رصاصة فموت فاعتذار
ستمر الثوانى،الدقائق،الساعات،والايام وستمضى الحياة كما كانت ولن تتوقف، فعلى الرغم من ان هناك صرخات لابد ان تزلزل الحياة حتى تقف عندها لتجبرها ان تعيد حساباتها وان تبدأ بفكر جديد، لكن مع الاسف مع هذه الصرخات نتألم احيانا نبكى احيانا آخرى ثم بركان الالم يبدأ فى الهدوء حتى يهدأ ثم يتلاشى الى ان ننسى ،مع انه من المفروض ان تهز تلك الصرخات بركان الالم ولا يهدأ ابدا ويظل يرمى كتل ناره المشتعله حتى يأتى حق تلك الصرخات المظلومه.
تلك الصرخه التى خرجت اثناء خروج الروح ،واثناء الم اختراق الرصاصة، كانت لابد ان تهز كل شئ كان لابد ان يقف عندها الحاكم والمحكوم ،فالرصاصة التى اخترقت قلب الطفل بائع البطاطا اخترقت قلب مصر قبل قلبه.
جاءت اليه الرصاصة فلم يتحملها جسده الهزيل فاخترقته ومزقته ومزقت معه حلمه
ولكنه هو من اخطأ فلماذا ذهب الى هناك ؟ لماذا ترك الحلم يرواد مخيلته؟ لماذا بدأ براءته بان يقف هناك بائعا للبطاطا منذ سنوات حتى يساعد ابويه واخوته على الحصول على وجبة عشاء حتى يستطيعوا النوم ؟ ولكن كان لابد عليه ألا يعيش طفولته ويذهب الى هناك فألم الجوع قاتل ومعه لن يآتى النوم ولن تغمض العين.
ما بين رصاصة واعتذار قاتليه، مات حلم عمر، انت من أخطأت يا عمر فكان ليس من حقك ان تحلم، فهنا لاتوجد احلام ،هنا فقط بكاء على ما مضى، فهنا _وهنا فقط _يوجد سلاسل وهمية تربط هنا بمن يحكم هنا بغياهب الماضى.
ما بين رصاصة واعتذار كانت صرختك يا عمر، ولكنك انت من أخطأت فكيف تصرخ عندما اخترقت الرصاصه صدرك ؟ كيف تخرج منك تلك الآهات ؟ ألم تعلم ان هناك من هم نائمون ليستريحوا حتى يستيقظوا ليحققوا لك حلمك؟ ألم يعدوك بنهضة كبرى؟ لماذا لم تصبر عليهم ؟ ام انك سئمت من ثباتهم العميق فى التبرير وادركت ان حلمك اصبح بعيد المنال؟ لماذا ازعجتهم بصرختك؟ لماذا لم تكتم الالم بداخلك وترحل فى صمت؟ .
الى من كانت صرختك يا عمر؟ الى الحاكم ام الى المحكومين ؟ من تريده ان يستقيظ من نومه ؟ من تريده ان يتزلزل كيانه بصرختك؟ هل من القصر حتى يستيقظ من غفوة العصر؟ ام صرختك الى المحكومين الذين اوصلوا من فى القصر الى القصر؟
رحلت يا عمر وتركتنا لتفسير الى من كانت صرختك ؟ ام انها كانت فقط من الالم ورأيت ان الحميع اقل من ان توجهها اليه؟ لماذا حلمت يا بائع البطاطا ؟ ولكن قبل ان تجيبنى اودك ان تعلم ان صورتك وملامحك تزلزلنى، وتقبل عذرى انى قد تأخرت عليك بكلماتى هذه ولكنى اخرتها قاصدا فأريد ان تظل فى الذاكره لاطول فتره ممكنة فأنا اعلم جيدا اننا سنسى ولكن هذه المره احلم ألا ننسى حقك .
ها انا احلم يا عمر !! كما حلمت انت ولكن حلمك ضاع بين رصاصة واعتذار !! فهل سيتحقق حلمى بألا ننسى ام سيموت بين غياهب الحياة والانشغال؟ .
اليك يا بائع البطاطا اقول: بعد ان مات حلمك هل ندمت انك حلمت وذهبت الى هناك حتى تحققه وتستطيع ان تشترى وجبة عشاء فى المساء ؟؟؟




