نشرت مواقع إلكترونية تديرها المخابرات السورية مقالا بعنوان : رسالة سورية الى جنبلاط: تجاوزت “الخطوط الحمراء”.. ولا تنسَ كيف عدت في المرة الماضية الى دمشق
وجاء في المقال:
تجنّب المسؤولون السوريون، منذ بدء الأزمة السورية، الرد على التصريحات الصادرة عن رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب اللبناني وليد جنبلاط، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بالرغم من أن مواقفه من الأحداث هناك أثارت الريبة في صفوف الكثيرين منهم.
في ذكرى والده الراحل كمال جنبلاط، وجّه “جنبلاط إلى أبناء جبل العرب في سوريا “رسالة” إعتبرها الكثيرون في لبنان “خطيرة جداً”، وسيكون لها تداعيات على علاقته بالنظام السوري، ولكن كيف قرأت القيادة السورية “الرسالة الجنبلاطية”؟
جنبلاط تجاوز “الخطوط الحمراء”..
ينقل أحد زوار دمشق عن مسؤولين سوريين إعتبارهم أن رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط “تجاوز في تصريحاته الأخيرة الخطوط الحمراء، وأن الرسالة الأخيرة التي وجّهها إلى أبناء جبل العرب لا يمكن أن تفهم إلا في سياق حملة التحريض المذهبي التي تشن على المجتمع السوري من قبل العديد من القوى”.
ويرى المسؤولون السوريون أن “الخطورة الكبيرة في كلام جنبلاط كانت السعي لتحريض أبناء جبل العرب ضد النظام، بالاضافة الى دعوة أبناء الطائفة الدرزية في الجيش العربي السوري الى إلتمرد وعصيان الأوامر العسكرية”.
وفي هذا الإطار، يؤكد الزائر اللبناني لموقع النشرة اللبناني أن “المسؤولين السوريين مطمئنون الى أن الأزمة السورية أصبحت في نهاياتها، وأن أبناء جبل العرب، كما معظم الشعب السوري، لن يستجيبوا الى كل الدعوات التحريضية التي تصدر من هنا وهناك”، ويشير إلى أن “الردود التي صدرت من فعاليات جبل العرب والتي استنكرت كلام جنبلاط ورفضته لا يمكن القول أنها بأمر من النظام وهي أفضل رد عليه”، كما يلفت إلى أنّ “زيارة الوفد اللبناني الدرزي الى سوريا في الأيام التالية لكلام جنبلاط والاستقبال الذي حظي به يوضع في اطار الرد عليه أيضاً”.
على جنبلاط أن لا ينسى كيف عاد الى دمشق..
“ليس هناك قرار لدى القيادة السورية بقطع العلاقات كلياً مع النائب جنبلاط”، يجزم الزائر اللبناني نقلاً عن المسؤولين السوريين كما يقول، لكنه يلفت الى أن “طبيعة العلاقة ستتغير بطبيعة الحال علماً أنّ الاتصالات هي حالياً مقطوعة بين الجانبين”، ويوضح أن “مواقف جنبلاط ليست مفهومة من قبل القيادة السورية، فهو يريد أن يكون ضمن قوى الأكثرية وضمن قوى المعارضة في الوقت عينه”، ويضيف: “في القضايا المصيرية لا يمكن له أن يلعب دور “بيضة القبان” الذي بات محبباً لديه على ما يبدو”.
وينقل الزائر اللبناني عن المسؤولين السوريين قولهم: “طوال الفترة السابقة كنا نتمنى على أصدقائنا في لبنان عدم الرد على جنبلاط بالرغم من رغبة الكثيرين منهم بذلك، أما اليوم فنحن لن نتدخل لمنع أي أحد من الرد عليه”، ويعتبر المسؤولون السوريون أن “جنبلاط اليوم نصف منخرط بالمؤامرة على سوريا، وعلى ما يبدو يريد أن يلعب هذا الدور في هذه الفترة الحرجة حتى تتوضح الأمور”.
وفي القراءة السورية لمواقف جنبلاط تأكيد بأنها لم تكن مستغربة، ويقول المسؤولون السوريون: “جنبلاط في العام 2005 إنخرط في مشروع معاد لسوريا، وأعلن عن ذلك بلسانه فيما بعد لا نحن، ولم نكن يوماً نعتقد أنه لن يعيد التجربة في حال كانت له مصلحة في ذلك”، لكنهم يدعونه الى أن يتذكر جيداً كيف عاد الى دمشق في الفترة السابقة والثمن الذي دفعه لقاء ذلك، ويلفتون الى أن “العودة هذه المرة قد لا تكون متاحة ومصير العلاقة معه تحدده مواقفه في المستقبل”.