حاورتها الروائية الجزائرية: هدى درويش
قرأتُ لها منذ زمن بعيد… قبل أن تجمعني بها الصُدف و أقدار الصداقة …تلك المرأة الجميلة التي تشابه في كل حرف بطلات رواياتها اللواتي يحملن هموم المرأة الجزائرية , المغاربية , الأمازيغية إلى العالم … وسط مكتبتها كانت كالفراشة الهادئة التي لا تقتات سوى من وجع القلوب , من عذوبة الأنثيات و همسات الحروف … هي كاتية حسن … روائية المهجر التي تتنفس حنينا و رونقا و عذوبة …و التي تحاول منذ زمن أن تغتال الأرواح الشريرة المنتصبة أشباحها بين ثنايا المجتمعات الرجعية المنغلقة … و شاءتْ الأيام أن تبوح لي و شاي بالياسمين على طاولتنا الزهرية …
°° كيف تقدم كاتية حسن نفسها لمن لا يعرفها من الجمهور…؟
°° من مواليد الجزائر العاصمة لسنوات الستينيات , من رحم عائلة قبائلية محافظة , تتلمذتُ بالمدرسة الفرنسية " ديكارت" بالجزائر ,اختصاص آداب و علوم إنسانية فرع اللغة الانجليزية و آدابها و من ثمة إلى عالم الصحافة ..,حيث اشتغلتُ بجريدة "الآفاق " الفرنكوفونية و عضو مؤسس لجريدة " مساء الجزائر" أيضا …التي كنتُ على صفحاتها أدير كل القضايا و المواضيع المتعلقة بالمرأة بمكتب الجريدة بمدينة تولوز الفرنسية منذ 1995 … مهتمة دائما بالمقاهي الأدبية و الورشات الفنية إلى أنْ تفرغت مؤخرا للكتابة .
°° كاتية حسن بمدينة تولوز منذ عقود من الزمن …تراها مأخوذة بعتماتها و تناقضاتها؟
°° هي مدينة التناقض و الإيحاء و الإلهام … خصوصا في أوّل روايتين لي :
" قدَر نرمين " و " إلى آخر اللهب" …اين تتجسد المدينة بكل اختلافاتها و عربها و شوارعها المتميزة…
°° بعد سنوات الغربة و الحنين …هل تعتقدين أن العاصمة يمكن لها أن تعطيك ما أعطته لك باريس و تولوز و غيرها كفنانة و كاتبة ؟
°° بكل تأكيد …الجزائر دفعتي الأولى و خطوتي الأولى و تجربتي الاكثر تميزا و عمقا … و انا سعيدة أن يحتفي القارئ بكتاباتي في فرنسا كما الجزائر.
°°في كل كتاباتك …ما هي مصادر تأثرك و من أين تستوحي ريشة كاتية آلامها و بهجتها … و هل تتجسد شخصيتك بشكل أو بآخر تحت طيات أبطال الرواية ؟
°° ليس هنالك من عمل لي يجسد تماما شخصيتي و قصة حياتي …كلها خيال مبني على آلام الواقع … كلها أنشودات للحياة و للحب , للبحث عن الحرية , للسلام , للكرامة , للكرامة الانسانية …نرمين , مينا و مزيان كلهم في صراع و تحد مع الحياة … لكنني أشبههم في الكثير …
°° كيف ترى كاتية حسن من المهجر واقع الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية ؟
°° لستُ كثيرا ناقدة و لا أرى الجانب المظلم للأشياء…لذلك رغم خصوصيات كل عمل أرى فيه إشعاعا يضيء الفضاء الأدبي الجزائري و العربي و ثراءً يضيف الكثير إلى تاريخ الرواية الجزائرية.
°° ما نوع العلاقات التي تربطك ببعض الشخصيات الأدبية المعروفة في الساحة, ياسمينة خضرة …رشيد بوجدرة و غيرهم ؟
°° تربطني علاقات طيبة بالجميع لكن أهمّ ما فيها أنّنا ننتمي لوطن واحد هو الجزائر و لهوية واحدة هي الجزائر و في أرواحنا منشودة أغنية الوطن.
°° هل من مشروع كتابي جديد و ما محل الكتابة الشعرية من الإعراب في حياتك ؟
°° في الواقع كان الشعر أوّل تجاربي في الكتابة لكنني حين جرّبت النثر أحسستُ انّه يناسبني أكثر من غيره من أنواع الكتابة لذلك خضتُ فيه و نجحتُ إلى حد ما في كسب حب القارئ …كما أنني لا أنفي مشاكل نشره أيضا على المستوى التجاري …فقلة قليلة من دور النشر في الوطن العربي و كل العالم تخوض غمار هذه التجربة الاحترافية … و عملي " الكتابة كما تأتي…" فيه الكثير من الشاعرية رغم وروده في شكل نصوص مجمعة في ديوان واحد … و أنا راضية عنه كثيرا… أما عن جديدي فهو عمل روائي بعنوان " الرحلة المدهشة لتربيلالا" … الذي سوف يكون بالأسواق ابتداءً من الصيف المقبل.
°°لكل محبيها و قرائها و متتبعي جديدها عبر العالم … ما رسالة كاتية حسن ؟
°°أشكر بودّ و حرارة كل القلوب التي كانت معي بدعواتها و محبتها و وفائها … و أتمنى أن أكون في مستوى هذه المحبة و الثقة … أتمنى لهم حياة مليئة بالأمل و الحرية و الحب … لكل نساء العالم أيضا …تحيات و محبات خاصة .
