أرشيف - غير مصنف
عماد طنطاوى يكتب : نيرون المصرى ونيرون الرومى 1
لا اختلاف كبير بين نيرون الرومى نسبة الى روما الذى قتل أمه قبل ان يقتل كل من ساعدوه بعد ذلك من اجل ان يسيطر ويحكم وبين نيرون المصرى الذى يقتل شعبه ويحرق وطنه بالفتنة والانقسام ليحكم منفردا الاول كانت تحركه نرجسيته ووهمه والثانى تحركه اطماع جماعته وحلم ثمانين عاما من الانتظار لتحقيق هدف الكرسى فكان الهدف من البداية مختزلا فى حلم جماعة لا حلم وطن حر ذاق مرار الاستبداد ثلاثين عاما..!
لا فرق بين نيرون الرومى الذى كان يظن نفسه مؤرخا عظيما وممثلا مبدعا وحاكما حكيما وبين نيرون المصرى الذى يظن انه مؤيد من الله وقراراته إلهيه وأنه وجماعته الوحيد القادر على الحكم لأن كل من حوله لا يعرفون شيئا وأن الخلافة التى قالوا يجب خروجها من قريش لن تبتعد عنه – اذا كذبنا قليلا وقلنا ان نيرون المصرى من نسل الخلفاء الراشدين – وان حلفنا باغلظ الاقسام لا بأس فنحن جند الله فنحلف كذبا ونكذب مادمنا سنحقق ما نريد فالله دوما سيسامحنا ..!!
نيرون الرومى كان فردا ونيرون المصرى كان جماعة وصدقونى أيها القراء تلك ليست إشاعة بل واقع أليم بات يؤلمنا ويأخذ كل يوم شهداء أرادوا الحرية لوطن أراد له مغتصبوه السجن.
نيرون الرومى كان عمره 16 عاما وقت أن وضعته الاقدار أن تنصبه أمه إمبراطورا ولو بالإسم مع أن كان هناك وريث للعرش غيره وزجت به فى مكان كان غيره هوه الذى سيناله وحكمت من خلف الستار ..نيرون المصرى أيضا نصبته جماعته وجعلته ريئسا ليس بالحق ولكن بقوة الليمون والزيت والسكر والعزف على وتر المتاجرة بالدين وجاءت به رجلا طاعنا فى العمر طفلا فى التفكير لتسيطر أيضا وتحكم من خلف الستار فسمعنا منه عجب الكلام ..!
نيرون الرومى أوكلت أمه أغربينيا للفيلسوف سينيك و" العسكرى بوروس " الذى وعدته ان يكون قائد للجيش فى سبيل جعل نيرون رجلا له عزم الرجال وأدى الرجلان ما طلبت منهم الام ذلك لكن نيرون الطائش والمتعطش لنرجسيته كان متمردا وحاول الخروج من عبائة الام والانفراد بالحكم وازاحة كل من يقف فى طريقه حتى لو كان اقرب الناس اليه وحتى من لهم الفضل فى مساعدتة .
ربما الزمن يكرر نفسه فنيرون المصرى فى سبيل الجماعة الحلم أزاح كل من وقفوا جواره وعصروا على أنفسهم أطنان الليمون وباع شركاء الميدان من أجل حلم التمكين والسيطرة.
بداية الصدام كان عنيفا بين نيرون وأمه بعد أن عشق هذا الموتور جارية من آسيا تدعى آكتى وإبتعد عن زوجته الجميلة أوكتافيا فما كان من أمه إلا أن ثارت وهددته بإزاحته وتنصيب الوريث الشرعى بريتانيكوس فتذكره نيرون وشعر أن مجرد وجوده تهديد لوجود نيرون فقام بوضع السم له التخلص منه هكذا فعل نيرون المصرى وجماعته حينما أراد الابتعاد عن الثورة التى جعلت لوجوده ووجود جماعته والانفراد بالحكم فوضع سم التخوين والتكفير لكل ثائر أراد أن ينتقده فكانت " آكتى " بداية الصدام لنيرون الرومى وكان " إستفتاء مارس " بداية الصدام لنيرون المصرى.
نيرون الرومى دفع الرشاوى والهدايا للأمراء وقيادات الدولة لتحجيم دور أمه وعزلها فى قصرها والسكوت عن مقتل بريتانيكوس الذى قتله ونيرون المصرى قام بدفع الرشاوى أيضا للمجلس العسكرى بمليونيات وتصريحات تأييد وإشترى الكثير من أمراء وملوك الجهل والأمية والفقر لشراء سكوتهم على قتل الثورة والتمكين من مفاصل الدولة..
إنجرف نيرون الرومى لحياة المجون وكان يتنكر فى زى العبيد وينزل لقطع الطرقات وغيرها ولكن نيرون المصرى كان أكثر فجرا منه فمارس القتل هوه واتباعه وسرقة كل نفيس فى هذا الوطن على مسمع ومرآى الكل ..
نيرون قال له اصدقاء السوء ان امه تخطط للانقلاب عليه وانها خطر عليه ورفقاء السوء قالوا لنيرون المصرى الثورة خطر على حلم الجماعة فالاول ارسل سينيك الامين لامه لتوجيه تهمه الاتهام لها ونيرون المصرى ارسل جيوش من الخرفان والتابعين الى الثوارليطعنوهم فى شرفهم ويخونوهم الاولى ثارت وهددت والثانية ثارت ولازلت تثور ولازلت حية تقاوم استبداد نيرون المصرى..!
حياة الفجر والعهر لم تنته عند نيرون الرومى فتعرف على عاهرة اسمها بوبيه اوزعت اليه بتطليق زوجته ولما علمت امه ثارت وهددته فاراد التخلص منها فدبر لها المكيدة واغرق مركبها لكنها نجت لكنه ارسل جنوده فقتلوها واحرقوا جثتها وماتت وهى تلعن نيرون .
مارس نيرون المصرى هذا كله حين اراد قتل الثورة وارسل لها جيوش المغيبين لقتلها بالتخوين والتكفير لكنها لم تمت ولا زالت تلعنه وتلعن جماعته وتلعن عاهرته وتلعن كل من خانها وفكر فى موتها..!
قصة نيرون ممتئلة بالاحداث المتشابهة مع قصة نيرون المصرى فإستخدام الدماء ثمنا للبقاء فى الحكم واحد والتعالى والغرور والاستهانة بالاخرين واحد والكدب والسرقة واحدة والدفاع عن الكرسى واحد وممارسة العهر واحدة اذن ما الفرق تلك اطلالة بسيطة ولنا للحديث بقية ان شاءالله.




