لافتات ترحيب بالأسرى في مدينة الخليل بالضفة الغربية
غزة – محمد الأشقر
لم يمنع التزام إسرائيل بإطلاق سراح 550 أسيراً فلسطينياً بموجب المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، من توجيه انتقادات لاذعة للحركة من أوساط فلسطينية عديدة اعتبرت أنها تنازلت عن بعض شروطها في ما يتعلق بمعايير الأسرى المحررين وأسمائهم وغير ذلك من الش…
لافتات ترحيب بالأسرى في مدينة الخليل بالضفة الغربية
غزة – محمد الأشقر
لم يمنع التزام إسرائيل بإطلاق سراح 550 أسيراً فلسطينياً بموجب المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، من توجيه انتقادات لاذعة للحركة من أوساط فلسطينية عديدة اعتبرت أنها تنازلت عن بعض شروطها في ما يتعلق بمعايير الأسرى المحررين وأسمائهم وغير ذلك من الشروط.
وبدأت بالفعل مساء اليوم الأحد عملية الإفراج عن 550 أسيراً فلسطينياً جميعهم ممن شارفت محكومياتهم على الانتهاء ولم يمضوا سوى عدة سنوات فقط وراء القضبان، بخلاف أسرى المرحلة الأولى الذين أُفرج عنهم قبل نحو شهرين مقابل إطلاق حماس سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ويرى الباحث المختص في شؤون الأسرى، عبدالناصر فروانة، في حديث لـ”العربية.نت”، أن إسرائيل لم تلتزم بالمعايير التي أُعلن عنها عقب توقيع الاتفاق النهائي مع حركة حماس بوساطة مصرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما تؤكد حماس أن ما تحقق من الصفقة بمرحلتيها يعتبر إنجازاً بكل المقاييس للفلسطينيين.
تراجع إسرائيلي
وقال فروانة – وهو أسير سابق – إن “المعايير التي تم التوافق عليها كانت تقضي بإطلاق سراح جميع الأسرى المرضى، لاسيما ممن يعانون أمراضاً مستعصية، بالإضافة إلى كافة الأطفال وكبار السن، وممن أمضوا فترات طويلة في سجون الاحتلال، وأن لا تتضمن أسرى شارفت محكومياتهم على الانتهاء، وجميع تلك الشروط لم تحقق في المرحلة الثانية”.
وأضاف الباحث الفلسطيني أن “بعض الاستدراكات أضيفت لاحقاً، وبموجبها كان يفترض أن تشمل المرحلة الثانية باقي الأسيرات اللواتي تم استثناؤهن من الدفعة الأولى، وكذلك تسليم جثماني منفذي عملية “الوهم المتبدد” التي أُسر فيها شاليط، محمد فروانة وحامد الرنتيسي، وهو لم يحدث أيضاً”.
وأشار فروانة إلى أن المعيار الوحيد الذي التزمت فيه إسرائيل كان عدد الأسرى في المرحلة الثانية عنهم (550 أسيراً)، بينما ضربت عرض الحائط بجميع المعايير الأخرى، موضحاً أن 85% من هؤلاء الأسرى كان من المفترض أن يتحرروا في موعد أقصاه نهاية عام 2014، بينما 66% منهم لم يتبق لهم سوى أيام أو بضعة شهور على انتهاء محكومياتهم.
وبيّن الأسير السابق أن 70% من إجمالي قائمة المحررين في المرحلة الثانية كانت محكومياتهم تتراوح بين شهر واحد وأقل من خمس سنوات، وأن جميعهم اعتقلوا بعد عام 2000 (باستثناء أسيرين فقط اعتقلا عام 1999).
وخلُص فروانة إلى أن حركة حماس “أخطأت في تجزئة الصفقة على مرحلتين وعمومية المعايير دون تحديدها، وبعدم شمولها على نصوص واضحة وملزمة تتضمن أعداداً محددة لكل فئة من المنوي الإفراج عنهم كالأطفال والمرضى وغيرهم، بالإضافة إلى منح إسرائيل الحق الكامل في تحديد قائمة الأسماء دون مشاركة الجانب الفلسطيني فيها، ما أتاح للحكومة الإسرائيلية الفرصة لتفسير المعايير وتحديد الأسماء كما تشاء مما أفرغ الدفعة الثانية من مضمونها”.
إنجاز كبير
ومن جانبه، اعتبر المتحدث باسم حماس، سامي أبوزهري، أن حركته حققت إنجازاً كبيراً بإتمام صفقة تبادل الأسرى بمرحلتيها الأولى والثانية، وقال لـ”العربية.نت” إن إسرائيل التزمت بمعظم المعايير التي تم التوصل إليها برعاية مصرية في شهر أكتوبر الماضي.
ووصف من ينتقدون المرحلة الثانية من صفقة التبادل بـ”ضعاف النفوس”، مشيراً إلى أنهم أنفسهم هاجموا حماس حين الإعلان عن المرحلة الأولى واتهموها بالعمل على تحرير أسرى حماس على حساب نظرائهم من الفصائل الأخرى، بينما استمروا في هجومهم رغم أن المرحلة الثانية لا تشمل أي أسير من حركة حماس، بحسب قوله.
ورأى أبوزهري في حديثه لـ”العربية.نت” أن إطلاق سراح أي أسير فلسطيني من سجون إسرائيل يعتبر إنجازاً وطنياً، ويُحسب لحركة حماس باعتبارها الجهة التي لعبت الدور الأكبر لتحرير 1027 أسيراً، مؤكداً أن حركته لم تألُ جهداً لاستمرار العمل من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى.