التلغراف تكتشف متأخرة: ايران هي الفائز الوحيد من حرب العراق

 

نشر موقع التلغراف مقالا بعنوان: " ايران هي الفائز الوحيد من الحرب في العراق "، بقلم الكاتب جون كامبفنر، جاء فيه…
 
أتساءل في بعض الأحيان إن كان بوسعي أن أصبح طبيبا نفسيا، لكي أدخل عقل الرجل الذي قاد بريطانيا الى الحرب 5 مرات: توني بلير.
 
والجدير بالذكر أن حرب العراق تركت آثارا في مختلف أنحاء العالم، وقلبت موازين القوى في الشرق الأوسط لصالح ايران، العدو الأكبر للغرب. كما أنها أفقدت الولايات المتحدة ثقتها بنفسها وهزّت جهوزيتها للإنخراط في الصراعات الأخرى، وقوّضت مصداقية الأمم المتحدة. أما بالنسبة للعراق، فإلى جانب ضرب التحركات الديمقراطية عرض الحائط، أطلقت العنان لفتنة طائفية لطالما كانت نائمة.
 
وتقول الخبيرة إيما سكاي "العراقيون عانوا لأكثر من عشر سنوات من الحرب والفقر المتزايد، واعتقدوا أنه إذا وصلت أمريكا الى العراق، فسوف تزدهر البلاد إقتصاديا وتصبح شبيهة بمدينة دبي، وسيعيشون برفاهية".
 
وإنه لمن السهل الإشارة إلى سوء إدارة الولايات المتحدة في الأشهر الستة الأولى، كما أدى غياب أجهزة الأمن الى ظهور ميليشيات مدججة بالسلاح، والتفجيرات كانت تحدث يوميا، بالإضافة الى تصاعد التوتر الطائفي، في ظل فشل العثور على أسلحة الدمار الشامل – السبب الرئيسي وراء الحرب.
 
ويقول توني بلير:" أعتقد أن المغالطة الكبرى هي اعتقادنا أن التدخل سيكون مثل الذي حصل في كوسوفو أو سيراليون. والفرق بين هؤلاء والعراق مثلا أو أفغانستان لا يكمن في طبيعة التخطيط أو القرارات التي اتخذناها، بل في طبيعة البلد نفسه".
 
ويشكل هذا الحديث نوعا من الإعتراف الضمني أن بلير ومن حوله استخفّوا بطبيعة البلد المعقدة، والدرس الأكبر من التدخل في العراق وأفغانستان وبلاد أخرى هو أنه بمجرد رفع الغطاء عن هذه الأنظمة القمعية، تنتشر الصراعات القبلية والعرقية والدينية.
 
إنه من الجيد بعد كل هذه السنوات، أن نسمع الندم والحذر في نبرة صوته. في وقت سابق، الحروب الأربع التي خاضها بلير أفرطت فيه حس الثقة بالنفس والحماس. وكان بلير في الأشهر التي سبقت الغزو، قد تلقى العديد من التحذيرات من الخبراء من انفجار محتمل، ولكن بدلا من ذلك، توّقع بلير إزالة الطاغية صدام حسين عن عرشه وانتشار الإزدهار والحرية حسب النمط الغربي.
 
وتبدلت آراء بلير عندما بدأت الأمور تأخذ مسلكا خاطئا، فقد قال بلير سابقا أن العراق سيحتاج الى عشر سنوات، والآن بعد أن مضت، كان موقفه الآتي: بغض النظر عن مدى سوء حالة العراق الآن، فإن بقاء صدام في السلطة كان ليبدو أسوأ.
 
والفائز الحقيقي من كل ذلك هي إيران، فلدى العراق أغلبية شيعية، و أصبح للحكومة روابط وثيقة مع طهران. وكما قال لي النائب السابق لكوفي أنان، السير كيران برندرغاست "أنا لا أعرف ما إذا كان الإيرانيون يركعون للصلاة، ولكن إذا كانوا يفعلون ذلك، عليهم الركوع كل ليلة وتوجيه الشكر لنظام بوش لقيامه بالحرب في العراق، وتعزيز مكانة ايران في الشرق الأوسط".
 
وقد تدخل الغرب في ليبيا ومالي، بدعم من الولايات المتحدة، التي لم تشارك عسكريا. وبينما تغادر القوات الامريكية أفغانستان، تحدث الرئيس أوباما عن انتهاء الحرب هناك.
 
وفي الوقت نفسه، لا يحرّك الغرب ساكنا فيما يموت عشرات الآلاف في سوريا. ولا بد أن بلير يشعر بالإحباط، لعدم القدرة على التدخل اللازم.
Exit mobile version