دعت الباحثة والناشطة النسائية أسماء لمرابط إلى أن تكون المساجد مختلطة بين الرجال والنساء، باعتبار أنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم "كانت المساجد مختلطة"، وأيضا لأن "المكان ليس مقدسا بل الصلاة هي المقدسة"، مشيرة إلى أنه "حتى إذا ما تم اقتراح هذه الفكرة، فإن النساء هم أول من سيعارضها".
وعزت لمرابط "سلبية" النساء في هذا السياق، في حوار نشرته مجلة "تيل كيل" في عددها الأخير، إلى ما سمته القهر الذي يعشنه، مردفة بأن "ثقافة المساواة يجب أن تبدأ منذ الطفولة، واليوم من الصعب التراجع عن تربية جعلتنا نقبل اللا مساواة".
وأبدت مديرة مركز الأبحاث والدراسات النسائية في الإسلام رأيها في تجربة مؤسسة المرشدات الدينيات التي شرعت فيها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قبل سنوات خلت، حيث قالت إن للتجربة "رمزية قوية" تعيد الاعتبار لصورة المرأة.
واستدركت مؤلفة كتاب "النساء والرجال في القرآن: أية مساواة" بالقول إن تجربة المرشدات الدينيات توقفت عند حدود تلك الرمزية، موضحة بأنه "في العمق المرشدات الدينيات يروجن لخطاب ذكوري يختاره الرجال".
زواج عائشة والإجهاض
وتطرق حوار المجلة ذاتها مع لمرابط إلى مواضيع مختلفة ذات صلة بالشأن الديني العام والخاص، منها حديثها عن زواج الرسول بعائشة رضي الله عنها، حيث قالت إنها تجد صعوبة في قبول كون النبي تزوج بعائشة في سن مبكرة".
ولفتت الباحثة النسائية إلى أن باحثين وعلماء ومؤرخين أعادوا النظر في مسألة سن عائشة خلال زواجها بالنبي محمد، قبل أن تخلص إلى أنه "من المحتمل أن يكون سنها أكبر عند زواجها".
وبخصوص الإجهاض في الشريعة، أفادت لمرابط بأنه لدى أغلبية علماء المسلمين "كان التوجه العام هو الجواز"، مبرزة بأن "القانون عليه أن يبدي نوعا من الواقعية لتمكين النساء من الحق في اتخاذ القرار الذي يمليه عليهن ضميرهن حول هذه القضية الأخلاقية الحساسة".
وجوابا على سؤال يهم قضية العذرية والبكارة، أكدت لمرابط بأن "النصوص الدينية المقدسة عموما لا تتحدث عن العذرية"، لافتة إلى أن "النقاش حول العذرية والبكارة عند الفتاة قضية ثقافية بالأساس تنتشر في بلدان حوض المتوسط.
وانتقدت المتحدثة مستوى التعليم الديني في البلاد الإسلامية، ووصفته بكونه "كارثة حقيقية" حيث يتم فيها تلقين التقليد والتبعية للآخرين، ولا يدرس فيها تقريبا سوى كتب عصر الانحطاط ما بعد القرن 10، فيما أمثال الفارابي وابن رشد والرازي مغيبون عن البرامج التعليمية في هذه المدارس الدينية.
هسبريس