 25 يناير 2012 سوف تمتلئ الميادين بالمتظاهرين مرة أخرى، نظراً لعدم تحقيق الثورة أهدافها الكاملة حتى هذه اللحظة بسبب المجلس العسكرى من ناحية وانشغال النخب السياسية بتحقيق مصالحها.
ورغم أن تأخير طرح فيلمه “كف القمر” امتد لعام، حيث كان من المقرر عرضه في يناير الماضي إلا أن أحداث كنيسة القديسيين ومن بعدها ثورة 25 يناير أجلت طرحه إلا أنه جاء متماشياً مع الأوضاع التى يمر بها الوطن العربي لكون الفيلم يحمل بداخله إشارات غير مباشرة إلى فكرة المواطنة بين مصر وأشقائها العرب.
خالد يوسف كشف في حواره مع “بوابة الأهرام” أنه كان لديه تنبؤ بما سيحدث في مصير مصر والوطن العربي، لأنه كان من المستحيل أن تستمر الأوضاع على ما هى عليه لذلك قرر أن يقدم فكرة فيلمه “كف القمر” مؤكداً أنه كان من المستحيل أن يقوم بتنفيذها حالياً بعد التغييرات التى شهدها الوطن العربي.
حوار “بوابة الأهرام” مع المخرج خالد يوسف ٢
كما أعلن تأييده التام لحمدين صباحى مرشح الرئاسة المحتمل مؤكداً أنه الأقدر على استعادة دور مصر التاريخى في المنطقة العربية..وهناك تفاصيل أكثر في هذا الحوار.
– أسألك في البداية عن رؤيتك للمستقبل الحالى لمصر خاصة أنك غالباً يكون لديك تنبؤ بالواقع كما يحدث في أفلامك؟
أعتقد أن مصر حالياً تقف في منطقة مرتكبة ولكنى على يقين كبير أن هذه الأمور ستصحح قبل يوم 25 يناير 2012 لأن الشعب المصري لو لم يأخذ حقوقه حتى هذا التاريخ “لن تبرح الميادين حتى تتعدل كل الأمور”.
– أفهم من ذلك أنك تعتقد أن ثورة 25 يناير لم تحقق أهدافها حتى الآن؟
بالتأكيد فالثورة قامت في الأساس من أجل “الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية” ولكن مع الأسف لم يتحقق إلا القليل جداً ، وهذا لا يعنى أننا نرجع للخلف مرة أخرى، فالشعب المصري أنجز ثورة من أعظم الثورات التى ستصل إلى مرساها بإرادته هو فقط وليس بإرادة النخب السياسية أو المجلس العسكرى.
– لكنى ألاحظ أنك ابتعدت عن التواجد في الميدان في الفترة الأخيرة؟
بالتأكيد وهذا أمر طبيعى “لأنى ببساطة مكنتش بتواجد في الميدان علشان آخد كريدت أو موقع سياسي مهم” أنا كنت في التحرير لأنى مواطن ثائر على الظلم والفقر مثلى مثل 85 مليون مصري.
– كيف تقييم فكرة إجراء الانتخابات البرلمانية في الوضع الحالى المرتبك لمصر؟
أراها انتخابات مرتبكة مثل الواقع الذى نعيش فيه بعد ثورة يناير ، فالثورة لم تسير في النهج الذى خرج الثوار من أجله وهذا بسبب المجلس العسكرى من ناحية والقوى والنخب السياسية من ناحية أخرى التى بحثت على مصالح ذاتية لها دون أن تنظر لصالح البلد، لكنى مازالت متفائلا لثقتى ويقينى وإيمانى بالشعب المصري في تصحيح مساره.
