علق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على الأحداث الأمنية التي تحصل في لبنان، فلفت إلى أنها طرحت لدى الرأي العام علامات استفهام كبيرة حول الجهات المسؤولة عنها، ورأى أنّ الحكومة غائبة عن الوعي إذ إنها لا تدري ماذا يحصل أو أنها تخفي ما يحصل.
وفي حديث له عبر موقع “تويتر”، اعتبر الحريري أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أخذ موقفاً مهماً بإعادة وضعه مسألة السلاح على الطاولة، مشدداً على أنّ هذا الموقف هو الموقف التاريخي لبكركي.
ورداً على سؤال عن استهداف “اليونيفيل”، جدّد الحريري القول أنّ ما يحصل هو عبارة عن رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد من خلال “رجاله” في لبنان. ورداً على قول العماد ميشال عون أنّ اتهام سوريا باستهداف اليونيفيل سياسي، قال الحريري: “كالعادة”. وشدّد الحريري على انّ أكثرية الشعب اللبناني مع شعب سوريا البطل، لافتاً إلى أنّ التصويت نقطة سوداء في سجل الحكومة وليس في سجل لبنان.
وأكد أنه يوافق رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة برفض إقامة مخيمات للاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، وقال: “نحن مع تقديم كل المساعدة للأخوة النازحين من سوريا ولكن رأينا ورأي الرئيس السنيورة واحد بشأن اقامة مخيمات خاصة لهم”. وتعليقاً على القول أنّ موقف تيار المستقبل بالنسبة للتضييق على “اللاجئين” السوريين خجول، قال الحريري أنّ موقف التيار واضح وأنّ تقصير الحكومة على هذا الصعيد غير مقبول.
وانتقد الحريري هجوم حزب الله على رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضية أليس شبطيني على خلفية إطلاق خمسة من المتهمين بالتعامل مع إسرائيل، فلفت إلى أنه “تدخل ليس بجديد من قبل حزب الله في شؤون القضاء”. ورداً على سؤال عن تحليق الطائرات الاسرائيلية في سماء لبنان، لفت الحريري إلى أنها انتهاكات للسيادة اللبنانية، مشدداً على وجوب الحذر لأنّ الاسرائيليين قادرون على فعل “أيّ شيء”.
وفيما أعرب الحريري عن اعتقاده بأنّ المطلوبين الأربعة من المحكمة الدولية سيدخلون السجن عاجلاً أم آحلاً، أعرب عن اعتقاده، رداً على سؤال، بأنّ رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط هو “قارئ جيد لكتاب انهيار السجن الكبير”، معتبراً أنّ خطابه الأخير حول سوريا كام جيداً.
واستبعد الحريري أن يكون حزب الله بوارد الدخول في حرب جديد لابعاد الأنظار عما يحصل في سوريا، مشيراً إلى انّ الحزب لن يدخل في حرب من أجل “نظام ساقط” على حدّ تعبيره. وعمّا إذا كان خائفاً أو مطمئناً على لبنان، قال الحريري أنه مطمئن رغم كلّ الظروف. ورداً على سؤال عن كيفية مواجهة إسرائيل، دعا الحريري للعودة إلى المبادرة العربية للسلام.
وفي موضوع خطف أحمد زيدان، أشار الحريري إلى أنّ الخطف لم يكن فيلما، لافتاً إلى أنّ عملية الإخراج كانت الفيلم. وقال: “عرفنا المخطوف، ولم يقولوا لنا من هو الخاطف وما هو دور السلطة في إخفاء المعالم”.
ورداً على سؤال عما إذا كان لبنان قادراً على إنتاج نظام يضمن حقوق جميع الافراد، أشار الحريري إلى أنّ ذلك ممكن لكنه يتطلب الصبر. وأعرب عن اعتقاده بأنّ لبنان سيكون قريباً إن شاء الله في أحسن حال، مشدداً على أنّ إرادة اللبنانيين بالوحدة الوطنية والانتماء للعروبة الصادقة ستكون هي الأقوى.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يندم على الأيام التي أمضاها يعمل لانجاح صفقة السين سين، لفت إلى أنّ كل ما فعله هو من أجل البلد، مشيراً إلى أنّه لا يندم على شيء في العادة.
في الموضوع السوري، توجّه الحريري إلى أهالي حمص مؤكداً لهم أنهم سينتصرون وأنّ الله معهم، وأنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط. ورأى أن قول الرئيس السوري بشار الأسد أنه غير مسؤول عن العنف في بلاده هو “نكتة القرن”، مشدداً على أنّ انهيار النظام السوري حتمي، إن لم يكن قريباً. ورداً على سؤال عما إذا كان يؤيد تدخلاً عسكرياً للاطاحة بالنظام، اكتفى الحريري بالقول أنه يؤيد أيّ خيار يحدّده الشعب السوري.
وفي سياق حديث الحريري، انتقد رئيس الحكومة السابق قرار الأمن العام بمنع عرض فيلم “Beirut Hotel”، فلفت إلى أنه قرار سخيف موجّه ضد الحريات. كما هنّأ الحريري الشعب التونسي على الانجاز الذي تحقق بانتخاب منصف المرزقي رئيساً جديداً للبلاد. وأكد أنه سيعود إلى لبنان قريباً، لكنه لم يحدّد موعداً لذلك “لأسباب أمنية”، كما قال.