أرشيف - غير مصنف
حوار ميداني مع مقاتل ليبي من جبهة النصرة في سوريا
أجرت إذاعة "أن بي آر" الاميركية دردشة مع مقاتل معارض في سوريا، من الإسلاميين المتطرفين التابعين لـ"جبهة النصرة" التي صنفتها الولايات المتحدة أخيراً في قائمة المنظمات الإرهابية، لارتباطها بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ففي بلدة كفر نبل شمال شرق البلاد التقت المراسلتان ريما مروش وكيلي ماكيفيرز، بالمقاتل الليبي الشاب "حذيفة" (21 عاماً) الذي يقول إنّه وصل إلى رتبة قائد.
فإليكم الدردشة:
أن بي آر: حول صفة التطرف الملتصقة بكم؟
– أرفض أن يطلق علينا أيّ كان صفة المتطرفين.
أن بي آر: إذا ما التعريف المناسب من جهتكم؟
– المجاهدون.
أن بي آر: ما رؤيتك المستقبلية لسوريا؟
– نحن -المسلمين- لدينا يقين عن حديث للرسول أنّ أفضل مكان في العالم هو الشام. وقال رسول الله إنّ الله يصطفي قوماً ليكونوا خير عباده هنا. وأتمنى أن يكون الله قد اختارني. وهذا ما أتى بي إلى سوريا أيضاً.
أن بي آر: ما الذي كنت تقوم به قبل المجيء إلى سوريا؟
– كنت أستاذاً للقرآن وتلميذاً في الشريعة في السنة الرابعة ببنغازي في ليبيا. وكنت أقاتل في سرت (خلال الثورة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي).
أن بي آر: ما غاية جبهة النصرة في سوريا؟
– هنالك أوامر من القيادة العامة للجماعة بعدم السماح بتنفيذ هجمات انتحارية داخل الأحياء السكنية.
أن بي آر: هل ستفرضون على النساء الحجاب (إذا سقط النظام)؟
– دعوني أشرح بهذه الطريقة: إذا أعطيت شخصاً بنبونتين… إحداهما مغطاة والأخرى لا. أين ستكون الجراثيم والبكتيريا؟ على المكشوفة حتماً. والأمر نفسه بالنسبة للنساء؛ إذا كانت مكشوفة، فإنّها القذرة، فمن التي سيطاردها الرجال؟ بينما إذا كانت المرأة مغطاة، حتى أجمل واحدة بين النساء، فلن يقترب الرجال منها.
أن بي آر: هنا يأتي بنا الحديث إلى سؤال أكبرحول الدولة الإسلامية، وما الذي يعنيه هذا لغير المسلمين؟
– تطبيق الشريعة هو القاعدة الأساسية. والوقاية خير علاج. فما يجعل الناس يرتكبون الخطايا هو مشاهدة الأفلام الجنسية، والإستماع إلى الأغاني التي تثير الشهوات.
أن بي آر: يبدو أنّ عقليتك لا تحترم الرجال، فأنت تفترض أنّ جميعهم سيلهثون خلف المرأة السافرة
– الوقاية خير علاج، فالرجال غالباً ينظرون إلى الوجه والجسد. بعدها سيتبعون النساء، والشيطان يوسوس في آذانهم.
أن بي آر: إذاً لماذا لا يضع الرجال أيضاً الحجاب؟ هنالك نساء يلاحقن الرجال؟
– هل تسألين للحصول على إجابة أم جدال
أن بي آر: للحصول على إجابة.
– الإسلام دين عظيم. هنالك آية تقول: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن".
أن بي آر: لماذا تخلت الجماعة عن سريتها وباتت علنية؟
– ليس هنالك إرشادات تحكم هذه المسألة. ولأنّ الناس يريدون أن يأتوا إلى جبهة النصرة على عاتقهم. فإذا كنت تعرف عنا يمكنك متابعتنا على تويتر.
أن بي آر: لكن اليوم كنتم مكتئبين أنّ الإعلام لا ينشر نشاطاتكم.
– المشكلة أنّ وسائل الإعلام فقدت مصداقيتها. دور الإعلام هو نقل ما يحصل على الأرض من دون تضخيم. والإعلام لا يفعل ذلك في حالتنا، خاصة بعد تصنيف الجبهة كإرهابية. مع أنّ الجبهة لم ترتكب أي اعتداءات إرهابية خارج سوريا، وليست لديها روابط بالقاعدة، لكنّها صنفت إرهابية. لماذا؟ لأنّها تقاوم (الرئيس السوري) بشار الأسد.
أن بي آر: في سوريا لدى الناس معتقدات مختلفة، لذا فإنّ السؤال هو هل يمكنك أن تأتي من بلد آخر وتقول للسوريين كيف يعيشون حياتهم كمسلمين؟
– في ديننا المؤمنون إخوة وأخوات، وليس هنالك شيء اسمه ليبيين، أو سوريين، أو توانسة. كلنا مسلمون.
أن بي آر: ماذا بخصوص الشريعة؟
– نؤمن بنبوءة تأسيس الدولة الغسلامية.
أن بي آر: إذاً عندما تصلون إلى الدولة الإسلامية، سيكون هنالك بتر لأيدي اللصوص، وقطع للرؤوس؟
– أرفض الإجابة.
أن بي آر: لكنّ أهل سوريا يستحقون أن يعلموا إجابتكم.
– الحدود لا يمكن تطبيقها إلاّ في بلد مسلم بقوته وسلطته. فمع بتر الأيدي علينا أن نؤسس بعض الشروط الضرورية للدولة الإسلامية قبل أن نتمكن من القيام بذلك.
أن بي آر: نرى كيف ساعدت جماعتك في أزمة الرغيف بحلب. هل هي مرحلة جيدة لكم لكي تكسبوا ثقة الشعب؟
– نعم، فالشيخ أبو محمد الجولاني، وهو أمير جبهة النصرة في سوريا، كتب رسالة بعنوان "أهل الشام نفديكم بأرواحنا". وفيها قال إنّ الجبهة ليست منظمة سياسية لكنّها جماعة تهتم بشؤون المسلمين.




