أرشيف - غير مصنف
حادثة الطفل (إسلام) توتر علاقات المغرب والجزائر المتوترة أصلا
أجلت محكمة الاستئناف بأكادير، الثلاثاء، النظر في قضية الطفل الجزائري إسلام خوالد، والموقوف من لدن السلطات المغربية منذ الحادي عشر من شهر فبراير المنصرم بتهمة "الشروع في الاعتداء الجنسي" على طفل مغربي، إلى يوم الثلاثاء القادم، وذلك بعد أن تشبث الأب بحقه في المتابعة خلافا لما روجت له بعض الصحف الجزائرية التي قالت إن "والد الطفل المغربي تنازل عن الشكاية".
وكان الطفل الجزائري قد تم إيقافه من طرف السلطات الأمنية وإيداعه في مركز حماية الطفولة بأكادير نظرا لحداثة سنه، بعد واقعة "الاعتداء"، وذلك إبان مشاركته في الدورة الرياضية للألواح الشراعية التي احتضنتها البلاد ما بين 10 و15 فبراير الفائت.
وعلمت هسبريس بأن جمعية "ما تقيش ولدي" دخلت على الخط مباشرة بعد توصلها بطلب مؤازرة موقع من طرف والد الطفل المغربي "ف.ص"، 12 عاما، يوم 24 فبراير الفائت، حيث نصبت نفسها طرفا مدنيا في الملف، وتقدمت بشكاية لدى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير.
القانون والصحافة
ووفق بنود القانون الجنائي المغربي فإن هذا الطفل الجزائري لا يتحمل مسؤولية جنائية كاملة باعتبار سنه الصغير، حيث إن المُشرّع المغربي حدد سن الرشد الجنائي في 18 عاما، وبالتالي فإن الطفل الذي يبلغ 12 عاما فأقل يعتبر عديم المسؤولية الجنائية.
ويعد الطفل الذي يتراوح عمره بين 12 و18 سنة، وهي حالة الطفل إسلام في حادثة "اعتدائه" على الطفل المغربي، ذا مسؤولية جنائية ناقصة، أخذا بعين الاعتبار من طرف القانون بأن التمييز لم يكتمل لديه بعد.
وتباينت مواقف الصحافة المغربية إزاء قضية الطفل إسلام، بين منابر اعتبرتها قضية تدخل في السياق الاعتيادي كأي طفلين من جنسيتين مختلفتين يمكن أن تقع في أي مكان وأي زمان آخر، وبين من أخذت هذه القضية بكل الجدية اللازمة مطالبة بمعاقبة الطفل المعتدي.
وقالت جرائد مغربية إن قضية الطفل إسلام لا تعدو أن تكون "لعب" أطفال صغار لا يميزون بين أفعالهم وتداعياتها، كما لا يجب أن تُحمَّل تصرفاتهم فوق ما ينبغي أن تتحمله، لتصبح قضية لهو وعبث طفولي يحدث كل يوم إلى قضية يرغب البعض في "تسييسها".
وتساءلت منابر أخرى لماذا لم تحدث الضجة الإعلامية ذاتها عندما اعتقل حرس الحدود الجزائريين، قبل سنوات قليلة، أربعة تلاميذ مغاربة أحدهم قاصر، وأحالتهم على المحكمة التي أمرت بإيداعهم الاعتقال الاحتياطي قرابة أسبوعين قبل أن تقضي ببراءتهم، وأيضا حادثة الطفل المغربي القاصر الذي أصابه الجيش الجزائري برصاص قاتل بسبب تسلله بضعة أمتار إلى داخل التراب الجزائري.
هسبريس




