بروح الربيع انجلت البصائرُ
جناحُ الليلِ ْسوادهُ للسرِ ساترُ
الدمعٰ ّيتركُ بالذائقاتِ جوىٍ و اثرُ
و ان ّصبتْ الأقدارُ ُشرورها علينا
فعلمْ مصابكٓ نصيبٌ مكتوبٌ مقدرُ
مضتْ الايامُ ّعليها ْدمعكٓ ْساكبٌ
و ِلدهركٓ ْشاكٍ ّقلةٌ ْمانِحُها القدرُ
الكلُ كادحٌ لمرادٍٍ فيهِ يفني ّعمرهُ
يقضيه أملاً بسعدٍ ُيجني الدررُ
وما الغبطةُ في الدنيا بغير أقدامٌ
بختنا ملل من ايامٍ ملؤها الضجرُ
و منا من يطمحُ للعلى بكل ّجدٍ
يلاطمُ الدُنيا لجاجها براً و بحرُ
ُمبتسمٌ يهوى الشواهقٓ و لها ُمكرٌ
و ُمبصرٌ ضبابٓ الحصباء ُمفرُ
لو انت الكريمُ بحقٍ لحسنىّٓ
في ُدنيا الوجودِ مْالُكٓ هو الأغرُ
ان لم تكن ْٓسخياً و لخيركٓ واهبٌ
تناهشتكٓ العوادي كبرٌ و صغرُ
ّطيّبُ السلوةِ قلبهُ و الثغرُ باسمٌ
للهوى طرفهُ و له يميلُ النظرُ
الناسُ تهوى الآنسةُ و ْسلوتها
و يبعدهمُ سؤ ما ّٓيفتريهِ البشرُ
ّطلبُ المرِّ من الاحرارِ لو ّـخيرتهم
بينهُ وبينٓ ْما هو ّعليهمُ أمرٌ امرُ
الناسُ للكمالِ و الجمالِ ُجموحها
وموكبُ الوجودِ مع المعامعِ ْسائرُ
كم ّعظيمٍ بصدر المنايا ْبددهُ الثرى
و حليمٌ يعلو على ِّجناح الخلدِ طائرُ
الخسيسُ للكثيرِ ْبشرارٍ نارهِ
و الكريمُ بقليلِ الحقِ قانعٌ شاكرُ
لو الشعوبُ بالسيوفِ تناحرتْ
ُنفختْ ناراً بجمرِ الاجيالِ تستعرُ
و إذ هي اختارتْ للمجدِ طريقاً
بوحدةْ المصيرِ ْتصبوُ ولها ُمستقرُ
فمن ّيدفعّ الضررٓ ّعن ْمدائنها
الجندُ يقتلها و ٌٓحاكمها ٌجّٓائرُ
الكرامُ بالعزةِ تشمخُ هاماتها
هل تشحذُ المنونٓ و ُطفلها ثائرُ؟
يا من يده بدم الشهيد اغتسلت
ما جرمُ صغارُ الصبا و الحرائرُ؟
اختلطتْ أوراقُ الخريفِ ّهاويةً
و انجلتْ ِبروحْ الربيعِ البصائرُ
اينّ النخوة يا أحفادّٓ الكرىّ
لا ّٓربيع لنا و ُصبحنا ليسٓ ُمبكرُ ؟
علي خليل حايك