– تعتقد أن هذه الانتخابات هى الأسوء في تاريخ مصر؟
بالتأكيد عمرها ما هتكون الأسوأ لأنه يمارس فيها قدر كبير من الديمقراطية ليس فقط من حيث فكرة الابتعاد عن التزويير ولكن في تهيئة المناخ العام نفسه للمواطن في الاختيار ، وإذا عودنا إلى ثورة 1952 فنرى أنها إذا كانت بعد إسقاطها الملكية وإعلانها الجمهورية عملت انتخابات دون أن تغير أى شىء في التركيبة الاجتماعية “كانت التركيبة اللى موجودة قبل الثورة من الإقطاعيين والذين يملكون 100 فدان وغيرهم لما هيترشحوا الناس هتنتخبهم غصب عنهم” لذلك كان أول قرارات الثورة بعد شهرين من قيامها إعلان قانون الإصلاح الزراعى والحديث عن حقوق العمال والفلاحين والحد الأدنى للأجور “يعنى ببساطة أعطت الناس حقوقها علشان يكون لهم حق في اختيار الحرية” لكن بعد ثورة يناير مفيش حاجة من دى حصلت وكان مفروضا يكون في مناخ مهيأ للتيارات السياسية والأحزاب أنها تنضج وتعبر عن نفسها.
– خالد يوسف بشعبيته الكبيرة في الميدان ولدى الجمهور لماذا لم يفكر في ترشيح نفسه في الانتخابات البرلمانية؟
لأنى معنديش أى طموح سياسي فأنا فنان وسأظل ذلك ، وأنا أديت دورى كمواطن في الثورة مثل الـ 85 مليون مصري بالضبط ثم عدت ثانية إلى موقعى الأصلي.
– تعتقد أن مرشح الرئاسة قد ظهر أم لا؟
منذ البداية وأنا أعلن تأييدى التام لـ حمدىن صباحى.
– لماذا؟
بشوفه طالع من طين الأرض مثله مثل عشرات الكادحين اللى وقفوا في الطابور علشان يخدوا مرتبهم واللى انتظر في محطة القطر وعانى في شراء الخضار علشان لاقاه سعره “غالى” عليه، لذلك فهو قادر على التعبير بالسواد الأعظم الذى يعيشه الناس ويستطيع أن يرجع لهم حقوقهم إضافة إلى أن لديه رؤية حقيقية في إمكانية استرجاع دور مصر التاريخي في المنطقة وهذا أمر ضرورى.
– أراك في الفترة الأخيرة تحاول تقديم أعمال فيها تركيبة تشير بشكل كبير إلى تراثنا المصري من حيث الموضوع أو حتى في فكرة إدخال أغان تراثية ..هل أنت قاصد أنت تقدم هذه التركيبة في أفلامك؟
أنا أعتقد أننا لدينا في الموروث حاجات عظيمة جداً غابت عن تشكيل وجداننا ،وبالتأكيد لما بنطلع حاجة من التراث بتاعنا بنساهم في تشكيل فكر ووجدان الجيل الجديد “يعنى لما يتغذوا بحاجة من مورثنا القديم منذ صغرهم أكيد هيختلف بنايانهم عن اللى اتربوا على الموجة الجديدة” ،وأنا فعلاً بكون قاصد أن أقدم التركيبة دى في أفلامى.
– فكرة فيلم “كف القمر” ترمز للمواطنة بشكل كبير ..لماذا فكرت في تقديم هذا الموضوع قبل الثورة.. هل كان لديك إحساس بحدوث تغيير في مصير مصر وأشقائها العرب؟
بالضبط أنا فعلا كان قلبي حاسس أن فى حاجة هتحصل “زى ماحسيت بحاجات في أفلام اللى الفاتت وفعلاً بتحصل دلوقتى”، وأذكر أن المونتيرة غادة عز الدين عندما جاءت تعمل كليب به أجزاء من أفلامى ووضعت عليهم أغنية ناس كتير اعتقدوا أن هذه مشاهد حقيقية من الثورة، والحقيقة أنا كنت مستشرقا بأن في طاقة أمل جايه ، وأنى متفائل بالجيل الجديد لذلك حتى في أحداث فيلم “كف القمر” أول من بادر بالحل هو الأخ الأصغر الذى يجسد دوره هيثم زكى، “ولو مشيت على قراية بعض النقاد أن قمر “مصر” ودول ولادها فهيكون جيل الشباب هو اللى بدأ بالبناء كما حدث في ثورة يناير ولو مشيت. وراء نظرة الآخرين أن “قمر” هى الأم العربية وابنها “ذكرى” الذى يجسد شخصية الأخ الأكبر هو مصر فبرضوا هتلاقي أن الأخ الأصغر هو اللى بدأ شرارة الخير في رمز وإشارة إلى دولة “تونس” التى انطلقت منها شرارة الثورة الأولى في البلدان العربية. هذا بالإضافة إلى أنى دارس تاريخ مصر كويس وده بيخلينى أحلل الواقع فالأوضاع في مصر لايمكن أن كانت تستمر عما كانت عليه وكان تحليلي “أن مصر لابد أن تبعث من جديد” وأتذكر أن هذا كان محل نقاش بينى وبين الناقد سمير فريد في ديسمبر من العام الماضي بعدما شاهد الفيلم.
