ذكرت بي بي سي في تقرير لها أنّ المسارح الغربية شهدت على مدار سنين طوال قصوراً في تعري الممثلين أمام الجمهور، لكنّ الأمر تغير مؤخراً في المسارح الكبرى للعاصمة البريطانية لندن التي ظهر فيها الممثلون عراة بالكامل في مسرحيات مثل "برايفتس أون بارايد"، و"ذا جوداس كيس".
ويرى روبرت إيفيريت الذي جسد شخصية أوسكار وايلد في مسرحية "ذا جوداس كيس" في إخراج سابق لديفيد هاريس، وقد أبقى ملابسه عليه يومها" أنّ مفهوم التعري على الخشبة تغير مع الزمن؛ "ففي الأيام الخوالي كان يواجه التعري بفتور وبرود من قبل الحضور، لكن اليوم أعتقد أنّ الجمهور يستمتع حقاً بالتعري، حتى أنّ القاعات يشهد حضوراً أكبر بسببه".
من جانبه يقول جاك كير تشارلز الذي يشارك زميلته الممثلة فويبي والر- بريدج في مشاهد التعري بمسرحية جاك ثورن "مايديداي": "هو مشهد تعرّي المغطس أكثر منه تعري سرير غرفة النوم، وهو شأن فني". ومن جانبها تقول شريكته في البطولة: "كنا نتوقع ضحكاً وقهقهات أكثر وارتباكاً، لكن ولأنّ المشهد أكثر إلفة وواقعية شعر الجمهور بالراحة التامة عند تلك النقطة".
ويضيف الممثلان أنّ مدرسة الدراما ساعدتهم في التحضير لمشاهد التعري. لكن كيف كسر البطلان الجليد خلال بروفات المسرحية؟
يقول تشارلز: "في المرة الاولى التي تعرينا فيها خرج المخرج ومدير الخشبة لاحتساء كوب من الشاي وأطفأت مع فويبي كلّ أضواء المسرح، وأغلقنا كلّ الستائر، وخلعنا ملابسنا، وركضنا في المسرح كالأطفال".
من جانبها تقول والر- بريدج:" إنّه مجرد عمل في الحقيقة، حتى أنّني لا ألاحظ أنّ كير عارٍ".
أما الممثلون الذين تعروا في مسرحية "ذا جوداس كيس" فلديهم مقاربة مختلفة. فيقول طوم كولي الذي يجسد شخصية الإيطالي غاليلو ماسكوني الذي يمضي 18 دقيقة من دقائقه الـ20 على المسرح عارياً: "طيلة فترة البروفات كنت مرتدياً ملابسي، وهو أمر غريب نوعاً ما". ولم يتعرّ الممثلون حتى البروفا المصحوبة بالتقنيات، عندما استخدمت الغضاءة والصوت وتغيير المشاهد.
ويقول كولي: "الأمر يتعلق أكثر بامتلاك ثقة بالنفس التي تسمح لك بالأداء الفني الجيد، وبعدها عليك الوثوق بالمخرج والكاتب اللذين كانا بارزين خلال عملية البروفات. ولم يبد أيّ شيء قسرياً ولم يكن أيّ شيء غير طبيعي".