فيسك: الصحفيون الغربيُّون يتجاهلون احتجاجات بلادهم
انتَقَد الكاتب الصحفي روبرت فيسك الصحفيين الغربيين، بسبب ما وصفه بتجاهل الاحتجاجات التي تقوم بها الشعوب الغربيَّة ضد حكوماتها، بعد أن شعرت بالديمقراطيَّة “المزيفة”.
ووصف الكاتب في مقاله بصحيفة “ذي إندبندنت” تغطية المراسلين الأجانب للاحتجاجات في العالم العربي بالهراء، موضحًا أن وجه الشبه الحقيقي بين ثورات العرب والغرب قد تَمَّ تجاهله وتفاديه من قبلهم في الوقت الذين يحرصون فيه كل الحرص على تمجيد الثورات ضد الحكام المستبدين العرب، ويتجاهلون الاحتجاجات ضد الحكومات “الديمقراطيَّة” الغربيَّة، ويحطون من شأن تلك الاحتجاجات، بدعوى أنهم فقط ينقلون آخر صراعات العالم العربي.
أما الحقيقة -يتابع فيسك- فهي غير ذلك، لأن الذي دفع العرب للخروج بعشرات الآلاف ومن ثم الملايين إلى الشوارع في الشرق الأوسط هو المطالبة بالكرامة ورفضهم القبول بأن تتملك العائلات المالكة بلادهم.
وأشار إلى أن الشهداء العرب سقطوا ليثبتوا أن بلادهم ملك للشعب فقط، ولكن ما يحدث في الغرب -وفقًا لفيسك- هو حركات احتجاجية ضد المصرفيين والحكومات، لأن الشعوب شعرت بعد حين أنها تعرضت لخداع الديمقراطيَّة المزيفة.
ويمضي قائلا: إن الشعوب الغربيَّة انتخبت الأحزاب السياسية التي سلمت فيما بعد تفويضها الديمقراطي وسلطة الشعب إلى البنوك وتجار المشتقات الماليَّة ووكالة التصنيف الائتماني.
ويوضح أن المالكين الثلاثة الجدد للسلطة، بدعم من زمرة “غير مخلصة” من الخبراء والباحثين من جامعات أمريكيَّة عريقة، يؤكدون رواية أن هذه الأزمة هي أزمة العولمة وليست خدعة ماليَّة تُفرض على الناخبين.
ويرى فيسك أن مصرفي جولدمان ساكس ورويال بنك أوف أسكوتلاند لا يختلفان عن مبارك وزين العابدين في نهب ثروات الشعب عبر المكافآت المالية الضخمة والزيادات التي يتلقاها المديرون بكميات لا يتخيلها حتى “إخوتهم من الطغاة العرب”.
وفي إطار تعبيره عن سبب غياب التحقيق في الأزمة المالية، أشار فيسك إلى أن ذلك يذكره بتغطية العديد من المراسلين الأميركيين لأحداث الشرق الأوسط، وتجنبهم لكل ما ينتقد إسرائيل بشكل مباشر، ووقوفهم إلى جانب الرؤية الإسرائيليَّة.
وختم قائلاً: “إننا في الغرب -أعني الحكومات- خلقنا طغاتنا، ولكننا خلافًا للعرب، لا نستطيع المساس بهم”