– شخصية “ذكرى” في الفيلم والتى ترمز لـ مصر كان التركيز على مساوئها بشكل كبير طوال الأحداث …لماذا؟
مش أنا اللى ركزت ولا السيناريست ناصر عبد الرحمن ، لكن إخواته الباقين في الفيلم هما اللى دائماً محملينه كل أخطائهم،وهذا هو الطبيعى لأن الكبير دائماً لابد أن يتحمل المسئولية ويصحح أخطاء الصغير وهذا ماحدث مع مصر التى تعتبر إقليم القاعدة في المنطقة العربية فعندما حدث خلاف بينها وبين باقي الدول العربية الموجودة بجوارها كلهم حملوها السبب في الفرقة العربية ، واتهموها بأنها هى التى أدارت ظهرها للعرب وتخلت عن دورها التاريخى في المنطقة.
– فيلم “كف القمر” جاء خالياً من أية مشاهد جريئة كما كان يحدث في أفلامك من قبل هل كنت قاصداً ذلك؟
والله أنا عمرى ماعملت إثارة في أفلامى “هيا بس في بعض الناس كانت بتختزل مجهودى ونجاحى في الدقيقة أو الاتنين اللى بتخرج قدمهم على الشاشة ويسيبوا بقيت الفيلم” ، والدراما هنا في فيلم “كف القمر” لايمكن تقديمها إلا بهذا الشكل “وأنا مبحشرش مشاهد” والدراما في أفلامى السابقة مكنش ينفع تتنفذ غير بالشكل ده “يعنى مفيش لقطة أنا عملتها في حياتى مش مقتنع بيها” ولو جيه فيلم تانى جديد مفروض أنفذ فيه المشاهد اللى بيقولوا عليها جريئة هعملها برضوا بمعنى أنى لم أصغ إلى كلام ناس معرفش أيه دوافعهم في الهجوم عليا.
– هل تشعر أن فيلم “كف القمر” ظلم بعرضه في موسم عيد الأضحى خاصة وأنه طرح معه عدد من الأفلام الكوميدية؟
أكيد الفيلم اتأثر والحقيقة موزع الفيلم كان عنده رغبة أننا مننزلش به في الموسم ده لكنى أصريت على طرحه وقولت له إننى سبق لى وطرحت فيلمى في العيد وحققت إيرادات فقال لى “أيوة بس إنت منزلتش قبل كده مع أفلام كوميدى” وبالفعل كانت وجهة نظره مضبوطة لأن الناس فعلاً كانت مشحونة ومحتاجة تشوف لمحة ضحك في حياتها.
– رغم حالة الصمت التى التزمتها في خلافاتك مع غادة عبد الرازق طوال الفترة الماضية إلا أنك قررت أن ترد عليها أخيراً ؟
الحقيقة أنا سكت كتير، ولكن بعض الناس قالت لى إن سكوتى بيأكد ما ادعته غادة من أقاويل حول حذفي مشاهد لها من الفيلم مما اضطرنى أن أرد على اتهاماتها في لقاء تليفزيونى عليها وقررت أن أغلق هذا الباب “هي بقي عايزة تصنع شو إعلامى لنفسها فهذه حريتها الشخصية”لأن هذه المشاكل أتفه من أنى أرد عليها أو أشغل تفكيري بها، وبعدين في 10 شخصيات شافوا الفيلم في ديسمبر الماضي من بينهم المنتج جابي خورى،الكاتب يوسف زيدان ومجدى الجلاد والناقد سمير فريد،وأحمد المسلمانى ونجيب ساويرس ووجدوا الفيلم زى ماهو.
