عندما رأيت صورته فى التقرير الإخبارى وجعنى قلبى كالعادة ..وشعرت أن رأسى لا يحتمل كل هذه المحن والآلام …وتذكرت ما قرأته عن تاريخ الصهيونية على مر العصور ومنذ بدء الخليقة وتذكرت مقولة ..” ملعون قدام الرب من يقف ويبنى هذه المدينة ” هكذا يقول يوشع بن نون فتى سيدنا موسى بعد وفاته ..
فقد هاجم يوشع بن نون مدينة ” أريحا “وخربها وعمل فيها قتلا عظيما ” كما تذكر توراتهم ” ووقف أمامها وقال قولته تلك التى جعلتهم يعقدون ” اتفاق غزة أريحا ” فتركوها للفلسطينيين غير آسفين…تعرفون لم استطاعوا دخول المدينة وتدميرها؟؟ عاااادى جدا …إنه التناحر بين الكنعانيين وبعضهم البعض …
كنت أتساءل لم يتناحر الكنعانيون..العرب فى الشام عموما…ومنهم الفلسطينيون الآن.. فيما بينهم ومنذ بدء الخليقة ؟؟ وهذا ما جعل اليهود يستطيعون الإستيلاء على بعض المناطق إلا أنهم لم يفلحوا فى طرد الكنعانيين ” بشرة خير ” ولكن دوما كان الإنقسام ليدخل اليهود من خلاله ..
ففى تلك الأزمنة السحيقة كان اليهود الرعاة يهاجمون المدينة المسالمة التى يعمل سكانها بالزراعة وهؤلاء هم أهل فلسطين ثم يعودون من حيث أتوا للبادية ولم يستطيعوا دخولها إلا بعد فناء جيل الذلة فى التيه على مدى اربعين عاما وعلى يد يوشع بن نون حيث مات سيدنا موسى قبل دخولها ولهذا حكمة رائعة تقض مضاجعهم..
والآن عادت فتح وحماس رغم المصالحة للتناحر واعتقال أفراد من الجهتين وطبعا حلا لليهود هذا كثيرا فقاموا بإغلاق الطريق على ” جسر المغاربة “وهو من الآثار المقدسية استعدادا لهدمه رغم تحذير مصر والأردن ..لكن المشهد بدا لهم مبشرا ففى تناحر بين فتح وحماس من السهل أن نهدم جزءا ونقوض جدارا لأن أصحاب الدار منشغلين بغير الدار فهل سيهتم الجيران الذين هم بالأصل لديهم من الهموم الكثير؟؟ لا أحد يهتم ..
هاهم يقتحمون بيوت الفلسطينيين بنابلس ويتحرشون بهم ويتوسعون فى الإستيطان ببيت لحم مهد النبى عيسى عليه السلام والإخوة الفلسطينيون منشغلون بالتصارع ” على ايه معرفش ” والإخوة العرب غارقين فى همومهم …مصر فى كارثية حكم العسكر وسورية غارقة فى دماءها على يد الطاغية وباقى الدول تشاهد بدم بارد وقلب ميت ما يحدث لفلسطين ..
فلقد خفتت نسبة الإثارة والمشاهدة هناك فى فلسطين وتحولت الأنظار لمصر وتونس وسورية والبحرين واليمن وهذه فرصة اسرائيل الكبرى ..لم تعد اسرائيل تفكر فى تمزيق العرب فهم ممزقون فعلا ومغيبون تماما طيب من للأقصى ؟ من للقدس ؟؟
ما هو رد الفعل الذى يجب علينا أن نتخذه فورا؟ سواء من مصرأو الأردن أو السعودية مثلا على سبيل التغيير ” بدلا من مصارعة الشيعة فى البحرين والقطيف والضلع الشرقى منها “..
ماذا لو اتجهت بأنظارها قليلا نحو اسرائيل وما تفعله بأقصانا وبفلسطين؟ أم أن السعودية لا تنظر لأبعد من حدودها؟ وما رأى مجلس التعاون الخليجى ودرع الخليج فى ما يحدث من عنف وقتل للفلسطينيين على يد الصهاينة؟؟
طيب والإمارات؟؟ لم لا تتجه بأنظارها قليلا بعيدا عن إيران وتنظر نحو المدينة المقدسة المغتصبة وما يحدث فيها للعرب المقدسيين؟ وهل ستكتفى مصر والأردن بالتحذير شديد اللهجة الذى” كاد ” يؤدى دوره لولا الاخوة الأعداء فتح وحماس؟؟
إذن ليس لدينا سوى تركيا التى تسوق الدلال والعند والكبرياء الجميل وتضع أنف اسرائيل بالتراب ..ليس لدينا سواها لتنقذ ” جسر المغاربة “…ها أنا أناشد الشعب التركى الشقيق لينقذ جسر المغاربة هذا لأنه شعب دمه حار وضميره حر ” وعينه لاتنكسر أمام اسرائيل المجرمة “…
انظروا لتركيا وهى تهدد وتندد وهم يرجونها رجاءا حارا بأن ترجع سفيرها فهل لنا أن نطلب منها مد يد العون لجسر المغاربة وتسلط الضوء على عمليات الإستيطان المستمرة والتى تنتعش فى غمرة الأحداث الدامية فى وطننا المنكوب فى رؤسائه وأمرائه وملوكه…
لماذا لا تسحب الدول العربية سفرائها من اسرائيل احتجاجا على ما يحدث مثلما فعلت تركيا احتجاجا على ما حدث للسفينة مرمرة؟؟ ولماذا لا تتوقف فتح وحماس عن ضرب بعضهم البعض من تحت الحزام فقط من أجل فلسطين..
لم لا يتوقفون ولو لفترة ما ..حتى يتم تحرير الوطن ثم يعودوا لتناحرهم على الأقل يكون هناك منطق أوشىء يريدون أن يسلبوه بعضهم البعض..
إنها فرصة حقا للعرب “وللأخوة فى فتح وحماس ” لأن الدولة المجرمة تضع يدها على قلبها خوفا من صعود التيار الإسلامى فى الدول الثائرة وهاهو بشار حامى حدودها السورية يتهاوى وسيتم خلع أسنانه وتقليم أظافره رويدا رويدا وربما يهرب لمنفى روسى أو إيرانى وربما يكتب عقدا كعقد صالح
السيناريوهات جاهزة وكثيرة وطبيب العيون بلا بصيرة و لاهى كعادته لا يعرف من الذى يقتل السوريين ولذا يبدو أن الأيدى الخفية التى كانت فى مصر أنهت مهمتها بنجاح وطارت لسورية لتكمل المهمة ..!!
الآن لدينا أمل فى بسط رأينا ورغباتنا على الدولة المجرمة التى لا ضابط لها ولارابط لخستها وبطشها…
فقد أصبح هناك ثقل فى كفتنا وأخيرا بفضل الثورات العربية وبشائر الديمقراطية والشعوب التى ضجت من الظلم على المستوى المحلى والعربى..
اسرائيل حقا فى موقف حرج وممكن جدا أن نحمر لها عيوننا وننظر لها شذرا من كل مكان لتعرف أن الدنيا اختلف وجهها بعد الربيع العربى ..فهل ننتهز الفرصة؟؟
اسرائيل رغم رعبها الشديد لا تتوقف عن الحركة لتنتهز أى فرصة انشغال وتناحر بوضع قدم ويد فى مدينة وتهدم جزءا من ذاكرة القدس العربية وتتقدم خطوة نحو تهويدها…تعرفون لما ؟؟؟
لأن الكنعانيين مازالوا يتطاحنون فيما بينهم…!!!