ان الازمة في سوريا تجلب مخاوف امنية جديدة للعديد من البلدان مثل اسرائيل، وفق صحيفة وورلد تريبيون.
وتوضح الصحيفة انه في ظل حكم الاسد، شعرت سوريا بالخوف من التفوق العسكري الاسرائيلي، ومستقبل سوريا وقدراتها ونواياها كلها موضع شك، فلا يمكن لاسرائيل التنبؤ بما سيحدث الا انه بامكانها ان تستخدم نفوذها لئلا تشكل مرحلة ما بعد الاسد اي تهديد بالنسبة اليها.
ومن بين السيناريوهات المطروحة لمستقبل سوريا، يتوقع البعض ان تبرز دولة ديمقراطية موحدة يحكمها الاغلبية السنة، وهذه الدولة قد تكون لصالح اسرائيل، ومع ذلك قد لا يكون من الممكن الاعتماد عليها في الالتزام بالعلاقات السلمية.
واكدت الصحيفة ان التركيبة الاجتماعية والسياسية تشكل تحديا كبيرا امام تحقيق الديمقراطية.
ورجحت الصحيفة ان يلعب الاخوان المسلمون( اعداء اسرائيل) دورا مهما في مرحلة ما بعد الاسد، وفي حين ان الديمقراطية تحظى ببعض الدعم الدولي، فان اي ضعف من قبل سوريا او تقسيم سيصب في مصلحة اسرائيل.
اما بالنسبة الى الاكراد فقد يعمدون الى تأسيس منطقة ذات حكم ذاتي في سوريا، تتماشى مع كردستان العراق وبالتالي تنفلت من سيطرة بغداد.
واللافت ان اسرائيل في موقف جيد للتأثير على الاكراد، اذ ان للموساد علاقة طويلة مع الجماعات الكردية، من خلال دعم اكراد العراق ضد صدام حسين، ودعم اكراد ايران ضد آية الله.
غير ان القوى الاقليمية ستعارض السلطة الكردية، اذ ان تركيا ترى ان الحكم الذاتي لاكراد سوريا والعراق يشبه الى حد كبير حال الاكراد في انقرة، وبدورها تخشى ايران من هذا الموضوع.
اما بالنسبة الى المنطقة الشيعية العلوية على طول ساحل البحر المتوسط، فيمكن ايضا ان تتقسم مما يقسم البلاد بين شيعة وسنة يتقاتلون ويحاربون بعضهم البعض وليس اسرائيل، هذا وستستفيد بعض البلدان مثل روسيا وايران لتعزيز نفوذها في المنطقة.
غير ان اقامة منطقة خاصة بالعلويين، ستواجه معارضة شرسة، فالسعودية مثلا تحاول التخلص من النفوذ الايراني في المنطقة، كما ان الجماعات المتمردة في سوريا سوف تعارض بدورها اقامة منطقة علوية، تماما كاسرائيل التي ترى ان هذه المنطقة ستشكل حصنا للنفوذ الايراني وحزب الله.
واكدت الصحيفة ان اسرائيل تسعى جاهدة لتقسيم سوريا، وبعد انتهاء الازمة ستصبح سوريا الجديدة خليطا من الاقطاعيين وامراء الحرب وزعماء القبائل وسيتم التلاعب بها من قبل العديد من القوى الخارجية، فضلا عن ذلك فان النظام السياسي سيكون مجزأ وغير قادر على التعامل مع مسائل وطنية حساسة مثل المسائل العسكرية.
اما السعودية فهي تسعى الى بروز دولة قوية في سوريا، لتكون شريكتها في دحر النفوذ الايراني من لبنان الى العراق، وبالتالي فان دمشق سكون يوما ما مصدرا للصراع بين القدس والرياض نتيجة الاختلاف في الاهداف والمصالح بينهما.