– لكن تعتقد أن خلافاتكم في الآراء أيام الثورة هى التى وصلت الأمور بينكم لهذه الدرجة؟
حتى هذه اللحظة أنا مش عارف ومش عايز أحلل حاجة ومعنديش طاقة أقعد أفكر في أمور لاهتفيدنى ولاهتفيد الناس بشىء.
– هل أنت اتخذت قرارا نهائيا بعدم العمل مع غادة عبد الرازق مرة أخرى؟
آه طبعا عمرى ماهشتغل معها تانى.
– ألم تفكر في تقديم أفلام في إطار اجتماعى بعيد عن التيمة التى صاحبت أفلامك الأخيرة كما سبق لك وقدمت من قبل فيلمك “جواز بقرار جمهورى”؟
لا خالص مش بفكر في ده، وأنا مثلا فيلمى الجديد اللى دخله “سره الباتع”هو تركيبة بين التاريخ والواقع الحالى.
– صحيح أن “سره الباتع” سيتم تقديمه في فيلم ومسلسل؟
نعم فأنا أقوم حالياً ومعى السيناريست ناصر عبد الرحمن بكتابة سيناريو الفيلم، والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن يقوم بكتابته في شكل مسلسل، والأحداث بصفة عامة بتدور حول الحملة الفرنسية ولكن هناك أشياء مرتبطة بالواقع الحالى.
– أوشكنا على مرور عام على ثورة يناير ..هل تعتقد أن شكل السينما سوف يتغير خلال الفترة المقبلة؟
لازم يتغير بالتأكيد لكن منتصورش أنه سيختلف فوراً ، لأن السينما من أدوات التعبير الإنسانى التى لابد أن تأخذ فترة في تطوير نفسها “والمتغير اللى على أرض الواقع بعد ثورة يناير لن يكون له مرد في السينما إلا بعدها بسنوات” لذلك سيستمر حال السينما بتقدم أفلام شبه اللى اتقدمت قبل كده لفترة معينة ثم يحدث التغيير.
– هل توافق على إقحام مشاهد الثورة في كل عمل سينمائي؟
أنتِ بنفسك قولتِها إقحام ، بالتأكيد أنه أمر مرفوض طالما أنه شىء غير طبيعى داخل الأحداث.
– كم يحتاج خالد يوسف من الوقت لكى يقدم عمل عن الثورة؟
السينما زى الرواية لازم تاخد وقتها في الاستيعاب والابتعاد عن الحدث، وإلا هتكون الأعمال التى نقدمها أشبه بالتحقيق الصحفي أو الفيلم التسجيلى، ومثلا أنا لو عملت فيلما عن الثورة دلوقتى ومخرج آخر قدم ذلك “فأين سيوجد الاختلاف” فكلنا سنكون شبه بعض.
– هل صحيح ما يتردد عن مقاطعتك لـ ماسبيرو بعد الأحداث الأخيرة التى جرت به في أكتوبر الماضي؟
إطلاقاً أصل ماسبيرو ده بتاعنا إحنا والشعب المصري كله، وهذا المبنى له حقوق علينا أننا نظهر فيه كفناني فأنا مقدرش أتواصل مع الناس عن طريق الفضائيات وأقول إنى واصل إليهم لأن التليفزيون هو الجهاز اللى بوصل من خلاله للناس في كل نجع وقرية لكن أختلف وأنتقد سياسته هذا أمر مختلف.
– كيف ترى حل أزمة ماسبيرو أو الإعلام المصري بصفة عامة حالياً؟
زمان أحمد فؤاد نجم قال” نحتاج نشتاق لحاجات من فوق الوصف وفوق الحصر.. نحتاج أن الثورة تبنى وتهد الدنيا في مصر” ماسبيرو ده مبنى لازم يتهد ويتبنى من أول وجديد لأن الميكانزمات بتاعته غير قابلة للإصلاح.
رابط دائم: