والدة الاسير عبد الحكيم قباني بإنتظار اطلاق سراحه في منزلها في اريحا
غزة- يوسف صادق
على غير العادة، جلست آمال تحتضن طفليها محمد وفؤاد، وسط دموع الفرح والإنتظار، بعدما سمعت أن زوجها (علي) الذي قضى خمس سنوات من محكوميته البالغة 7 سنوات في السجون الإسرائيلية، سيتم الإفراج عنه في الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلس…
والدة الاسير عبد الحكيم قباني بإنتظار اطلاق سراحه في منزلها في اريحا
غزة- يوسف صادق
على غير العادة، جلست آمال تحتضن طفليها محمد وفؤاد، وسط دموع الفرح والإنتظار، بعدما سمعت أن زوجها (علي) الذي قضى خمس سنوات من محكوميته البالغة 7 سنوات في السجون الإسرائيلية، سيتم الإفراج عنه في الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبدت أم محمد في اللحظة الأولى من سماع نبأ نية سلطات السجون الإسرائيلية الإفراج عن زوجها ضمن 550 أسير، في إطار المرحلة الثانية من صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي إختطفته ثلاث فصائل فلسطينية قبل أكثر من 4 سنوات، من بينها حركة حماس التي تسيطر على غزة، بدت تسيطر على أعصابها ودموعها بعد دقائق، عندما أكتظ منزلها بالمهنئين والمباركين.
وتجلس الحاجة نادية (أم علي)، والدة الأسير علي أبو فوق بجوار إبنها الصحافي نصر على مدخل المنزل لإستقبال وفود الجيران والأصدقاء، فيما غيّب الموت الحاج أبو علي، ولم ير إبنه البكر منذ إعتقال الجيش الإسرائيلي لعلي قبل 5 سنوات.
الفرحة يشوبها القلق والتخوف، حسبما أكدت أم علي، وكذلك الزوجة آمال، اللتين قالتا للعربية نت “لا نصدق أبداً إسرائيل كوننا مررنا كفلسطينيين بمحن عديدة بسبب الإحتلال، قد يفتعلون أي مشكلة ليعطلوا إتمام الصفقة، وبالتالي يقتلوا فرحة 550 أسرة فلسطينية في إنتظار أبنائهم الأسرى”.
وعادة ما تعطي صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والعرب والفلسطينيين، أملاً للأسر والعائلات في خروج أبنائهم، وتكتمل فرحتهم بلقاء هؤلاء الأسرى بعد غياب سنوات داخل السجون الإسرائيلية. وأعتقل الجيش الإسرائيلي أبو فول على معبر بيت حانون في 2006م وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة الإنتماء لكتائب شهداء الأقصى وتشكيل مجموعات عسكرية.
معاناة تزداد في الشتاء
وتشير الحاجة أم علي التي تعاني من أمراض خطيرة، بأصبعها نحو صورة إبنها التي علقت على مدخل المنزل، وتتمتم “أتمنى أن أحضنه وأقبله، قبل أن يأخذ الله وداعته مني”، في أشارة للموت الذي يداهم الإنسان بكل لحظة.
يقول نصر، وهو ناشط في قضايا الأسرى، وتزوج مؤخراً في خيمة الإعتصام لمناصرة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، “أبلغنا أخي “علي” أن سلطات السجون قالت له أنه ضمن المجموعة المنوي الإفراج عنها في غضون أيام قليلة”.
وتبدأ معاناة الأسرى الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى لإعتقالهم، لكنها تزداد في فصل الشتاء، بسبب معاقبة سلطات السجون الإسرائيلية لهم ومنع أهالي الأسرى من زيارتهم تحت حجج ومبررات تختلقها، وكذلك منع دخول ملابس لهم.
ويجلسا أطفال الأسير علي محمد “11 عاماً” وأخيه فؤاد “10 أعوام” بجانب جدتهما وعمهما، فيما تتجه عيون الناس نحو حركاتهما الطفولية البريئة وسط الكبار. وتقول أمهما آمال “كم كنت أحكي لهم عن والدهما وأنه يحبهما بشكل جنوني، وأنه حينما يعود إلينا، لن يتركهم أبداً وسيأخذهم إلى كل الأماكن الترفيهية في قطاع غزة، كباقي آباء زملائهما وأصدقائهما”.
وتشمل المرحلة الثانية والأخيرة من صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي برعاية مصرية، خروج 550 أسير فلسطيني، بينهم كافة الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومستعصية، وكذلك كافة الأطفال وكبار السن وباقي الأسيرات الـ 11، لكن إسرائيل لم تلتزم بتعهدها وستفرج عن 6 أسيرات فقط، ولم تشمل الأسماء المنوي الإفراج عنها، عن كل الأسرى المرضى.
وكان الباحث والمختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، رأى أنه كان من الخطأ “تجزئة الصفقة على مرحلتين وعمومية المعايير دون تحديدها”. وقال فروانة “عدم شمولها على نصوص واضحة وملزمة تتضمن أعداد محددة لكل فئة من المنوي الإفراج عنهم كالأطفال والمرضى والأسيرات، بالإضافة الى منح اسرائيل الحق الكامل والحصري في تحديد قائمة الأسماء دون مشاركة الجانب الفلسطيني، أتاح للحكومة الإسرائيلية الفرصة بتحديد الأسماء كما تشاء”.