رغم التوقعات باحتمال ارتفاع معدل تقدم حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي في المرحلة الثانية من الانتخابات المصرية، إلا أن هذه التوقعات قد تواجه بالنقيض تماماً في محافظات الصعيد التي تجري فيها الانتخابات في هذه المرحلة، والتي تتمثل في 3 محافظات وهي: بني سويف وسوهاج وأسوان، ضمن 9 محافظات أخرى.
وإذا استبعدنا محافظة بني سويف من حسابات الصراعات القبل…
رغم التوقعات باحتمال ارتفاع معدل تقدم حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي في المرحلة الثانية من الانتخابات المصرية، إلا أن هذه التوقعات قد تواجه بالنقيض تماماً في محافظات الصعيد التي تجري فيها الانتخابات في هذه المرحلة، والتي تتمثل في 3 محافظات وهي: بني سويف وسوهاج وأسوان، ضمن 9 محافظات أخرى.
وإذا استبعدنا محافظة بني سويف من حسابات الصراعات القبلية في المعركة الانتخابية، نظراً لوجود كتل إسلامية وهي موطن مرشد الإخوان المسلمين د. محمد بديع، نستتنتج أن عامل القبلية في تفتيت الأصوات في هذه المحافظة سيكون ضعيفاً، ومن المتوقع أن يحصل فيها الحرية والعدالة على تقدم واضح.
أما في محافظة سوهاج فإن فكرة القبيلة فيها سوف تتحكم في نتائج العملية الانتخابية، بحسب ما يقوله أبوالعباس محمد، مساعد رئيس تحرير الأهرام والمتخصص في الشؤون البرلمانية.
ويعرف أبوالعباس مفهوم القبيلة في الانتخابات بأنه مرجعية تاريخية لعائلات بعينها في صعيد مصر تنتمي لقبائل أصولها عربية مثل الأشرف والعرب والهوارة والجعافرة.
ويضيف أبوالعباس: “ترتبط فكرة القبلية بتاريخ ممتد لعائلات بعينها في الصعيد، فالتصنيف السياسي للناخب في الصعيد أو التصنيف حتى العقائدي ليس وارداً لدى الناخب في هذه المناطق في مصر، ولهذا فإنه من المتوقع أن يحصد الفلول في هذه الجولة من 7 إلى 10 مقاعد معظمهم على قوائم حزب الوفد، حيث يعتمد الحزب على العائلات في هذه المناطق قد تتراجع نسبة الإخوان بنسبة تتراوح من 3 إلى 4% بسبب التصويت العائلي والقبلي خاصة في الشرقية وسوهاج، أما في محافظة السويس فقد تصعد نسبة حزب النور السلفي نظراً لدعم مرشحيه من الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس، فهو أقرب إلى السلفيين منه إلى الإخوان.
أما الكتلة المصرية فقد تنخفض نسبتها وقد يعلو حزب الوسط ذو المرجعية الإسلامية، ولكن إجمالاً فإن العائلات القبلية سوف تحسم ما نسبته 80% من المقاعد الفردية، وفي أسوان التي تمتد فيها جذور عائلات الجعافرة ثم النوبيين فغالبيتها لن تصوت للحرية والعدالة وإن كان بها القليل من اليساريين فقد تتجه أصواتها للكتلة.
أما عن طبيعة الناخب في الصعيد واحتمالات تغير توجهاته التصويتية واحتمالات حدوث عنف انتخابي، فيرى أبوالعباس محمد أنه “من المفارقات أن العنف الانتخابي في الصعيد محدود جداً وقد لا تجده غالباً، حتى في ظل عدم وجود تأمين شامل للعملية الانتخابية؛ لأن العنف في الصعيد مرتبط بمسائل ثأرية وليس سياسية، أما احتمالات تغير اتجاهاته من التصويت القبلي إلى التصويت السياسي فإنه احتمال وارد فهو دائماً يفكر في السير وراء الأغلبية ولا يحب أن يضع نفسه في خانة الأقلية، ومن هنا فقد نشهد مفاجأة غير متوقعة تكسر القاعدة المعروفة عن اتجاهات تصويت الصعايدة ويصوت للحرية والعدالة أو النور السلفي.