واندمج الصراع في سوريا والعراق

 

قال الكاتب الأميركي مايكل نايتس في تقرير له بمعهد واشنطن  إنّ الحرب في سوريا امتدت الأسبوع الماضي إلى العراق بشكل غير مسبوق، مع ما جرى عند معبر اليعربية الحدودي، من قتال بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة للسيطرة على المعبر، وفرار موظفين رسميين سوريين إلى العراق وضربهم مع عودتهم ما أدى إلى مقتل 51 عراقياً وسورياً، ودفع القوات العراقية لقصف المعارضة السورية المسلحة.
 
وسواء كان الهجوم من تنفيذ مقاتلين سوريين دخلوا إلى العراق، أو من مقاتلين متمركزين في العراق ومتعاطفين مع المعارضة السورية المسلحة فإنّه يمثل إشارات واضحة على أنّ الحدود لم تعد بشكل متزايد تشكل عائقاً أمام تمدد الحرب. وفي الوقت الذي يواجه فيه العراق توترا طائفيا فإنّ آخر ما يحتاجه هو أن يصبح مشتركاً فعالاً في الصراع السوري الطائفي المتزايد.
 
ويشير التقرير إلى أنّها لم تكن الحادثة الأخيرة في اليعربية الأولى على الحدود العراقية- السورية، لكنّها كانت صادمة بشكل خاص، مع الكمين الذي تعرض له الجنود السوريون وأدى إلى مقتل 42 منهم بالإضافة إلى 9 مرافقين عراقيين. وقد يشير الحادث إلى اختراق أمني أدى إلى تسرب معلومات للمسلحين من داخل القوات العراقية أو من سكان محليين في محافظة الانبار الغاضبة ضد الحكومة العراقية.
 
الإنعكاسات على السياسة الأميركية
 
من الواضح أنّ اندماج حركات التمرد في سوريا والعراق سيكون سيئاً على العراق، وعلى سوريا، وعلى المصالح الأميركية. وعلى واشنطن أن تتعامل مع بغداد لمنع الحرب السورية من العبور إلى العراق، حيث يمكن أن تستعيد شباب المجموعات المسلحة السنية المحتضرة. وعلى واشنطن أن تذكر بغداد بالعواقب المهددة للإستقرار إذا ما بالغت الحكومة العراقية والمجموعات الشيعية في ردود فعلها تجاه الاحداث، خاصة إذا ما اتخذو مواقف ضد المجتمعات السنية المحلية في محاولة لاقتلاع الجهادين العراقيين والسوريين منها.
 
كما على الولايات المتحدة أن ترد حجة بغداد في أنّ الإحتجاجات السنية الأخيرة هي ببساطة "امتداد لما يجري في سوريا" كما قال المستشار في الأمن القومي العراقي فالح الفياض، الذي أضاف أنّ "الإنقسامات في سوريا قد تؤثر على وحدة العراق"، متغاضياً عن حقيقة أنّ فشل بغداد في دعم التسوية الطائفية منذ عام 2009، هو ما أجج الشارع السني ضد الحكومة. وهذا ما يجب أن يتم تصحيحه.
 
ويختم التقرير بالقول إنّ وضعاً متفجراً حقيقياً سينشأ مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، عندما سيصطدم الإبتهاج السني العراقي بتهور الحكومة في سحقه داخل بغداد وفي باقي المحافظات المحيطة بها.  وإذا جاءت هذه اللحظة فعلى قادة الولايات المتحدة ودبلوماسييها أن يكونوا جاهزين لتكريس الجهود المركزة على الحكومة العراقية في الوقت الذي ستكون كلّ الأنظار فيه متجهة إلى سوريا. وفي مثل هذا السيناريو فإنّ واشنطن تحتاج كذلك إلى الضغط  على فصائل مرحلة ما بعد الاسد لعدم التورط في العراق.
 
Exit mobile version