تراجعت حدة الاشتباكات بين عناصر من الجيش المصري وبين مئات المتظاهرين بوسط القاهرة في اليوم الثالث من المواجهات حول مقري البرلمان والحكومة القريبين من ميدان التحرير.
وذكر مراسل الجزيرة أن الوضع ظل متوترا، ووصف الاشتباكات بأنها متقطعة, مشيرا إلى محاولات من المجلس العسكري الحاكم لتحسين صورته بعد اتهامات متزايدة باستخدام عنف مفرط ضد المتظاه…
تراجعت حدة الاشتباكات بين عناصر من الجيش المصري وبين مئات المتظاهرين بوسط القاهرة في اليوم الثالث من المواجهات حول مقري البرلمان والحكومة القريبين من ميدان التحرير.
وذكر مراسل الجزيرة أن الوضع ظل متوترا، ووصف الاشتباكات بأنها متقطعة, مشيرا إلى محاولات من المجلس العسكري الحاكم لتحسين صورته بعد اتهامات متزايدة باستخدام عنف مفرط ضد المتظاهرين.
كما سجلت مواجهات متقطعة بين الجانبين بشارع الشيخ ريحان القريب من ميدان التحرير, في حين رشق المتظاهرون عناصر الجيش بالحجارة, ورد الجنود بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم.
في هذه الأثناء, اشتعلت الحرائق مجددا بمبنى المجمع العلمي المصري, حيث استولى صبية على ما تبقى من أمهات الكُتب التاريخية والتراثية التي يزخر بها المبنى الذي أُنشئ إبان الحملة الفرنسية على مصر قبل أكثر من مائتي عام والذي احترق بشكل شبه كامل على مدى اليومين الماضيين.
وانتشر الدخان الكثيف أعلى المبنى في وقت حاولت قوات الإطفاء السيطرة على الحريق وإخماده، غير أن أعدادا من المتظاهرين ألقت الحجارة على قوات الإطفاء وقوات الجيش الموجودة بشارع الشيخ ريحان.
متظاهر يرشق قوات الجيش بالحجارة (رويترز) |
وقد بدأ عمال النظافة إزالة الخيام المحترقة بميدان التحرير وتنظيف الحديقة الرئيسية بالميدان من أثار الاشتباكات، وعادت حركة المرور إلى طبيعتها بين الميدان والشوارع المؤدية إليه.
من جهة ثانية, أعلنت جبهة الدفاع عن متظاهري مصر التي تضم نحو 32 منظمة حقوقية اليوم الأحد، أن قوات الشرطة العسكرية تحتجز العديد من المتظاهرين بالمباني الحكومية وداخل مجلس الوزراء منذ اندلاع المواجهات.
وطالبت الجبهة في بلاغ للنيابة العامة بفتح تحقيق فيما وصفته بـ”الاحتجاز التعسفي للمتظاهرين في مقار احتجاز غير قانونية” والاعتداء عليهم.
وكانت الاشتباكات التي دخلت يومها الثالث قد أدت -بحسب الإحصائيات الرسمية- إلى مقتل 10 وإصابة 220 من المتظاهرين بالإضافة إلى 32 من عناصر الأمن.
اشتباكات صباحية
ونقلت وكالة رويترز عن نشطاء أن قوات مصرية اقتحمت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد ميدان التحرير، وأن اشتباكات عنيفة تدور بينها وبين متظاهرين تستخدم فيها الحجارة وقنابل المولوتوف.
وقال النشطاء إن نحو ألف متظاهر يخوضون اشتباكات مع القوات المقتحمة في جانب من الميدان، وإن ألوفا آخرين من المتظاهرين تفرقوا في الشوارع الجانبية.
وقال الناشط مصطفى فهمي لرويترز إن القوات المقتحمة حطمت باب المستشفى الميداني المقام في جامع عمر مكرم بميدان التحرير واقتحمته, وذكر أيضا أنها أشعلت النار في بضع خيام أقامها نشطاء اليوم بعد اقتحام الميدان أمس السبت. وأضاف “لا نعرف مصير المصابين والمسعفين الموجودين به، نرى ما يحدث هناك من بعيد”.
كتب تاريخية احترقت داخل المجمع العلمي المصري (الجزيرة) |
من جهة ثانية, اتهمت جماعة الإخوان المسلمين “بعض القوى التي يُضيرها نجاح الثورة” بالتآمر على مصر وإشعال الأوضاع فيها. ولم تحدد الجماعة في بيانها تلك القوى.
وطالبت الجماعة المجلس العسكري باعتذار واضح وسريع “عن الجريمة التي تم ارتكابها”، وبالتحقيق العادل والمستقل مع تعويض أهالي الشهداء وعلاج المصابين، وتأكيد إجراء انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة للمدنيين قبل نهاية يونيو/حزيران المقبل.
وأعربت الجماعة عن قناعتها بأن وسائل عديدة للإعلام المصري “تقوم بدور هادم عن طريق إثارة الفتن ونشر الرعب والفزع، وتصادم الإرادة الشعبية واختياراتها الحرة في الانتخابات النزيهة”.
في المقابل، عبر بيان للمجلس العسكري الحاكم عن أسفه للأحداث، وقال إنه تجاوب مع التوصيات الصادرة عن المجلس الاستشاري واتخذ إجراءات للوقف الفوري لأعمال العنف بين المتظاهرين وعناصر تأمين المنشآت الحيوية مع إقامة حاجز خرساني لتأمين المنشآت العامة والفصل بين المتظاهرين وعناصر التأمين.
وأصدر المجلس بيانا مقتضبا أكد فيه أحقية الجيش في الدفاع عن ممتلكات الشعب التي أقسم على حمايتها، ثم عرض لقطات لبعض الفتية وهم يشعلون النار في أحد المباني الحكومية، قبل أن يختم البيان بأن ما عرضه جزء مما يتم تدبيره وتنفيذه، ويهيب “بالشرفاء في مصر التكاتف من أجل حماية مصر وتاريخها وتراثها”.
بدورها, أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق قلقها إزاء التطورات المؤسفة التي شهدها شارع قصر العيني ومحيط ميدان التحرير منذ فجر أمس.
وأدانت المنظمة ما سمتها “الاعتداءات القاسية التي قام بها رجال الشرطة العسكرية والتي تضمنت مشاهد مؤسفة، وتشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والحق في السلامة الجسدية”.
كما أدانت المنظمة أعمال التخريب التي قام بها بعض المشاركين في المصادمات ضد قوات الجيش، والتي طالت العديد من المنشآت، وبينها منشآت ذات قيمة تاريخية كبيرة، وعلى رأسها بناية المجمع العلمي التي تعود لأكثر من قرنين.
الانتخابات
يأتي ذلك بينما تستعد الدوائر الانتخابية لجولة الإعادة على مقاعد الفردي في المرحلة الثانية, وينتظر أن تعلن في وقت لاحق اليوم النتائج الرسمية للمرحلة الثانية من الانتخابات, والتي حققت فيها التيارات الإسلامية تقدما ملحوظا.
في هذا الإطار، هاجم رئيس نادي القضاة المصري المستشار أحمد الزند ما تناقلته وسائل إعلام عن اتهامات للقضاة المشرفين على الانتخابات بالتزوير لصالح أحزاب أو مرشحين.
وأكد الزند خلال مؤتمر صحفي تمسك القضاة بإكمال مهمتهم الوطنية في الإشراف على الانتخابات رغم ما تعرضوا له من مصاعب في الأيام الماضية.