قدم الصحفي فهد الشومر، استقالته من العمل في صحيفة “الشرق” السعودية اعتراضا منه على مانشيت “تطهير بريدة” الذي تصدر تغطية الصحيفة للأحداث الأخيرة.
وقال الشومر في اتصال هاتفي مع “أخبار24” إنه استاء من وصف الصحيفة للعملية بالتطهير، مؤكدا أن التطهير يطلق على العصابات والإرهابيين، مبينا أن ما يحدث ببريدة مطالب لبعض المواطنين قد تكون جاءت بشكل خاطئ، مشيرا إلى أن صحيفة “الشرق” ضخمت الحدث واتهمت المواطنين في انتماءاتهم.
وقال إنه تلقى اتصالات عديدة من أهله وأصدقائه ببريدة يبدون له استياءهم من عنوان صحيفة “الشرق”، مضيفا أنه استشعر بالحزن على أهل منطقته ففضل تقديم استقالته انتصارا لهم، وحفاظا على كرامتهم.
من ناحية أخرى عبر كثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من تعامل عدد من الصحف مع خبر القبض على أكثر من 161 شخصاً تظاهروا أمام هيئة التحقيق والادعاء العام.
وكان أبرز ما ساءهم العنوانين اللذين بسطتهما كل من صحيفتي “الاقتصادية” و”الشرق”، حيث غطت صحيفة “الشرق” الخبر تحت عنوان “تطهير بريدة”، فيما لم يختلف عنوان “الاقتصادية” كثيرا حيث عنونت للموضوع بـ”تطهير القصيم”.
وقال عدد من المعلقين إن تغريدات مواطنين بمواقع التواصل الاجتماعي على الحدث كانت أكثر مسؤولية من تغطية صحف يُفترض بمن يعمل بها المهنية وأنهم نخبة المفكرين والمثقفين، مستغربين عدم فطنة أولئك المسؤولين إلى أن مثل هذه التغطية تشعل الموقف لا تهدِّئه.
وقال مغرد على موقع “تويتر” بعدما نقل العنوانين: “تطهير من ماذا هم أهلنا وإن أخطأوا”، فيما قال آخر: “السؤال الآن للعقلاء، هل استخدام هذا المصطلح (تطهير) يخدم القضية أم يسكب الزيت على النار ويهيّج النفوس؟”.
تقرير (سبق)
ونشرت صحيفة (سبق) السعودية التقرير التالي:
أحدث عنوان جريدة الشرق الذي صدر اليوم “تطهير بريدة” ردود فعل واسعة النطاق في منطقة القصيم، خاصة في بريدة، حيث شعر أهالي بريدة بالإهانة والإساءة لهم، كما قدم بعض الصحفيين في الجريدة استقالاتهم اعتراضاً على العنوان، علاوة على ردود فعل عنيفة أخرى من جراء العنوان.
“سبق” تحدثت مع مدير مكتب الشرق في القصيم “علي اليامي”، وأكد أن الصحف السعودية كلها تناولت الخبر، ولكل صحيفة العنوان الخاص بها، إلا أنه فهم خطأ من جانب أهالي بريدة.
وأشار إلى أن “الشرق” لم تقصد إهانة بريدة، ولا الإساءة إليها، وقال: “المطبخ الصحفي داخل الشرق كان لديه نظرة تواكب حجم الحدث، وقد تناولت الموضوع بشكل مهني ومتميز، ولم تقصد الإساءة لأهل بريدة ومنطقة القصيم”.
ورداً عن حقيقة وجود استقالات داخل الجريدة نتيجة هذا العنوان، وردود الفعل العنيفة من الأهالي، التي وصلت للتهديد بالقتل، قال اليامي: “قدم الزميلان فهد العنزي، وفهد الشومر، من أهالي البلدة، استقالتهما؛ نظراً للضغوط التي وقعا فيها بعد نشر العنوان، إلا أنها لم تقبل بعد”، لافتاً إلى أن “هناك الكثير من رسائل العتاب شديدة اللهجة جاءت إلينا، إلا أننا نتحملها بصدر رحب”، مشيداً بدور المشايخ والأعيان الذين تفهموا الأمر، وأنه لا يقصد إلى الإساءة لبريدة.
وأضاف اليامي أنه يكنّ كل الاحترام لأهل بريدة الذين وقفوا مع مكتب “الشرق” ودعموه، مؤكداً أن “الشرق ليست جريدة عنصرية”، وقال: “أقدم كل الاعتذار إذا فهم العنوان عند البعض بأنه إساءة لبريدة أو ضدها”.
أما عضو مجلس الشورى، الدكتور عبدالرحمن عبدالله، فقال لـ “سبق”: “عنوان الشرق سيئ جداً”، مؤكداً أن “هناك استياءً كبيراً خارجاً عن إرادة أهل البلد؛ بسبب الضرر النفسي الواقع عليهم، ومن ناحية أدبية، على (الشرق) أن تقدم الاعتذار”.